الرأي(ضوء):في بشرى طبية سارة لمرضى ارتفاع ضغط الدم، اعلن جراحون بريطانيون انهم نجحوا أخيراً في تطوير اجراء جراحي بسيط لكنه فعال جداً ومن المتوقع له ان يمنح الشفاء النهائي لملايين من مرضى ارتفاع ضغط الدم حول العالم. الجراحون التابعون لكلية الطب بجامعة بريستول قالوا ان الاجراء الجراحي الثوري الجديد يشتمل على ازالة كتلة عنقودية صغيرة من الأعصاب توجد في الحلق، وهي الكتلة العصبية التي اكتشفوا ان لها ارتباطاً مباشراً بالاختلال في تنظيم ضغط الدم في الجسم ككل. وأوضح الجراحون تلك الكتلة العصبية العنقودية الصغيرة تقبع على مقربة من فرعي الشريان السباتي في منطقة الرقبة، ولايزيد حجمها على حجم حبة الارز، وعلى الرغم من كون تلك الكتلة تعتبر احد اصغر اعضاء الجسم، فانها تلعب دوراً مهماً في تنظيم ضغط دم الجسم ككل لكنها ايضاً قد تصاب بالاختلال الوظيفي وتتحول بالتالي الى سبب رئيسي من اسباب ارتفاع ضغط الدم المزمن. ومن الناحية العملية، فان ما يحصل هو ان الكتلة العنقودية المصابة بالاختلال تصبح مفرطة الحساسية وتبدأ في ارسال رسائل مضللة الى المخ تحضه فيها على الابقاء على ضغط الدم مرتفعاً طوال الوقت على الرغم من عدم الحاجة الى ذلك. واشار الجراحون الى انهم اكتشفوا ان باستئصال تلك الكتلة العصبية الصغيرة من فئران تجارب مصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن كانت النتيجة في جميع الحالات ان ضغط الدم عاد الى طبيعته. وقال الجراحون انهم بدأوا فعلياً في معالجة 20 مريضاً متطوعاً بهذا الاجراء الجديد بعد ثبوت نجاحه في فئران التجارب، منوهين الى انه في حال نجاح تلك التجارب الاكلينيكية على البشر والحصول على موافقة السلطات الصحية فانهم سيواصلون العمل على تطوير التدخل الجراحي البسيط بحيث يصبح متاحاً لجميع مرضى ارتفاع ضغط الدم في غضون فترة زمنية تتراوح بين عامين وثلاثة اعوام. يشار الى ان المؤسسة البريطانية لأمراض القلب (BHF) هي التي تكفلت بتمويل الابحاث التي اجراها اولئك الجراحون، كما ان نتائج الابحاث نشرت في العدد الحالي من دورية «نيتشر كوميوينكيشنز» الطبية. ضغط الدم (بالإنجليزية: Blood pressure) هو قوة دفع الدم لجدران الأوعية الدموية التي ينتقل خلالها أثناء تغذيته لكافة أنسجة الجسم وأعضائه فيما يعرف بالدورة الدموية.تبدأ الدورة الدموية مع انقباض عضلة القلب ليدفع بقوة كل محتوياته من الدم فتنتقل بدورها من القلب إلى الشريان الأبهر أضخم شرايين جسم الإنسان ومنه إلى بقية شرايين الجسم، ثم ينبسط القلب ليسمح بامتلائه بكمية جديدة من الدم لينقبض من جديد دافعا بشحنة جديدة إلى الشريان الأبهر مرة أخرى وهكذا دواليك. تبين الإحصاءات الطبية الأهمية الكبرى للحفاظ على ضغط الدم بحيث يكون في المتوسط 115/75 مليمتر زئبق ، وأن زيادته عن هذا الحد تؤدي إلى إجهاد القلب والكلى ، وقد يؤدي ارتفاعه إلى سكتة دماغية أو العقم المبكر عند الرجال. يتميز الشريان الأبهر بالمرونة فعندما يندفع الدم القادم من القلب يحدث ضغطا قويا على جدران الشريان تتسبب في تمدده جانبيا وأثناء الانبساط القلبي يستعيد الشريان وضعه الطبيعي فيضغط على الدم الذي يحتويه متسببا في اندافه وبذلك يستمر الدم في الجريان أثناء الانبساط. يسمى ضغط الدم أثناء انقباض القلب بالضغط الانقباضي Systolic Pressure وفي حالة الانبساط يسمى الضغط الانبساطي Diastolic Pressure ودائما ما يكون الضغط الانقباضي أعلى في قيمته من الضغط الانبساطي وعند قياس ضغط الدم تكتب القراءة على هيأة كسر على سبيل المثال 120/80 حيث قيمة الضغط الانقباضي هي العليا وقيمة الانبساطي هي السفلى.
مشاركة :