تدابير نقدية لوقف تدهور الليرة التركية ... مؤقتاً

  • 8/13/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت تركيا اليوم (الاثنين) مجموعة من التدابير لدعم عملتها التي تنهار بوتيرة سريعة على خلفية التوتر مع الولايات المتحدة وعدم الثقة بالرؤية الاقتصادية للرئيس رجب طيب إردوغان الذي يتحدث عن "مؤامرة" تحاك ضد بلاده. وأكد البنك المركزي التركي أنه سيوفر السيولة اللازمة التي تحتاج اليها المصارف ويتخذ "كل التدابير اللازمة" لضمان الاستقرار المالي. ويأتي الإعلان بعدما شهدت الليرة التركية التي خسرت هذا العام أكثر من 40 في المائة من قيمتها مقابل الدولار واليورو، هبوطا حادا الجمعة مما أثار هلعا في أسواق المال العالمية. وتراجعت بورصة طوكيو اليوم 1,98 في المائة بسبب آثار "الجمعة الأسود" حين خسرت الليرة التركية أكثر من 16 في المائة من قيمتها مقابل الدولار. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم وصلت الليرة التركية في أسواق آسيا إلى أدنى مستوياتها التاريخية وتخطى الدولار للمرة الأولى عتبة السبع ليرات، قبل أن تتحسن مع إعلان البنك المركزي التركي. وجرى التداول بالليرة بسعر 6,65 ليرة للدولار الواحد، فيما راجع البنك المركزي التركي معدلات الاحتياط الإلزامي للمصارف تفاديا لأي مشكلة سيولة، وأوضح أنه سيضخ سيولة بقيمة 10 مليارات ليرة - 6 مليارات دولار – و3 مليارات دولار من الذهب، في قنوات النظام المالي حفاظاً على الاستقرار. وقال وزير المال التركي بيرات البيرق، وهو صهر الرئيس، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "حرييت" الواسعة الانتشار، إن "مؤسساتنا ستتخذ التدابير الضرورية اعتبارا من اليوم الاثنين لتخفيف الضغط عن الأسواق". وأضاف: "وضعنا خطة عمل لمصارفنا وللشركات الصغرى والمتوسطة، وهي القطاعات الأكثر تضررا من التقلبات الحالية للعملة"، مؤكدا أن "كل خططنا جاهزة" للتحرك واتخاذ تدابير حيال الوضع الراهن. من جهته، صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين اليوم إن اقتصاد البلاد قوي، داعيا إلى إلى الأخبار والتحركات التي تندرج تحت بند التكهنات والمضاربة. وأضاف عبر "تويتر" أن وزارة المال والبنك المركزي والهيئة المعنية بالرقابة المصرفية وهيئة أسواق المال وسواها من المؤسسات تتخذ الخطوات اللازمة من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي. الخلاف مع واشنطن وكان إردوغان قد حذّر الأحد من أنه سيرد على "مؤامرة سياسية" أميركية ضد تركيا، بالبحث عن شركاء جدد وأسواق جديدة. وكان بذلك يعلّق على تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن بسبب عدد من القضايا، وآخرها احتجاز القس الأميركي أندرو برانسون الذي يحاكم في تركيا بتهمتي "الإرهاب" و"التجسس"، وقد وضع في نهاية يوليو (يوليو) قيد الإقامة الجبرية بعد اعتقاله 18 شهراً. ولمح إردوغان إلى أن التحالف برمته بين تركيا التي انضمت إلى الحلف الأطلسي عام 1952 بدعم أميركي، والولايات المتحدة على المحك، علماً أن بلاده تستضيف قاعدة أميركية كبيرة في مدينة إنجرليك في جنوب البلاد. وتأخذ تركيا على الولايات المتحدة أنها تدعم وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تقاتل "داعش"، وتعتبرها أنقرة "إرهابية". وقال إردوغان: "لا يسعنا سوى أن نقول وداعا لكلّ من يقرر التضحية بشراكته الاستراتيجية وبنصف قرن من التحالف مع بلد عدد سكانه 81 مليونا، من أجل علاقات مع مجموعات إرهابية". وسأل: "هل تقدمون على التضحية بتركيا البالغ عدد سكانها 81 مليونا من أجل قس يرتبط بجماعات إرهابية؟". وتطالب الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن القس الذي يواجه عقوبة بالسجن لفترة تصل إلى 35 عاما، فيما تطالب تركيا بتسليمها الداعية فتح الله غولن المقيم منذ نحو عشرين عاما في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب على إردوغان في يوليو 2016. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم إن بلاده فعلت ما يكفي لإصلاح علاقتها بالولايات المتحدة وإن واشنطن تصرفت بما يتعارض مع تحالف البلدين في ما يخص القضايا الأمنية الأساسية. وأكد جاويش أوغلو في كلمة ألقاها أمام سفراء في أنقرة أن على الولايات المتحدة أن تعرف أنها لن تحقق أي نتيجة بتهديد تركيا. يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يضاعف الضغط على الاقتصاد التركي، وكان القرار الذي اتخذه يوم الجمعة الماضي بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم التركيين إلى 50 و20 في المائة على التوالي الشرارة لتدهور الليرة التركية. وكتب ترمب يومها على "تويتر": "سمحت للتو بمضاعفة التعرفات الجمركية على الصلب والألمنيوم من تركيا في حين تنزلق عملتهم، الليرة التركية، متراجعة بسرعة مقابل دولارنا القوي جدا. علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة في هذا الوقت".

مشاركة :