24 باحثًا مصريًا وعربيًا يصدرون كتابًا عن تجديد العقل الديني

  • 8/13/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

صدر مؤخرا كتاب أعده 24 باحثًا وباحثة في مصر والعالم العربي، تحت عنوان "تجديد العقل الديني في مشروع الخشت الفكري".يدور الكتاب حول جهود الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، في تجديد العقل الديني، باعتباره أبرز المفكرين الذين جمعوا بين علم الفقه وأصوله من ناحية، والفلسفة من ناحية أخرى، وتقديمه المعلومة بلغة عصرية مفهومة عبر رحلة طويلة من الفقه الي الفلسفة، حتي تؤدي إلى تكوين خطاب ديني جديد، رافضًا تجديد الخطاب الديني القديم.تضمن الكتاب 3 أقسام، الأول بعنوان "قراءات في أعمال الخشت المبكرة"، والقسم الثاني جاء عنوانه "العقلانية النقدية في مشروع الخشت"، وجاء القسم الثالث بعنوان "الخشت وتكوين خطاب ديني جديد".وكشفت أقسام الكتاب، أن "الخشت" قدم مشروعًا جديدًا لتجديد الفكر الديني مرتكزًا على العقلانية النقدية، حيث يرى ضرورة تطوير علوم الدين، وليس إحياء علوم الدين القديمة، نظرًا لتجمدها الذي يحوِّل القرآن من نص ديناميكي يواكب الحياة المتجددة الي نص استاتيكي يواكب زمنًا مضي وانتهي، ويُؤسس الخشت لتفسير جديد ينتقل من الوعظ والإدهاش والتخويف الى تفسير من أجل التعقل والتفكير.وأبرز الكتاب، أن "الخشت" يجمع بين التعمق في التراث الإسلامي والفكر الغربي، وتتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلي والخلفية الإيمانية، والتعمق في العلوم الإنسانية والعلوم الشرعية، وتاريخ الأديان والفلسفة، حيث بلغت مؤلفاته حتي الآن 41 مؤلفًا، و24 كتابًا محققًا من التراث الإسلامي، كما أن له 27 بحثًا علميًا محكمًا ومنشورًا وتُرجمت بعض أعماله إلي لغات أجنبية.ودعا "الخشت" - كما أكد الباحثون والباحثات الذين أعدوا الكتاب - إلي تكوين خطاب ديني جديد في كتابه "نحو تأسيس عصر ديني جديد"، وإفتتح مشروعه بالتأكيد علي أن الإسلام الذي نعيشه اليوم خارج التاريخ ومنفصل عن واقع حركة التقدم، ومن ثم بات من الضروري العودة إلي "الإسلام المنسي"، ولذلك رأي الخشت تكوين خطاب ديني جديد وليس تجديد الخطاب الديني القديم، بإقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة وتهجينها بلغة ومفردات العلوم الإجتماعية والإنسانية وفق متغيرات العصر وطبيعة التحديات التي تواجه الأمة، ونشر ممارسة مفاهيم التنوع والتعددية وقبول الآخر.عمل "الخشت" - من خلال مشروعه الفكري في تجديد "العقل الديني" - علي مجموعة من المهام العاجلة التي شكلت رؤيته نحو عصر ديني جديد، مثل تفكيك الخطاب الديني، وتفكيك العقل المغلق، ونقد العقل النقلي، وفك جمود الفكر الديني المتصلب.وخلص كتاب "تجديد العقل الديني في مشروع الخشت الفكري"، إلي أن النظرة الشاملة لمنهج الخشت من أجل الدخول بالأمة "إلي عصر ديني جديد"، يدعو فيها إلي العودة إلي أصول الفكر الإسلامي، من قرآن كريم وسنة نبوية صحيحة، ويدعو إلي التفاعل العقلاني لهذه الأصول مع الواقع.وفي ضوء ما أشار إليه الكتاب عن إجتهادات الخشت حول تجديد العقل الديني، وتوضيح بعض الإجتهادات الفقهيه له، وبيان كيف أن بعضها كان جريئًا وقت كتابته في الثمانينات من القرن العشرين، وإن أصبح اليوم في عشرينيات القرن الحادي والعشرين، شيئًا مألوفًا، فإن الخشت قد كُتبت له الريادة في هذا الشأن.وأوضح الكتاب، أن ما نعيشه في العالمين العربي والإسلامي من إنتشار ظاهرة الإرهاب والطائفية التي مزقت الكثير من مجتمعاتنا العربية، مرجعه إلي الفكر المتعصب الذي يرفض الآخر، ويتعصب لوجهة نظر سياسية توظف الدين لتحقيق غايات سياسية، ولهذا سعي "الخشت" إلي تجاوز "عصر الجمود الديني" الذي طال أكثر من اللازم في تاريخ الأمة العربية من أجل تأسيس عصر ديني جديد، وتكوين خطاب ديني من نوع مختلف.ويرفض "الخشت" تجديد الخطاب الديني التقليدي، فهو يري أنه عملية أشبه ما تكون بترميم بناء قديم، والأجدي هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة وبمفردات جديدة، وتفكيك كل الـتأويلات المغرضة.وذكر الكتاب الذي اشتمل علي أبحاث متعددة، أن "الخشت" يُنبه إلي أن التفكير العقلاني لا ينبغي أن يكون مذهبًا فلسفيًا فحسب، بل ينبغي أن ينزل إلي أرض الواقع بإعتباره منهج حياة حتي يكون ذلك فاتحة لدخول الأمة إلي عصر علمي جديد.

مشاركة :