الفنزويلي ويلي أرتيغا يعزف موسيقى الحرية على آلة الكمان في نيويورك

  • 8/14/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يسير ويلي أرتيغا إلى منزله بمنطقة مانهاتن في نيويورك، وهو يحدق في كل شيء حوله، وقد اتسعت عيناه من الدهشة، شأنه في ذلك شأن طفل صغير. وتختلف مدينة نيويورك الهادئة اختلافاً شديداً عن العاصمة الفنزويلية كاراكاس، إذ واجه أرتيغا شرطة مكافحة الشغب وهو يعزف على آلة الكمان قبل عام. ويقول الموسيقي الشاب "24 عاماً: "اعتدت أكبر الأخطار عندما كنت في كاراكاس، لكنني أحب ذلك... الوضع هنا هادئ جداً، ولقد علمني ذلك أن أميل للهدوء". وعندما اشتبك الآلاف من المحتجين في فنزويلا مع الشرطة في الفترة بين أبريل ويوليو من عام 2017، انتشرت في أنحاء العالم صور أرتيغا وهو يرتدي سترة بألوان العلم الفنزويلي، ويقوم بالعزف على آلة الكمان الخاصة به، وهو ما حوله إلى أيقونة للسلام. والآن، بعد مرور عام على الاحتجاجات التي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، يبني أرتيغا، المتحدر من عائلة فنزويلية متواضعة، حياته من جديد في نيويورك. وبمجرد وصوله إلى المنزل، فإن أول ما يقوم به أرتيغا هو المرور بأصابعه على لوحة مفاتيح آلة البيانو في غرفة المعيشة. إنه نوع من الإدمان، وكأنه مضطر لذلك في كل مرة يدخل فيها المنزل. وإلى جانب البيانو، يحتفظ أرتيغا بآلتي كمان ودفتر لتدوين الملاحظات. ويقول الموسيقي الذي تلقى تدريبه الموسيقي عبر برنامج "إل سيستيما" التعليمي، الذي تموله الحكومة في فنزويلا: "ترك صديق البيانو لي عندما أتيت إلى نيويورك لأعزف عليه". وعلى النقيض من الأخطار، التي واجهها في فنزويلا، يعيش أرتيغا حالياً ما يُطلق عليه حياة "شخص عادي"، حيث يدرس اللغة الإنكليزية في الصباح، ثم يخصص باقي يومه لأكثر شيء يحبه على الإطلاق، وهو الموسيقى. ويقول أرتيغا وهو يعزف على البيانو: "أقوم بالعزف في مترو أنفاق نيويورك في فترة بعد الظهر يومياً، وأوفر قوت يومي من ذلك". وفي وقت لاحق، يصل أرتيغا إلى محطة مترو أنفاق "تايمز سكوير"، ليبدأ بالعزف في ركن قرب مدخل رصيف محطة القطار، حيث ترقص مجموعة من الشباب على موسيقاه، ثم يأتي مواطنون من فنزويلا يلقون التحية عليه. وخلال أربع ساعات، تمكن ارتيغا من أن يجمع مبلغ 200 دولار. ويسترجع أرتيغا ذكرياته المضطربة قائلاً: "في فنزويلا، كنت اضطر للعزف في مترو الأنفاق من أجل البقاء. لقد أخذت الشرطة آلة الكمان الخاصة بي وتركتني بدونها، وبدون مصدر رزق... كنا نأكل أحياناً من حاويات القمامة". ويقول ارتيغا أنه أصيب في وجهه أثناء المظاهرات المناهضة للحكومة، وأنه تعرض للسجن والتعذيب، "فقط بسبب الاحتجاج"، إلا أن أرتيغا لا يحب أن يتذكر هذه الأحداث، إذ يغير الحديث في الموضوع، ويقول: "ما استمتعت به حقاً في نيويورك هي الحرية. فأنا لن أشعر أبداً بأنني أتمتع بحرية بقدر أكبر مما أنا عليه الآن." ويسعى محامي أرتيغا حالياً للحصول على تصريح إقامة يسمح له بالبقاء في نيويورك والاستفادة من جميع الفرص التي توفرها المدينة.

مشاركة :