الدروس المستفادة من «جوجل» و«أمازون»

  • 8/14/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هاوارد وو لا شك في أن النجاح الكبير، الذي حققته «جوجل» منذ نشأتها الأولى، أمر مثير للإعجاب؛ بل إن كثيرين يصفونها بالأسطورة، ومن العناصر الرئيسية، التي ساعدت الشركة على النمو بهذه السرعة وهذا القدر، تنوع قاعدتها من الخدمات؛ إذ تقدم خدمة محرك البحث إلى نظام الآندرويد والعديد من المنتجات الأخرى؛ ولكن الأمر الوحيد الذي لم يتغير منذ فترة، هو عائدات الإعلانات، التي تستأثر بالجزء الأكبر من مداخيلها، ولم يكن السبب في ذلك عدم محاولتها تنويع مصادر دخلها؛ حيث أقدمت على العديد من التجارب، التي استهلتها في العام 2012 بشراء «موتورولا» بمبلغ وصل إلى 12.5 مليار دولار في محاولة منها دخول سوق الأجهزة، وانتهى بها الأمر ببيعها إلى «لينوفو» بمبلغ 2.9 مليار دولار فقط.ومن المحاولات الأخرى، التي فشلت فيها «جوجل» في تحقيق النجاح المطلوب، قيامها بشراء شركة «نست» لدخول سوق الهواتف الذكية، إضافة إلى جهاز «نكسس»، الذي فشل فشلاً ذريعاً، والعديد من الأمثلة الأخرى، وهو الأمر الذي بدأ وكأن أيد خفية داخل الشركة تحاول إبعاد كل ما ليس له علاقة مباشرة بالإعلانات. «جوجل» غازلت كثيراً شركة «ديب مايند» قبل أن تستحوذ عليها، وهي الشركة التي تصنع شبكات عصبية متطورة، واستخدمتها «جوجل» في خدمة الترجمة التابعة لها؛ بحيث لن يكون على مبرمجيها التدليل على الأخطاء النحوية مثلاً ومراقبة المحتوى بشكل متكرر؛ بل تزويد النظام بملايين المستندات المترجمة أصلاً؛ لاستخلاص المعاني منها. وكما هي الحال مع «جوجل»، دخلت «أمازون» في الكثير من التجارب الفاشلة، والتي تضمنت خدمات؛ مثل: نظام الوجهات «أمازون دستينيشنز» و«endless.com» و«ويب باي» وغيرها، ولكن وخلافاً ل«جوجل»، فإن «أمازون» استطاعت تنويع قاعدتها بشكل أكبر، بما يتناسب مع نموذج عملها، الذي لا يتركز على الإعلانات فقط، ولكن طريقتها أيضاً مختلفة قليلاً في الترويج أو استحداث منتجات جديدة؛ حيث كان جيف بيزوس المدير المباشر لجميع الخدمات التي استفادت منها «أمازون»، حيث ذكر لي أحد المقربين منه أنه شخص يتملك تفكيراً لا تحده حدود، ويمكنه مناقشة جميع مراحل الخدمات والمنتجات مع التقنيين والخبراء من حجم الخطوط المستخدمة في إعلانات الشركة، إلى أدق التفاصيل التقنية الأخرى، وهو ببساطة شخص يمتلك رؤية شاملة لجميع ما يحيط به. ما أود الإشارة إليه هنا هو الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المدير التنفيذي للشركة في نجاحها أو فشلها، وهي مسألة تتجسد في الكثير من الأمثلة الحية في كيانات نشأت أو انهارت استناداً إلى نظرة ثاقبة لمديرها. آسيا تك

مشاركة :