في العام 1390هـ الموافق 1970م عقدت "ندوة الحج الكبرى" للمرة الأولى في مكة المكرمة، ومنذ ذلك التاريخ شهدت الندوة تطورات متلاحقة، وتحديثات مهمة، وأصبحت من أبرز التجمعات المهمة لخدمة الإسلام والمسلمين، وتعقد قبل بدء موسم الحج ببضعة أيام، وكرّست المملكة من جهودها لخدمة الإسلام والمسلمين على الأصعدة كافة، ومن خلال ندوة "الحج الكبرى" لم تغفل المملكة قضية القدس، بل كانت عنواناً للندوة في عامها الثالث التي عقدت في الـعام 1972 ميلادي. وفي كل عام تجمع كبار علماء، ومفكري، ومثقفي، وأدباء العالم الإسلامي خلال مواسم الحج، وذلك تأكيداً للدور الشامل الذي يتضمنه مفهوم الحج بصفته تجمعاً دينياً وعلمياً يتم عبره التعارف، والتواصل الديني، والمعرفي بين المسلمين من مشارق الأرض، ومغاربها. وحرصت المملكة على استباق موسم الحج بجمع مبارك في مكة المكرمة عبر "ندوة الحج الكبرى" التي جسدت اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في نشر قيم الإسلام السامية، وتعزيز التواصل والتلاحم بين مفكري، وعلماء الأمة الإسلامية. ورصدت "الرياض" أبرز الموضوعات التي ناقشتها الندوة عبر تاريخها الطويل، حيث أولت اهتماماً كبيراً بالقضايا الإسلامية منذ بدايتها، وبدأت أولى خطواتها بـ"التوعية في الحج"، وذلك في العام 1970م، وناقشت في عامها الثاني 1971م موضوع "الحج.. والتضامن الإسلامي"، فيما كان عنوان الندوة في موسمها الثالث عن "القدس.. والمسجد الأقصى في ضمير العالم الإسلامي"، وذلك في العام 1972م. سلوكيات الحج في العام 1973م، اتخذت ندوة الحج الكبرى "الحج.. والحجاج" عنواناً لها، في حين تطرقت إلى موضوع "العودة إلى الله طريق النجاح"، وذلك في دورتها الخامسة العام 1974م، وتوالت بعدها الندوات، وتضمنت عدد من الموضوعات التي تهم العالم الإسلامي إضافات إلى سلوكيات الحج، وغيرها من الموضوعات. وناقشت "ندوة الحج الكبرى" عدة موضوعات، أبرزها: الإيمان.. وتأثيره في سلوك الحج، والحج رحلة لتطهير النفس وصفاء السريرة، والحج بين حكمة التشريع والتطبيق، وآداب السلوك في الحج، والحج إعداد الحياة الجديدة، والحج والسلام، وقدسية الزمان والمكان في الحج، والإسلام وتحديات المعاصر، والتنمية ضرورة في واقع الأمة الإسلامية، ولغة القرآن في واقع الأمة الإسلامية، والحج والسلام والأمن والأمان في المجتمع الإسلامي. وتواصل عقد ندوة "الحج الكبرى" طوال الأعوام الماضية، وحملت آخر نسخة من الندوة للعام الماضي "الحج منبر السلام.. من بلد الله الحرام"، فيما ستعقد ندوة الحج الكبرى للموسم الجاري، في الرابع من شهر ذي الحجة الحالي على مدار يومي الأربعاء والخميس المقبلين، وذلك تحت عنوان "شرف الزمان والمكان.. في طمأنينة وأمان". تشكيل اللجان وسجلت ندوة "الحج الكبرى" الكثير من التحولات الإدارية، كان آخرها توجيه وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بن طاهر بإعادة تشكيل لجان ندوة الحج الكبرى، والتي شملت اللجنة العليا للندوة، واللجنة الإعلامية، واللجنة التنفيذية، ولجنة الخدمات اللوجستية، وتفعيل دورها التثقيفي والتوعوي لحجاج بيت الله الحرام، تحقيقاً لأهدافها السامية في خدمة الإسلام والمسلمين. تظاهرة دينية وتعتبر ندوة "الحج الكبرى" تظاهرة دينية كبيرة تجمع أهم الشخصيات الإسلامية في العالم، حيث تعقد لقاءات معرفية تتيح لكافة المهتمين والمتخصصين في العالم الإسلامي تدارس، ومناقشة القضايا المختلفة ذات الصلة بالحج والحجاج، التي تهم المجتمع الإسلامي في كل أرجاء العالم، كما تهيئ لهم تبادل الخبرات والتجارب لمواجهة التحديات التي تهدد العقيدة والأمة والثقافة. وتهدف ندوة "الحج الكبرى"، إلى إبراز الدور الثقافي، والحضاري الذي تضطلع به المملكة لخدمة الحج والحجاج.، والتأكيد على الدور الثقافي والحضاري للمدينة المقدسة وأبنائها عبر العصور المختلفة، وإبراز أهم الإنجازات والمشروعات الرائدة والتطورات المتلاحقة في الحرمين الشريفين لخدمة المسلمين خصوصاً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. حوار فكري وتهدف إلى ترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج عبر وجود هذه الأعداد الغفيرة من الحجيج، إضافة إلى التواصل العلمي البنّاء مع المؤسسات، والمحافل العلمية، والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم، وتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية، وإرساء قواعد العمل الجماعي الموحد لأبناء العالم الإسلامي في الرد على الشبهات التي تحوم حول العقيدة والأمة والثقافة، والتعريف بإنجازات الوزارة لخدمة الحج والحجاج، وذلك إسهاماً منها في تنفيذ سياسة الدولة الهادفة لتقديم أفضل الخدمات للحجاج والعمار والزوار. ندوات وملتقيات ويقدم عدد من علماء المملكة والعالم الإسلامي والمسؤولين من الجهات الحكومية المشاركة في موسم الحج المحاضرات التي تبرز مفاهيم الحج ورسالته الإنسانية، وسماحة واعتدال الدين الإسلامي. واعتادت الندوة على عقد ملتقيات ثقافية مسائية على هامش فعاليات الندوة في كل عام بهدف التواصل، والتعارف بين ضيوف الندوة في كل من مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة "منى" والمدينة المنورة، حيث يتناول المشاركون والضيوف طرح العديد من الموضوعات ذات العلاقة بالحج والحجيج، مما يعد رافداً معززاً لما تهدف له محاور الندوة التي تعظم باستمرار. استقبال البحوث من جهة أخرى كشفت ندوة الحج الكبرى - التي تنطلق أعمالها الأربعاء - عن اكتمال اللجان العاملة وفق منهجية وتنظيم مؤسسي، وفي مقدمتها اللجنة التنفيذية، والتي يرأسها نائب وزير الحج والعمرة د. عبدالفتاح بن سليمان مشاط واللجنة العلمية، واللجنة التنظيمية واللجنة الإعلامية ولجنة الخدمات اللوجستية. ولفتت الندوة إلى استقبال البحوث العلمية كافة التي تشارك فيها نخبة من علماء ومفكري العالم الإسلامي في الدورة الـ43 للندوة تحت عنوان "شرف الزمان والمكان.. في طمأنينة وأمان" والذي يلامس مفهوم الحج بصفته تجمعاً دينياً وعلمياً يتم عبره التعارف والتواصل الديني والمعرفي بين المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها. تظاهرة سنوية من جانبه، أكد نائب وزير الحج والعمرة د. عبدالفتاح بن سليمان مشاط رئيس اللجنة التنفيذية لندوة الحج الكبرى سعي الوزارة وبمتابعة مباشرة من الوزير د. محمد صالح بن طاهر بنتن للجان المنبثقة من الندوة، لأن تتحقق الأهداف من عقد هذه التظاهرة الإسلامية السنوية الكبرى، وفي مقدمتها إبراز الدور الثقافي والحضاري الذي تضطلع به المملكة لخدمة الحج والحجيج في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -. ونوّه د. مشاط بتخلل الدور الثقافي والحضاري للمدينة المقدسة وأبنائها عبر العصور المختلفة ثنايا أعمال هذه الندوة، إضافة لإبراز أهم الإنجازات والمشروعات الرائدة والتطورات المتلاحقة في الحرمين الشريفين لخدمة المسلمين قاطبة، وترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج عبر وجود هذه الأعداد الغفيرة من الحجيج، إضافة إلى التواصل العلمي البنّاء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم، وتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية. وتمنى نائب وزير الحج والعمرة رئيس اللجنة التنفيذية للندوة التوفيق للمشاركين كافة في الندوة، وإرساء قواعد العمل الجماعي الموحد لأبناء العالم الإسلامي، داعياً الله أن يوفق الحجاج في أداء مناسكهم، وأن يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار على بلاد الحرمين الشريفين، ويحفظ لها قيادتها الرشيدة. علماء ومفكرون مسلمون خلال ندوة الحج
مشاركة :