لندن - كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الفوز بمنافسة ما يمكن أن يؤدي إلى إثارة غرور الإنسان إلى الحد الذي يجعله أكثر عرضة للقيام بالغش والخيانة. وتوصلت الدراسة التي أنجزتها جامعة كامبريدج، إلى أن احتمال ارتكاب الخيانة الزوجية يكون مرتفعا لدى الرجال الناجحين في العمل أكثر من غيرهم من الرجال. وأشارت إلى وجود تغيرات هرمونية ونفسية لدى الرجال الناجحين في أعمالهم، تدفعهم إلى البحث عن شريك جديد لإقامة علاقة معه خارج نطاق الزواج. وقال مؤلف الدراسة داني لونغمان، من جامعة كامبريدج “الكثير من التطور ينتج لدى استثمار الطاقة الجسدية والنفسية لدى المرء. والرجال الناجحون يمتلكون فائضا من الطاقة يمكن أن يستثمروه في إقامة علاقات جديدة”. وكشف الباحثون أن الرجال يعانون من زيادة هرمون التستوستيرون، عندما يعتقدون أنهم تغلبوا على رجل آخر في منافسة معينة، ما جعل البعض ينظر إلى نفسه على أنه “هدف جنسي” أكثر قيمة. وأظهرت الدراسة أن الفوز يسبب تقلبات هرمونية لدى الرجال، يمكن أن تؤثر على سلوكهم الجنسي وتجعلهم أكثر قابلية لجذب النساء الجذابات. وقاس الباحثون مستويات هرمون الرجال وجاذبيتهم الخاصة، إلى جانب ثقتهم في ما يتعلق بالاقتراب من الجنس اللطيف. وتم تحليل حالة 38 رجلا في العشرينات من العمر، قبل وبعد المشاركة في منافسات مباشرة ضد رجال آخرين. وقام الباحثون بتزوير النتائج لاختيار فائز عشوائي، بغض النظر عمن كان أقوى بالفعل في المنافسة. وكشف هذا الأمر عن أن اعتقاد الرجال بأنهم فازوا، كان كافيا لزيادة مستويات التستوستيرون لديهم واحترام الذات، ما أدى إلى تغيير سلوكهم الجنسي. وأوضحت الدراسة أن الرجال الذين اعتقدوا أنهم فازوا في المسابقة، شهدوا زيادة في معدل هرمون التستوستيرون بنسبة 4.9 بالمئة، ومن ناحية أخرى، انخفض المعدل لدى أولئك الذين اعتقدوا أنهم خسروا، بنحو 7.24 بالمئة. وقالت الدراسة إنه على الرغم من أن الخسارة لم تؤثر على قيمة الرجال وثقتهم بأنفسهم، إلا أن الفوز كان له تأثير كبير في ما يتعلق بجذب النساء، مع زيادة احتمال الاقتراب من الإناث الجميلات بنسبة 11.29 بالمئة، في محاولة لإثارة العلاقات الجنسية. وبين الباحثون أن الاختبارات صممت لتقليد المنافسة الاجتماعية والجنسية، حيث إنها عرض للقوة في الأساس. كما أن الشعور بالفوز ضد رجل آخر، يثير تحولا في استراتيجيات التزاوج، ما يدفع البعض إلى الخيانة الزوجية غير المحببة. وأظهرت الأبحاث السابقة أن هرمون التستوستيرون ينخفض، عندما يكون الرجال في علاقة ملتزمة، أو لديهم أطفال، لتعزيز استراتيجيات التزاوج على المدى الطويل. وأفادت نتائج الدراسة الحديثة أن كلا من التستوستيرون وآثاره النفسية المقابلة، يمكن أن تتقلب بسرعة وانتهازية، للتحول نحو التزاوج قصير الأجل استجابة للتغير الملحوظ في الحالة التي قد تزيد من قيمة التزاوج.