شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على رفض بلاده في شكل قاطع «أن يتحول اليمن إلى موطئ نفوذ لقوى غير عربية، أو منصة لتهديد أمن الدول العربية واستقرارها، أو حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب». وفي الرياض، أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر «ضرورة رفض الطروحات التقسيمية والتجزيئية ومقاومتها في المنطقة بدءاً من اليمن، ورفض الدعوات إلى الهدنة التي تؤدي إلى القبول بالأمر الواقع». ورأى أن القبول بالأمر الواقع «يعني التقسيم» (راجع ص2). وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعد محادثاتهما في القاهرة أمس، إن زيارة هادي لمصر «تكتسب أهمية خاصة في ظل المرحلة المفصلية التي تمر بها الأزمة اليمنية، والتي امتدت تداعياتها لتُضاعف تحديات جسيمة في منطقتنا العربية، وتهدد أمنها واستقرارها في شكل لا سابق له». وأضاف أن ذلك «يستلزم تعزيز التعاون بين الدول العربية، لدرء الأخطار المتصاعدة، ولتغيير الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب اليمني الشقيق». وزاد أن أمن اليمن واستقراره يمثلان «أهمية قصوى ليس للأمن القومي المصري فحسب، وإنما لأمن المنطقة بأكملها». وأكد «دعم مصر وحدة أراضي اليمن وحكومته الشرعية، للتغلب على التحديات والتصدي بحزم لمن يريد العبث بمقدرات الشعب اليمني». وأوضح أن القاهرة «تؤيد الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. ورحب بجهود الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، الساعية إلى استئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات المتفق عليها دولياً، وفي مقدمها المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن. وأشار السيسي إلى أن محادثاته مع هادي «تناولت تعزيز العلاقات، ومستجدات الأزمة اليمنية وكيفية التعاطي مع التحديات وما تفرضه من تداعيات سياسية وأمنية». وزاد أنه يثق بقدرة اليمن وشعبه على «النهوض والانتقال إلى مستقبل مستقر وآمن، من دون النظر إلى أصحاب المصالح الضيقة، والذين يسعون بتدخلاتهم إلى جر اليمن بعيداً عن الهوية العربية». إلى ذلك، قال الرئيس اليمني إنه بحث مع السيسي في تهديد ميليشيات جماعة الحوثيين حركة التجارة الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر. وأضاف: «لن نسمح لهذه الميليشيات بأن تهدد التجارة عبر هذا الممر الملاحي الدولي». وبعد اللقاء شهد الرئيسان المصري واليمني مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين المصرف المركزي المصري والمصرف المركزي اليمني للتعاون، خصوصاً في تبادل المهارات وتدريب العاملين. في غضون ذلك، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن دولة الإمارات وفي إطار عملها ضمن التحالف العربي، «لديها التزام بمكافحة الإرهاب والتصدي لتنظيم القاعدة في اليمن والقضاء عليه». وقال خلال مؤتمر صحافي في دبي أمس، إن اليمن «بحاجة إلى حل سياسي، والإمارات تؤكد ضرورة التوصل إليه، والميليشيات تعد العقبة أمام تحقيق هذه الغاية». وأضاف: «لن نسمح بحدوث تحول استراتيجي في المنطقة لمصلحة إيران من خلال سيطرة الحوثيين على اليمن»، لافتاً إلى أن ميليشياتهم «لا تعمل بمعزل عن إيران». ميدانياً، اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي أمس، صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثيين في اتجاه نجران جنوب المملكة، فيما قتل 56 مسلحاً حوثياً في مواجهات مع القوات المشتركة اليمنية في مركز مديرية الدريهمي جنوب الحديدة.
مشاركة :