في محاضرة عن الحج في الأدب بأدبي جازان د.الحازمي :للشعر مكانته في أدب الحج

  • 8/14/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأديب الدكتور محمد بن علي الحازمي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد في أبها والمحاضر المتعاون بجامعة جازان على مكانة الشعر العربي في أدب الحج ،وقال الحازمي في محاضرة بقاعة الاثنينية في نادي جازان الأدبي وحضرها جمهور من المثقفين في المنطقة إن الشعر الفصيح كان حاضرا بشكل أكثر مما هو عليه في الأجناس الأدبية الأخرى حيث يتصدر الشعر العمودي هذه الأجناس في الوقت الذي خلد فيه الشعر هذه الشعيرة أفضل من تلك الأجناس؛ لكن الروائية الإماراتية أميرة القحطاني صورت رحلة الحج تصويرا ممزوجا بالقلق والشك والدهشة من خلال تكرار سؤال : ماذا لو لم تعد أمي معنا؟ وشك من يبحث عن الحقيقة والإيمان الحقيقي ،والدهشة التي يشعر بها الغريب عند زيارة أماكن جديدة ،معتبرا هذه الرواية وحيدة في بابها وتعد تجديدا وإضافة ، وشكك الحازمي في وجود عمل مسرحي مشهور تناول مشاعر الحج ، والقصيدة النثرية أو مايطلق عليه الشعر الحر في منأى عن ذلك ، وأضاف أن فن المقامات فيه إشارة إلى الحج مثل المقامة المكية للحريري والمقامة الرملية للحارث بن همام ، ونوه الدكتور الحازمي بأدب الرحلات الذي امتطاه الحجاج قديما وحديثا مستشهدا برحلات ابن جبير وابن بطوطة قديما ،ورحلة محمد الأمين الشنقيطي إلى البيت الحرام وكذا رحلة الشيخ الأديب علي الطنطاوي التي استمرت خمسين يوما وكتب الشيخ تلك المشاهد بأسلوب السهل الممتنع يوما حيث يعد أدب الرحلات مليئا بتغطية أعمال الحج ، واستعرض الحازمي رحلة الحج منذ نداء الله بالأذان بالحج من خلال قوله تعالى ” وأذن في الناس بالحج ” ومكانة البيت العتيق مستشهدا ببيت النابغة الذبياني : حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ..وهل يأثمن ذو إمة وهو طائع وقال كان للعرب ثلاثة أسواق إبان موسم الحج هي عكاظ ومجنة وذي المجاز كانت ملتقى للأدب والتجارة يجلس علية القوم فيأتي الشعراء لإنشاد شعرهم ،وأن المعلقات سميت بذلك لأنها كانت تعلق في الكعبة ، ومع هذا فإن خط الشعر العربي لم يهمل موسم الحج ولا أعماله ولا أيامه ولا ربوعه ولاشعائره بالكامل ؛إلا أن الملاحظ أن كثيرا من كبار الشعراء كالمتنبي والبحتري ومن قبلهم جرير والفرزدق على سبيل المثال كان تناولهم للحج قليلا بالنظر إلى الأغراض الأخرى ، بل يكاد ينعدم عند بعضهم ، ولخص الدكتور الحازمي تناول الشعر في الحج إلى ثلاثة أنواع منها ماهو إشارة إلى المديح والفخر أو الغزل ممثلا في المديح والفخر عند الفرزدق والغزل عند مجنون ليلى والشريف الرضي ، والنوع الثاني ما أفرد للحج كقصيدة أبي نواس المشهورة : إلهنا ما أعدلك .مليك كل من ملك لبيك قد لبيت لك.لبيك إن الحمد لك ومن القصائد التي أفردت للحج قصيدة الشاعر السعودي الكبير محمد بن علي السنوسي قوله : في مثل هذا اليوم من كل عام يزدهر الحجر ويزهو المقام وتسبح الأرواح رفافة أطيافها مثل رفيف الحمام من كل فج أقبلوا حسرا شوقا إلى البيت العتيق الحرام وقال أمير الشعراء أحمد شوقي: إلى عرفات الله ياخير زائر عليك سلام الله في عرفات على كل أفق بالحجاز ملائك تزف تحايا الله والبركات لدى الباب جبريل الأمين براحه رسائل رحمانية النفخات وأما النوع الثالث من الشعر فهو الشعر المتتبع لأعمال الحج والعمرة حيث يقول ابن الأمير الصنعاني: أيا عذبات البان من أيمن الحمى رعا الله عيشا في رباك قطعناه وقال الحسن بن أحمد عاكش الضمدي: إن من لاذ بالحمى لن يضاما وعليه الجفا يصير حراما فتشفع بالحب منهم إليهم يا أخا الوجد كي تنال المراما وشهدت المحاضرة عددا من المداخلات من المثقفين الذين تفاعلوا كثيرا مع المحاضر والمحاضرة ،وشكر رئيس نادي جازان الأدبي حسن بن أحمد الصلهبي المحاضر الدكتور محمد بن علي الحازمي على الورقة الأدبية الثرية والمهمة التي قدمها عن الحج ضمن البرامج النوعية التي يقدمها النادي الأدبي بجازان كما شكر مقدمها ومديرها الإعلامي الأديب يحيى بن محمد عطيف الذي قدم تعريفا بالمحاضر وموجزا عن رحلته العلمية والأدبية العريضة ، وكرم الصلهبي بحضور عضو مجلس النادي الشاعر علي رديش دغريري المحاضر والمقدم في ليلة أدبية تزامنت مع موسم الحج لهذا العام .

مشاركة :