دبلوماسي كندي: السياسة لا تدار بالتغريدات وما قامت به وزيرة الخارجية لتنفيذ أجندة حزبية

  • 8/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد ديفيد تشاترسون السفير الكندي الأسبق لدى السعودية أن بلاده أساءت التعامل في علاقاتها مع المملكة داعيًا إلى مراجعة السياسة الخارجية الكندية خلال السنوات العشر الأخيرة. وأضاف في مقال له اليوم في صحيفة تورنتو ستار الكندية أن النهج الذي اتخذته كندا تجاه السعودية – وفي العديد من علاقاتنا الأخرى – يعكس توجهًا يعود إلى ما لا يقل عن 10 سنوات، وهو تسييس سياستنا الخارجية .. فقد طوّر السياسيون الكنديون ميلًا إلى إرضاء بعض الدوائر الانتخابية المهمة من الناحية الانتخابية والعمل دون فهم واضح لمصالحنا وكيفية تعزيزها. وأضاف أن الغرض من الدبلوماسية الكندية بسيطٌ جداً -وهو التأثير على سلوك الدول الأخرى وتعزيز مصالح الكنديين. لكن الضجة الدبلوماسية التي نخوضها مع السعودية تشير إلى ضرورة مراجعة هذه السياسات. وأضاف الكاتب : قد يعتبر الكثيرون أن الرد السعودي غير المسبوق على تغريدة وزارة الخارجية الكندية قد جاء بسبب ما يقوم به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من إصلاحات تخص المرأة والمجتمع .. لكن الواقع يؤكد أن التغريدة وحدها ليست المسؤولة عن ردة الفعل العنيفة، ولكن من الواضح أيضاً أنها لم تعزز المصالح الكندية. واستطرد الكاتب : من وجهة نظري، لقد كانت التغريدة مضللة وغير مهنية وذات أثر عكسي لأنها فشلت في تحقيق أيّ من أهدافنا وفشلت في تعزيز مصالح الكنديين، التي هي في نهاية الأمر الغاية من السياسة الخارجية. وواصل الكاتب : ولسوء الحظ، ربما قد نكون خسرنا أفضل فرصة متاحة أمامنا للتأثير على تطور حقوق الإنسان في المملكة مع رحيل عشرات الآلاف من الطلاب وعائلاتهم الذين عاشوا في مجتمعنا المتسامح والمتنوع وأقاموا علاقات دائمة مع كندا والكنديين. حسنًا، ما الخلل في ذلك؟ يتساءل الكاتب ثم يرد على سؤاله بالقول إن الدبلوماسية ليست بالتغريد عبر موقع تويتر. لا يمكن ممارسة الدبلوماسية بصورة فعّالة من خلال التغريدات. فالدبلوماسية الفعّالة هي عبارة عن مهمة معقدة تتطلب تفهمًا لمصالح ودوافع الطرف الآخر؛ وجهودًا متضافرة ومستدامة لإحداث التغيير؛ وتعاونًا مع البلدان المتقاربة فكريًا؛ وحوارًا مبنيًا على مبدأ الاحترام. وأضاف أن الحوار ليس بالوعظ المتخفي برداء التقوى وغير المبرّر. علينا أن ندرك أن الدول الأخرى لا تنتظر مِنّا أن نبجل قيمنا أمامها أو نخبرها كيف ينبغي عليها أن تتصرف. إن الانتقادات غير المبرّرة لما نعتقد أنه أساس أخلاقي سام قد تمنحنا الشعور بأننا فاضلون، ولكنها لا تغيّر قواعد السلوك في الخارج، بل إنها تلحق الضرر بعلاقاتنا ومصالح الكنديين. وقال الكاتب :” إن المملكة العربية السعودية نظامٌ ملكيٌّ محافظٌ كما أنها قوةٌ إقليميةٌ في منطقة متقلّبة تتنافس مع إيران من أجل كسب النفوذ الإقليمي، وموطنُ مدينتيْن مقدستيْن لمليار مسلم. وبصفتها عضوًا في مجموعة العشرين وتتمتع بأكبر اقتصادٍ في منطقة الخليج؛ فهي أكبر بلد مُصدِّرٍ للنفط في العالم ولديها اقتصاد مزدهر وشعب شاب جدًا. إن الدول الأخرى من مجموعة الدول الصناعية السبع ترى السعودية من منظور مصالحها التجارية والأمنية الأكبر نطاقًا، وليس فقط من منظور حقوق الإنسان. واستطرد الكاتب: خِلال فترة عملي كسفيرٍ كندي في المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية، اكتشفت أن السياسيين المؤثرين ومستشاري التواصل الذين يعملون لصالح الوزير أو رئيس الوزراء الكندي غالبًا ما كانوا يعرفون القليل جدًا ولا يهتمون كثيرًا بكيفية تعزيز مصالح كندا الرئيسية خارجياً. فقد كان تركيزهم الأبرز هو كيف يُمكن لتحركنا أو عدم تحركنا أن يمنح حزبهم ميزة سياسية أو انتخابية، ويبدو أن الحكومة الحالية للأسف مستمرة في هذه الممارسات. وعلينا العودة إلى أن تتضمن السياسة الخارجية قدرًا أكبر من السياسات وقدرًا أقل من السياسة حتّى يُمكنها النهوض بمصالح كل الكنديين، وليس فقط المصالح المؤقتة لأي حزبٍ هو في السلطة حاليًا.

مشاركة :