حج يا حاج…وأهل مكة الطيبين الحكماء الأوفياءد/سلمان حماد الغريبي حج يا حاج…!جملةٌ مكيّةٌ…قليلة في كلماتها وحروفها…كبيرةٌ في مجملها وعمق معانيها ؛ تدعوا الجميع للتسامح والتعايش فيما بينهم لأداء مناسكهم بِسلمٍ وسلام…وحب ووئام…وأمنٍ وأمان…حج يا حاج…!جملة تتردد على مسامعنا من سابق الأزمان ، وتعودنا عليها في كل موسم حج من رجالٍ حكماء أوفياء…حكماء بحكمتهم وبعد نظرهم بالنصح والإرشاد ، وأوفياء مع ربهم ومع ولاة أمرهم ؛ لخدمة ضيوف بيت الله الحرام ، والحرص على أداءهم لمناسكهم بكل طمأنينة وروحانية بعيدين كل البعد عن كل ما يُعكر صفوهم ، ويُفسد حجهم…حج يا حاج…!أيّ…لا رفث…ولا فسوق…ولا جدال في الحج…فأنت في بلد ، وشهر حرام ، واجعل حجك حجاً صافياً نقياً لله الواحد الاحد الفرد الصمد مالك الملك العزيز الجبار القهار…حج يا حاج…!وأترك عنك الشعارات والهتافات والمظاهر الغوغائية الكاذبة الفاسدة ، والتي لا صلة لها بالحج وشعائره ؛ وإنما هي دخيلة من أُناسٍ حاقدين . . جُهلاء يقصدون التخريب ، وافساد حج المسلمين بمقاصد سيئة وخبيثة في نفوسهم إرضاءً لطوائف ، وأحزاب ، وأجندات خارجية الله يَعلّمها ، وهو بعونه وتوفيقه لهم بالمرصاد…!حج يا حاج…!أيّ…كن مع الله صافياً…نقياً…تقياً في حجك يكن معك ، ولا تكن مع أعداء الإسلام فيما يروجون له من احتكاكات ، ومنشورات ، وتلاسن ، وقيل وقال…!حج يا حاج…!واتجه لله بكلّ جوارحك شاكياً باكياً مُنخضعاً لأداء منسككَ العظيم بطمأنينة وروحانية راجياً من الله الأجر والثواب ، وأن تعود لأهلك سالماً غانماً مجبور الخاطر خالياً من الذنوب والمعاصي كيوم ولدتك أمك…حج يا حاج…!وأجعل روحك تواقة لما عند الله ، وما عند الله خيرٌ وأبقى…واكبح نفسك وألجمها…وأكظم غيظك عن كل ما يعكر صفو حجك، أو حج غيرك…وأعلم أن الله خبير… عليم…بصير…يعلمُ خائنة الأعين، وما تُخفي الصدور… وهوغفور…رحيم…قريب…مُجيبٌ…ستار…يغفر لمن تاب وأناب وصدق معه سراً وعلن…ويُعطي بسخاء عجيب لامثيل له…لمن خاف مقام ربه…ونهى النفس عن الهوى ، وجعل عملهُ صافياً كاملاً لوجهه ؛لاكتساب الأجر والمثوبة ، والفوز بجنتهِ ، والنجاة من عقابه ومن النار…!حج يا حاج…!هي أيام معدودةٌ تَحلى فيها بالصبر والحكمة…والأخلاق الإسلاميّة الحميدة الفاضلة ، وابتعد عن الفسق والجدال ، وبذيء الكلام ، وارتفاع الصوت بقلّة حياء…وابتعد عن البغضاء…والضغينة… والحقد…والحسد…وأغتنمها يارعاك الله وتقبل حجك بالتقرب بها إلى الله ولا تجعل لك فيها طريقاً للشيطان ووساوسه ، وقم بأداء شعائرك طيبة كاملة على أكمل وجه رغبةً في الله…ورهبةً منه، ولا تشغل نفسك بوسخ الدنيا ومتاعها الزائلتين…واستثمرها في الأعمال الطيبة ، والقول الحسن ، واجعل لسانك فيها دئماً رطباً بالتكبير والتهليل…يقوله تعالى في سورة البقرة: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}صدق الله العظيم.■وأخيراً■من باب الدعابة في الحج:كان هناك مجموعة من الحجاج والمقيمين عندما كانوا يشقون طريقهم بين حشود الحجاج الهائلة ، وهم في عجالة من أمرهم ، رغبةً منهم للوصول لمبتغاهم في أسرع وقت ممكن لحل مشكلة ما أو قضاء حاجة ملحة كانوا ينادون بصوتٍ هادئ مسموع (( خشب…خشب…خشب يا حاج )) واكثرهم لايعرفون معناها ولكنهم سمعوها من حُمالٍ لإغراض للتوصيل خوفاً من الإصطدام بالحجاج من قبل… فقلدوهم كشفرةٍ خاصة للمرور السريع …وكانوا الحجاج بحسن نيةّ وسماحة خلق يفسحون لهم الطريق كغيرهم مع الرغم أنهم يرونهم بأُمَ أعينهم أنهم لا يحملون خشباً…ولا حديد…ولا نحاس ولا أغراض تُذكر…! ومنها نرى سماحة ديننا الحنيف وحبنا وأُلفتنا كمسلمين اجمع اجتمعوا من كافة انحاء العالم من جنسياتٍ مختلفةٍ ولغات عدة متوحدين في كل شيئ حتى في لباسهم وتوادهم بين بعضهم البعض ولا يدققون في صغائر الامور وأتفهها وكله بعون الله وتوفيقه ومع هذا الكم الهائل يسيرون في الطريق الصحيح…[فسبحان الله والحمد لله ولاإله الاالله صدق وعده ونصر جنده وهزم الأحزاب وحده عليه توكلنا وإليه أنبنا وهو رب العرش العظيم]…والله أكبر الله أكبر الله أكبر…لا إله إلا الله…الله أكبر الله أكبر…ولله الحمد.
مشاركة :