القاهرة - لم يعد أحد يستطيع التكهن بما يدور في عقول أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري، وما سر تأخر حسم الجهاز الفني للمنتخب كاملا، قبل نحو 20 يوما على مواجهة النيجر، المقرر لها يوم 8 سبتمبر المقبل، في الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى أمم أفريقيا، وقد تأخر من قبل اختيار المدير الفني الجديد، قبل الاستقرار على أغيري، وهو ما يكشف أن أهواء أعضاء الاتحاد تؤثر على عملية الاختيار، وهناك صعوبة في التوافق على شخصية بعينها. وجاءت إعادة فتح ملف القضية المتورط فيها أغيري، لتعيد القلق إلى نفس المدرب واتحاد الكرة، خصوصا أن البعض اعترض على تعيين المدرب المكسيكي كمدير فني للفراعنة، خلفا للأرجنتيني هيكتور كوبر، بسبب تلك القضية التي تورط فيها عام 2010، عندما كان يعمل مدربا لفريق ريال سرقسطة الإسباني، لكنه خرج غير مدان في التحقيقات الأولى. مدرب في ورطة حتى الآن لا يزال هناك أعضاء يرغبون في فك الارتباط مع المدرب، وهو قرار يتحتم على اتحاد الكرة اتخاذه حال تورط أغيري، لكن ذلك ليس بالقرار السهل، بسبب ارتباط المنتخب بمباراة النيجر. وقال عضو اتحاد الكرة خالد لطيف لـ”العرب”، “إنه لم يتم استطلاع رأيه بشأن تعيين المدرب الجديد للمنتخب، وما كان يجب التعاقد مع أي شخص متورط في قضايا، لأن الاتحاد كان أمامه العشرات من السير الذاتية”. وإذا كان ضيق الوقت هو المبرر في سرعة اختيار المدير الفني للفراعنة، فإن قضية مثل المتورط فيها أغيري، قد تربك الحسابات تماما، إذا ما تم استدعاؤه مرة أخرى أو تعرضه للعقوبة. لم يتسرع الاتحاد فعليا في تعيين المدرب الجديد، لأن رحيل الأرجنتيني كوبر عقب الخروج من المونديال كان أمرا محسوما، ما يستدعي تقليص دائرة الاختيارات واستطلاع آراء من وقع عليهم الاختيار والتفاوض عقب المونديال مباشرة، واستقر الاتحاد على تعيين أغيري مقابل 120 ألف دولار سنويا إضافة إلى مساعدين اثنين، وقد قام المدرب الأجنبي برفع العدد إلى ثلاثة مساعدين أجانب، على أن تسدد رواتبهم من قيمة راتبه. جاءت الخطوة التالية المتعلقة بشأن منصب المدرب العام والذي من المفترض أن يكون مصريا، ليمثل حلقة الوصل بين الاتحاد والمدير الفني، وكشفت أجواء اختيار المدرب عن انقسام في الرأي، وأن كل فرد من أعضاء الاتحاد يزكي شخصية بعينها لأغراض كثيرة بجانب الكفاءة. وتم ترشيح بعض الأسماء لتولي المنصب منها، أحمد حسام (ميدو) وضياء السيد وهاني رمزي وعبدالظاهر السقا، وكان (ميدو) الأقرب إلى المنصب، لا سيما وأنه يلقى قبولا من رئيس الاتحاد هاني أبوريدة، غير أنّ الاتفاق معه لم يتم بسبب تمسكه بالعمل في الإعلام، كمحلل فني لمباريات كرة القدم، وهو ما اعترض عليه أعضاء الاتحاد وتم رفض الجمع بين العمل الإعلامي والفني. أما ضياء السيد، لم يلق قبولا من أعضاء المجلس، وتوارت أمامه رغبة المؤيدين، وبذلك اقترب هاني رمزي بصورة كبيرة من تولي منصب المدرب العام لمنتخب الفراعنة، وهو قرار قد يتم إعلانه، الأربعاء، عقب اجتماع اتحاد كرة القدم. وهناك أسباب عديدة تمنح رمزي الأفضلية، على رأسها أنه يتحدث أكثر من لغة ويجيد التعامل مع المدربين الأجانب، بسبب خوضه مبكرا تجربة احتراف خارجي، بدأت من ألمانيا عندما كان عمره 19 عاما، بعد مشاركته مع منتخب مصر في مونديال 1990 بإيطاليا. كما أن رمزي له سابق معرفة بأغلب لاعبي منتخب مصر، بحكم عمله كمدير فني سابق للمنتخب الأولمبي، ودرّب عددا كبيرا من هؤلاء اللاعبين قبل تصعيدهم إلى الفريق الأول منهم، محمد صلاح ومحمد النني وأحمد حجازي، إضافة إلى أن رمزي خاض تجارب تدريبية مع أندية مصرية مثل إنبي والاتحاد السكندري. أزمات وادعاءات تدور كواليس كثيرة في أرجاء اتحاد كرة القدم المصري، وقد صاحب اختيار الجهاز الفني عدة أزمات وادعاءات، بداية من انقسام الآراء حول تعيين خليفة لكوبر، مرورا باستطلاع رأي اللاعبين المحترفين بشأن اختيار المدرب الجديد، وحتى وجود شبهة مجاملة في تعيين المدرب العام. وهذا المنصب تحديدا يتهم صاحبه بأنه رجل اتحاد الكرة في الجهاز الفني، والمعني بنقل كل كبيرة وصغيرة، فضلا عن تأثيره على المدير الفني، وهي الأزمة التي وقع فيها من قبل أسامة نبيه وقت عمله مع كوبر. كل هذه الكواليس تدور قبل أيام من مواجهة النيجر، ما يؤثر سلبا على المنتخب، فالجهاز الفني الجديد لم يتعرف حتى الآن على لاعبي المنتخب، ما دفع أغيري لاصطحاب شرائط فيديو لمباريات المنتخب الأخيرة، ومباريات منتخب النيجر، أثناء عودته إلى بلده بعد توقيع العقود مع اتحاد الكرة. وليس معقولا أن يتعرف المدرب على لاعبيه من خلال الفيديو، فضلا عن احتياجه الشديد لإقامة معسكر مغلق للوقوف على مستويات اللاعبين وتحديد خطط اللعب والاستقرار على التشكيل الأساسي. وتشير كل هذه الأمور إلى أن أغيري سيعتمد رغما عنه على العناصر الحالية الموجودة بالمنتخب. وتنتظره مهمة صعبة أمام النيجر، بعد أن تلقى المنتخب المصري الهزيمة في الجولة الأولى أمام تونس، لا سيما أن هناك شروطا تحكم بقاءه في منصبه، منها الصعود إلى كأس الأمم الأفريقية بالكامرون، ومن ثم الصعود إلى مونديال 2022. ورغم الأداء السيء للاعبي المنتخب تحت قيادة كوبر في مونديال روسيا، إلا أن المدرب الأرجنتيني رفع سقف طموح المصريين بالتواجد في أمم أفريقيا والمونديال، فقد نجح في تواجد الفراعنة في المحفلين بعد غياب طويل.
مشاركة :