{ من الواضح أن خيوط أزمة «نظام الملالي» تتشابك وتتعقد ليس فقط تجاه إسقاطه، وإنما تجاه إسقاط فكره وسياسته وأيديولوجيته وتدخلاته وإفقاره لإيران والعراق، وإرهابه في اليمن ودول المنطقة والخليج عبر أذرعه ومليشياته ذات الصبغة المحلية، ولكن لخدمة الأهداف الإيرانية! هنا كما يبدو أن «الصحوة الشيعية» تزداد وطأتها ومفاعيلها، في ظل إفقار إيران والعراق، بعد أن كانت المظلومية «سنيّة» في البلدين! ولكن ظلم «الملالي» امتدّ ليصل إلى كل الأطياف والطوائف والأعراق، حتى أثمر «الغضب الشعبي الشامل» بعد معرفة حقيقة هذا النظام ودوره التخريبي وشروره التي لا حدّ لها، وأنه بالفعل (نظام عصابة أو مافيا إرهابية)! { تقرير «مركز الأزمات الدولية» حول العراق يشير إلى أن «انتفاضة عراقية شاملة» تلوح للأفقّ! كذلك الحال بالنسبة إلى الشعب الإيراني، الذي لم تتوقف هبّات انتفاضته منذ ديسمبر العام الماضي، ورفع شعار إسقاط النظام والموت لخامنئي، والموت لحزب اللات، ودعا إلى الخروج من سوريا، وعدم دعم حماس في غزة، فامتدت الانتفاضة وهباتها بين «قم» في إيران، و«كربلاء» في العراق! ولعل الغضب العراقي الذي يتجسّد اليوم في مظاهرات «الجنوب» إنما هو تعبير عن «غضب شامل» في كل المناطق العراقية وبين جميع الأطياف، ليمتّد نهر الغضب بين الشعبين العراقي والإيراني، ويشكلّ امتدادًا مزلزلا رغم قمع الحرس الثوري وأذرعه في إيران وفي العراق! { لقد تعرّى «نظام الولي الفقيه» ومعه تعرّى الدكتاتور الذي يحكم هذا النظام، أمام «الشيعة» أنفسهم سواء في إيران أو في العراق أو غيرها! وما بين شعار الشيعة العراقيين (إيران برّه برّه)، وشعار الشعب الإيراني (الموت لخامنئي) تتلقى ضفتا السطوة (الولائية المتخلفة) اليوم الضربات الشعبية بعد سقوط أقنعتها، لتزداد أزماتها أمام العقوبات الأمريكية الجديدة التي بدأت في 7 أغسطس الراهن، لتكتمل في نوفمبر القادم، لتصبح المسألة أكبر من مجرد العقوبات، إلى التعرّي الكامل أمام شعبه وأمام «الشيعة العرب» ما عدا المرتزقة من المليشيات العربية المرتبطة بالنظام ارتباطا وظيفيا وعقديا مدفوع الثمن! { اليوم والشعبان الإيراني والعراقي يلتقيان ضد «المرشد الأعلى» لنظام الملالي، يجعل هذا الالتقاء من هذا النظام ذا خطورة أكبر في قمع التمرّد، ما قد يدفعه إلى سفك دماء أكثر من إيران نفسها، وفي العراق، أو دفع «العراقيين» تحديدًا نحو بركان (حرب داخلية أهلية أو طائفية أو شيعية–شيعية)، وتفكيك العراق تحت وطأة «مخطط التقسيم»، الذي يلتقي في أهدافه مع نظام الملالي، بحسب «الاستراتيجية الأمريكية» المعلنة التي تمّ تمريرها من الكونجرس الأمريكي في 2007 تجاه تقسيم العراق! ولا صلة لهذا بالعقوبات الأمريكية، التي هي بمثابة (فركة أذن قوية) لإيران بعد تماديها في طموحاتها على طموحات أسيادها في واشنطن وتل أبيب! ولا أفُق لأي حلّ إلا بسقوط «نظام الملالي» وإنهاء شروره وفساده وإفقاره لإيران والعراق، وذلك لن يكون إلا بإرادة الشعبين الإيراني والعراقي، والصحوة الشيعية العامة ضده!
مشاركة :