سيطرت حركة «طالبان» على قاعدة شينايا العسكرية في ولاية فرياب شمال أفغانستان، في هجوم أدى إلى مقتل 17 جندياً وأسر عشرات، في ضربة جديدة موجعة لقوات الأمن التي تواصل قتال مسلحي الحركة في غزنة التي تحوّلت «مدينة أشباح». وأعلن الناطق باسم الجيش الأفغاني حنيف رضائي أن القاعدة سقطت بعد معارك استمرت أياماً، مضيفاً أن مئة جندي كانوا فيها حين بدأ الهجوم الأحد الماضي. وتابع: «مأساة أن تسقط القاعدة في يد العدو. قُتل جنود وأُسر آخرون وفرّ بعضهم إلى تلال قريبة». وقال رئيس مجلس إقليم فارياب: «استولت طالبان على دبابات وذخيرة. لم نتمكن من دخول القاعدة. أجزاء كثيرة منها لا تزال تحت سيطرة الحركة». وتحدث النائب عن فرياب هاشم عتاق عن «أسر طالبان حوالى 40 جندياً، ومقتل 30 من مسلحيها»، مضيفاً أن «الاستعدادات جارية لشنّ عملية لاستعادة القاعدة»، فيما أشار رئيس المجلس المحلي في المدينة طاهر رحماني إلى أن القاعدة سقطت بعد توسّل الجنود إرسال تعزيزات وتأمين دعم جوي من كابول، لكن مطالبهم لم تلبَّ، «لأن (قوات الأمن) كانت منهمكة في غزنة». إلى ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية محمد رادمانيش أن القوات الحكومية «تعيد تأكيد سيطرتها على نقاط تفتيش إستراتيجية» في غزنة. وأضاف: «طردنا مسلحي طالبان. سنبسط سيطرة كاملة على المدينة قريباً». لكن سكاناً قالوا إن مسلحي «طالبان» تمركزوا في المدينة، ويحرقون مباني ويقتلون مدنيين ويطلقون النار على قوات الأمن. وقال أحدهم إن «غزنة باتت مدينة أشباح، (مسلحو) طالبان ينتقلون من منزل إلى آخر، بحثاً عن مسؤولين حكوميين أو أقربائهم لقتلهم». وذكر آخر أنهم «يشعلون النار في كل مكان، والمتاجر تُنهب، ويتعذر تأمين مياه الشرب والطعام». وأعلن الناطق باسم سلاح الجوّ الأميركي في أفغانستان المقدّم مارتن أودونيل أن «قوات من طالبان لا تزال في المدينة»، مشيراً إلى تقارير بأن السكان «يتعرّضون لترهيب وتنكيل» من مسلحيها. وأضاف أن «طالبان التي تدّعي أنها لا تستهدف المدنيين، أعدمت أبرياء وهدمت منازل وأحرقت سوقاً وأثارت ظروف أزمة إنسانية عبر هذا الهجوم». ورأى المحلل السياسي عبد الحميد سفوف أن سقوط القاعدة العسكرية والهجوم على غزنة مؤشران إلى مصاعب تواجهها القوات الأفغانية في حربها على «طالبان»، مضيفاً أن «مسلحي الحركة يدركون ذلك، ويفتحون جبهات مع القوات الأفغانية، لإنهاكها وإضعافها». وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في أفغانستان بأن «المعارك أدت إلى مقتل 110 - 150 مدنياً»، لافتاً إلى أن اختباء «طالبان» في منازل الأهالي والمتاجر «عزّز أخطار سقوط مزيد من الضحايا المدنيين نتيجة غارات جوية». ورأى ديبلوماسيون غربيون أن المعارك الأخيرة تثير تساؤلات في شأن فاعلية الإستراتيجية الأميركية لإنهاء الحرب، التي ركّزت منذ سنة على الضغط على «طالبان» بمزيد من الضربات الجوية، لإرغامها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مقتل جندي أميركي من الوحدات الخاصة، بتفجير عبوة ناسفة منزلية الصنع، استهدفت دورية قتالية كان يشارك فيها، في إقليم هلمند جنوب أفغانستان. وأضافت أنه كان ضمن الكتيبة الثالثة في مجموعة القوات الخاصة الأولى.
مشاركة :