الليلة موعد حفلة ماجدة الرّومي بمهرجان قرطاج الدولي ولا شك أنّ الجمهور سيقبل كالعادة بكثافة على حفلتها، فالتونسيون لهم محبة خاصة لهذه الفنانة ويكنون لها الاعجاب بفنها الراقي مقرونا بالاحترام لشخصيتها. ولا أحد يتساءل ان كان لها الجديد في سهرتها الليلة ام انها ستكتفي بما يحبّه الجمهور من اغانيها القديمة، فالجمهور التّونسي يحضر حفلاتها وينتشي بما تقدمة له من قديم يحبه او جديد يكتشفه.فهو يحبها ويحب فنها. وينطبق على ماجدة الرومي في علاقتها بالجمهور التونسي المثل الشّعبي القائل:"اذا حبّوك ارتاح" ومعناه اذا احبك الناس فانهم يقبلون منك كل شيء مهما كان ويرونه جميلاً . وماجدة الرومي عرفت عبر الاعوام نسج علاقة محبة وود واحترام بينها وبين الجمهور التونسي، فهي ليست كأي مطربة تاتي تغني وتأخذ اجرتها وانتهى الامر. ماجدة الرومي علاقتها بتونس وجمهورها مختلفة وقد لخصتها مرة بقولها:"انا واقفة وقفةكرامة وحق وانا هون لاني نحب تونس ومع تونس في النهار الحلو وفي النهار المر". وكان هذا التصريح يوم استقبلها الرئيس التونسي عندما جاءت الى تونس في زيارة تضامن للتعبير عن وقوفها الى جانب التونسيين في مواجهة الارهاب بعد الهجوم الارهابي الجبان الذي استهدف متحف "باردو"والذي خلف 21 قتيلامن السياح من جنسيات مختلفة وعون امن و54 جريحاً. واضافت" انامع تونس الكرامة وتونس الحق، وتونس السيادة بشعبها وقيادتها". وتعترف ماجدة الرومي بفضل مهرجان قرطاج عليها اذ غنّت به لأوّل مرة عام 1980 أي منذ38 عاما، وساهم حضورها ذاك في انتشارها العربي وشهرتها ،ففي تلك الفترة لم تكن ماجدة الرومي نجمة كبيرة ولكنّها برزت في فيلم "عودة الابن الضال" للمخرج الراحل يوسف شاهين. وقد فكّر الراحل سمير العيّادي أحد أعضاء هيئة مهرجان قرطاج عام 1980في استضافتها وفعلا وبعد التّشاور مع محمد رجاء فرحات مدير المهرجان وقتها سافر العيّادي الى بيروت واتّفق معها للغناء في قرطاج وقد استغربت هي نفسها الدّعوة ونجحت في حفلتها الاولى وتمت دعوتها لتغني امام الرئيس الحبيب بورقيبة بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاده في مسقط راسه مدينة "المنستير". وقد أحبّ الجمهور التّونسي ماجدة الرومي و لاقت دائما في حفلاتها الكثيرة في تونس النّجاح والتقدير وتمّ منحها أعلى الأوسمة وأرفعها . و غنّت ماجدة لشاعر تونس الكبير ابو القاسم الشابّي :"خلقت طليقا كطيف النسيم"،كما أهدت تونس قصيدة جميلة للشّاعر المصري الرّاحل صالح جودت: "قسما بسحر عيونك الخضر يا أجمل الألوان في عمري" ، وهي من تلحين والدها الموسيقار الرّاحل حليم الرّومي الذّي سبق له أن زار تونس ولحّن القصيدة الشهيرة لأبي القاسم الشابّي :"ارادة الحياة: "اذا الشّعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر".
مشاركة :