صراحة – نواف العايد :كشف باحثو مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث بالحرس الوطني “كيمارك” ، أن من أهم الأمراض التي يتعرض لها الإنسان خلال فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير هي حالات “ضربات الحرارة” التي تصيب الشخص بسبب البقاء الطويل في مكان ترتفع به درجة الحرارة بشكل عالي جدا، مما يتسبب بعدد من الأعراض مثل ارتفاع سريع في درجة حرارة الجسم الداخلية تصل إلى أكثر من 40 درجة مئوية ويرافقها ضرر أو اعتلال وظيفي للأعضاء وخاصة الدماغ واضطراب توزيع الدم في الجسم وتجلط الدم داخل الأوعية الدموية وفشل حاد في التنفس وتضرر في وظائف الكبد والكلى وفقدان الوعي التام وهذا يتطلب تقديم العناية الطبية العاجلة والفائقة في وحدات العناية المركزة . وأوضح الباحثون في مشروع ” أبحاث الاجهاد الحراري ” الذي تبناه مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية الطبية في الشؤون الصحية بالحرس الوطني “كيمارك” أن العالم العربي ومنطقة الخليج تحديدا يشهدان موجة غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف الحالي بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، خصوصا في المناطق الصحراوية في الشرق الأوسط ومنها المملكة ، التي ستستقبل حوالي 3 ملايين حاج بداية من منتصف شهر اغسطس . أما حالات الإرهاق الحراري التي تنتج عن نقص المياه والإملاح مع التعرض للحرارة الشديدة او التمارين القاسية تتميز بأعراض مختلفة تتمثل بالعطش الشديد و الضعف وعدم الارتياح والتوتر والدوار والوهن والخمول والصداع، وتكون حرارة الجسم الداخلية طبيعية او أعلى من الطبيعية وغالبا أقل من 40 درجة، والعلاج لمثل هذا النوع من الارهاق الحراري يتطلب الراحة ونقل الشخص إلى مكان بارد وإعطاءه سوائل باردة، وإزالة أي ملابس غير ضرورية على جسده وتقديم التروية الوريدية تحت المراقبة الطبية. من جانبه أوضح رئيس قسم الطب التجريبي بمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية الدكتور عبدالرزاق بو شامه أن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف خصوصا في السنوات الأخيرة داخل المملكة يزيد من خطورة تعرض الانسان لحالات ضربات الحرارة في حال عدم الوقاية منها واتباع السبل التي تقي من حدوثها، مبينا أن موسم الحج في الأعوام المقبلة سيكون في أشد أوقات السنة حرارة مما يتطلب حذر الحجاج من التعرض لضربات الحرارة في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل عالي ووجود حشود كبيرة في مكان واحد ومكشوف، مؤكدا أهمية احتراس الحجاج ومعرفة طرق الوقاية للتقليل من إمكانية التعرض لضربات الحرارة والانهاك الحراري في صفوف الحجاج. وقال:” موسم الحج في منتصف الثمانينات كان في فترة الصيف وشهد حدوث الكثير من حالات ضربات الحرارة، وحاليا عاد موسم الحج مجددا إلى فترة الصيف وبدرجات حرارة أعلى بكثير من السابق، وهناك تحضيرات وتجهيزات من قبل وزارة الصحة وجميع الجهات الصحية الأخرى المشاركة في الحج للحد من حدوث مثل هذه الحالات والعمل على إرشادات الحجاج للوقاية منه وتقديم الرعاية الصحية الملائمة، وقد سعى “كيمارك” للتعاون مع وزارة الصحة للتوسع في مشروع أبحاث الإجهاد الحراري خصوصا في موسم الحج من خلال إرسال فريق بحثي خلال موسم الحج للعام الماضي”. واضاف:” هناك مفهوم شائع منتشر بين الناس بأن ضربات الحرارة تحدث نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارة فقط وتسميتها بالضربات الشمسية وأن استخدام المظلة وحدها يحمي أيضا من التعرض لضربات الحرارة وهو مفهوم خاطيء يجب الانتباه له لأن ضربات الحرارة ليست مرتبطة بأشعة الشمس فقط، وتحدث نتيجة الحرارة العالية وقد يتعرض لها الإنسان في الظل داخل البيت أو حتى في فترة الليل، فالأصل هو الحماية من الحرارة وليس الشمس، وبالتأكيد أن التواجد تحت أشعة الشمس الحارة قد يسهم أو يسرع من عملية التأثر بشكل أكبر لحالات ضربات الحرارة ، كما أن المظلة تساعد فقط ولكن لا تمنع من التعرض لضربات الحرارة، ولذا ننصح الجميع في أماكن التجمعات خصوصا الحجاج بالبقاء بعيدا عن الحرارة وعدم التعرض للشمس مباشرة، والسير في الظل مع استخدام المظلة، وتجنب الإجهاد الجسدي المفرط في الحرارة كعوامل وقائية من التعرض لضربات الحرارة” .
مشاركة :