عشرات القتلى بهجوم انتحاري في كابل وترجيح تورط «داعش»

  • 8/16/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت العاصمة الأفغانية كابل أمس، هجوماً انتحارياً استهدف مركزاً تعليمياً في منطقة يغلب على سكانها الشيعة في غرب العاصمة، ما أدى إلى سقوط 37 قتيلاً و40 جريحاً على الأقل. واتجهت أصابع الاتهام إلى «داعش» فور وقوع التفجير الذي أتى بعد هدوء نسبي استمر أسابيع في العاصمة الأفغانية، ذلك أن التنظيم الإرهابي أعلن مسؤوليته عن هجمات سابقة على أهداف شيعية في المنطقة. وكان لافتاً إصدار حركة «طالبان» التي كثفت هجماتها على مواقع عسكرية وحكومية في الأسابيع القليلة الماضية، بياناً تنفي فيه ضلوعها في التفجير، فيما ازداد الحديث عن إمكان التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في أفغانستان، بين «طالبان» والقوات الحكومية المدعومة من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مدته أربعة أيام في عيد الأضحى، رغم ما شهدته البلاد أخيراً من قتال عنيف بين الجانبين، بعد هجوم الحركة على مدينة غزني جنوب شرقي البلاد. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين في الحركة طلبا عدم كشف هويتهما، أنه لم يتم اتخاذ قرار بهذا الصدد بعد؛ لكن قادة «طالبان» سيلتقون لبحث خيار وقف إطلاق النار أيام عيد الأضحى، بعد حض بعض الدول الإسلامية وأطراف أخرى على صلة مع الحركة على مثل هذه الخطوة. وينتظر مقاتلو الحركة الذين يسيطرون على غزني قرار القيادة بالإعلان عن وقف لإطلاق النار بين الجانبين فترة عيد الأضحى، كما حدث أيام عيد الفطر في يونيو (حزيران) الماضي، ما قد ينعش الآمال بإمكان التوصل إلى اتفاق سلام في أفغانستان. وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد ناشد «طالبان» قبل هجومها على غزني الموافقة على وقف النار، ليس فقط أيام عيد الأضحى، ولكن لفترة أطول تصل إلى شهر أو أكثر لإتاحة الفرصة للشعب للاحتفال في ظروف وأجواء آمنة، وتمكين الطرفين من مراجعة مواقفهما من أجل البدء بعملية حوار، وصولاً إلى سلام في أفغانستان. وقال مسؤول في الحركة، إن أصدقاءها ينصحون بضرورة الإعلان عن وقف لإطلاق النار مدة أربعة أيام لمناسبة عيد الأضحى، لكن الآراء في قيادة «طالبان» تباينت حول الموافقة على ذلك بانتظار رأي زعيم الحركة مولوي هبة الله أخوندزادة. وأعرب مسؤول آخر في الحركة عن أمله في الموافقة على وقف لإطلاق النار كالسابق؛ لأنه ساهم في كسب قلوب وعقول الشعب الأفغاني، وبدد المخاوف من الحركة. وكان الرئيس أشرف غني قد عرض في يناير (كانون الثاني) الماضي محادثات سلام على حركة «طالبان» دون شروط مسبقة، سواء فيما يتعلق بالاعتراف بالدستور الأفغاني أو إلقاء السلاح؛ لكن الحركة رفضت الحوار وفضلت محادثات مع الجانب الأميركي مباشرة. وعقد الجانبان جولتين من المحادثات في الدوحة، تلا ذلك سفر وفد من حركة «طالبان» إلى أوزبكستان قبل عشرة أيام وعقده محادثات مع مسؤولين، فيما أجرى موفدون للحركة محادثات في بكين قبل أشهر. وعلى الرغم من التكهنات بهدنة في العيد، أعلنت مصادر أفغانية رسمية مقتل 45 من عناصر القوات الحكومية في مواجهات مع «طالبان» في ولاية بغلان شمال كابل. ونقلت وكالة «خاما برس» عن مسؤولين أفغان قولهم إن أعدادا كبيرة من مقاتلي الحركة شنوا هجوما على قاعدة علاء الدين؛ حيث قتل ثلاثون جندياً وعشرة من الميليشيا الموالية للحكومة، فيما تكبدت قوات «طالبان» خسائر غير معروفة. ووقع الاشتباك بعد سيطرة «طالبان» على قاعدة في منطقة جورماك في ولاية فارياب الشمالية. ونقلت «خاما برس» عن فيلق الجيش الأفغاني في ولاية بكتيا شرق أفغانستان، أن قوات الحكومة تمكنت من قتل وجرح 35 «طالبانياً» بعد اشتباكات في منطقة لواري في مديرية جاني خيل في بكتيا. ووصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان تاداميتشي ياماموتو الوضع في غزني بعد هجوم «طالبان»، بأنه تسبب بمصاعب مرعبة للسكان المدنيين؛ مشيرا إلى مقتل ما بين 110 و150 من سكان المدينة. ونقل المبعوث الأممي عن مصادر وصفها بأنها موثوقة، أن المراكز الصحية في مدينة غزني تعج بالمصابين من القوات الحكومية، ومقاتلي «طالبان» والمدنيين. وأصدرت الحركة بيانا رفعت فيه الحماية عن منظمة الصليب الأحمر الدولي في أفغانستان، واتهمت المنظمة والعاملين فيها بمخالفة مهمتهم الإنسانية، بعد رفضهم التدخل لمعاينة آلاف السجناء من الحركة، في سجن بول تشرخي شرق العاصمة كابل، المضربين عن الطعام والمتدهورة أوضاعهم الصحية، وعدم تقديم علاج لهم. كما حذر بيان «طالبان» كافة المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، من إمكان رفع الحماية عنها في حال إهمالها أسرى «طالبان» في سجون الحكومة. ومن شأن رفع الحماية عن موظفي الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الدولية غير الحكومية، الحد من نشاطهم في أفغانستان، خشية تعرضهم لإطلاق النار أو الاختطاف؛ سواء من مقاتلي الحركة أو أي جماعة مسلحة أخرى. وأعلنت «طالبان» سيطرة مقاتليها على ستة من المراكز الأمنية في ولاية فارياب، بعد عمليات ضد الميليشيات والقوات الحكومية في جل دارة، وتشكر بالاق، وبشتون كوت، إضافة إلى ولاية ننجرهار شرق أفغانستان؛ حيث قتل 17 من القوات الخاصة الأفغانية وجرح 27 آخرون، إثر استهداف مقاتلي الحركة قافلة إمدادات حكومية في منطقة باتي كوت. كما نشرت الحركة شريطا مصورا لعمليات مقاتليها داخل مدينة غزني، يظهر سيطرتهم على غالبية أحياء المدينة وحصارهم لمقر الحاكم وقيادة الجيش والاستخبارات وسط المدينة.

مشاركة :