إيطاليا تعلن «حال الطوارئ» في جنوى لـ 12 شهرا بعد انهيار الجسر

  • 8/16/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن رئيس الوزراء الإيطالي غوزيبي كونتي اليوم (الأربعاء)، أمام الصحافيين «حال الطوارئ لـ 12 شهرا» في مدينة جنوى، بعدما انهار جسر فيها أمس، متسببا بمقتل ما لا يقل عن 39 شخصا. وصرّح كونتي بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء في جنوى «استمعنا الى طلب رئيس المنطقة وأعلنا حال الطوارئ لـ 12 شهرا». وقال «خصصنا لعمليات التدخل الأولى خمسة ملايين يورو من صندوق الطوارئ الوطني»، مضيفا «انه اجراء اول تتخذه الحكومة في مواجهة هذه المأساة»، متابعا «سنعلن أيضا يوم حداد وطني، ما زلنا في صدد تحديد التاريخ لجعله يتزامن مع جنازات الضحايا». وأعلن الدفاع المدني اليوم حصيلة جديدة بلغت 39 قتيلا بينهم ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية و13 عاماً، و15 جريحا بينهم12 بحال الخطر. ولا يزال هناك عددا من المفقودين. وذكرت الحكومة الايطالية اليوم أنها تنوي إلغاء امتياز الشركة المشغلة للطريق السريع الذي يمرّ عبر الجسر المنهار. وكتب وزير النقل والبنى التحتية دانيلو تونينيلي على موقع «فايسبوك» أن السلطات تتمنى استقالة المسؤولين في شركة «اوتوسترادي بير ليطاليا»، وستطلب غرامة قد تصل قيمتها إلى 150 مليون يورو. ومن المعروف أن الجسر يعاني من مشاكل بنيوية. ودعا المسؤولون السياسيون إلى تحديد الذين أهملوا وضعه ومعاقبتهم. وبعد رئيس الحكومة غوزيبي كونتي مساء أمس، سيتوجه نائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو زعيم تكتل حركة «خمس نجوم» الشعبوية، إلى موقع الانهيار يرافقه تونينيلي. وهو أخطر حادث انهيار من هذا النوع تشهده أوروبا منذ 2001. وقال الرئيس الايطالي سيرغيو ماتاريلا، إن «كارثة ضربت جنوى وكل إيطاليا. مأساة مرعبة وعبثية أصابت أشخاصا وعائلات». وأمضى رجال الإنقاذ الليل وهم يبحثون عن ناجين بمساعدة كلاب، بعد إنارة المكان الذي سقطت فيه أجزاء الجسر وتحولت إلى ركام. وأوضح الدفاع المدني الإيطالي أن عمليات الانقاذ تجري بمشاركة حوالى ألف شخص، بمن فيهم طواقم الإغاثة (رجال إطفاء وشرطة ومسعفو الصليب الأحمر). وصرح مسؤول الاطفاء ايمانويلي غيفي «لن نفقد الأمل، انقذنا أكثر من عشرة أشخاص من تحت الأنقاض. سنعمل بلا توقف حتى إنقاذ آخر شخص». ولم يعثر رجال الإنقاذ على ناجين ليلا، لكنهم يؤكدون أنهم لم يفقدوا الأمل. وتحدث رجل الإطفاء الفرنسي باتريك فيلاردري الذي وصل في إطار تعزيزات عن صعوبة العمليات وقال «تم إجلاء الضحايا الذين كانوا على السطح، والآن يجب أن نبحث بين أنقاض المباني، لكن هناك آلاف الأطنان من الإسمنت». ووقع الحادث قبل الظهر، بينما كانت تهطل أمطار غزيرة. وانهار الجسر على طول أكثر من 200 متر، مسببا ضجة كبيرة أوحت للسكان في المنطقة بأنه زلزال. وأدى انهياره إلى سقوط أكثر من 30 سيارة وشاحنة. وقال سالفيني «سأفعل ما بوسعي لأعرف أسماء المسؤولين السابقين والحاليين. الموت بهذه الطريقة غير مقبول في ايطاليا»، مضيفا «سيدفعون ثمنا غاليا». ودعا الرئيس ماتاريلا إلى اجراء «فحص جدي وصارم لأسباب» المأساة. وقال «ليست هناك أي سلطة يمكنها التملص من مسؤوليتها: العائلات والضحايا على حد سواء يطالبون بذلك وحتى المجتمع الذي ضربه حدث سيترك تداعيات». وأضاف أن «الايطاليين يملكون الحق في بنى تحتية حديثة وفعّالة يستخدمونها بشكل آمن في حياتهم اليومية». وشُيّد جسر موراندي الإسمنتي الذي يمتدّ على 1.18 كيلومتراً أواخر الستينات، وشهد بحسب الخبراء مشاكل هيكلية منذ بنائه، وكانت كلفة صيانته عالية جداً خصوصا في ما يتعلق بالشقوق وتدهور الإسمنت. وبحسب الشركة الايطالية للطرقات السريعة، «كانت هناك أعمال تدعيم جارية على قاعدة الجسر». وعبّر نائب وزير البنى التحتية ادواردو ريكسي عن التشاؤمً حول مستقبل المرفق. وصرّح لوكالة الصحافة الايطالية (انسا) أنه «يجب أن يتمّ هدم جسر موراندي بكامله»، متوقعا تداعيات خطرة على حركة السير في مدينة جنوى. وقال إن «جسرا من هذا النوع لا ينهار بسبب برق أو رعد، يجب العثور على المذنبين». وشدد الوزير تونينيلي على أن «هذه المأساة لا يمكن أن تحصل في بلد متحضّر مثل ايطاليا. الصيانة أولوية على كل أمر آخر والمسؤولون يجب أن يدفعوا» الثمن. ويربط طريق «آيه 10» السريع الذي أطلق عليه اسم «طريق الأزهار»، مدينتي جنوى وفينتيميليا الواقعة على الحدود الفرنسية. وتقع جنوى البالغ عدد سكانها نصف مليون، بين البحر وجبال شمال غربي إيطاليا، وتكثر فيها الجسور العلوية والأنفاق نظراً لوعورة تضاريسها.

مشاركة :