البابا تواضروس: رهبنة الكفن تمثل الموت عن العالم

  • 8/16/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قسّم مجمع خلقيدونية عام ٤٥١م، الكنيسة إلى شرقية وغربية، وفصل الوحدة بين الكنيسة. وانقسمت بعده إلى الكنائس غير الخلقيدونية، وتضم الكنيسة القبطية وكنيسة أنطاكية، وكنيسة أورشليم، وكنائس آسيا الصغرى عدا القسطنطينية، والكنائس الخلقيدونية، وتضم كنيسة روما، وكنيسة القسطنطينية. وفي أثناء الوحدة بين الكنائس كانت الرهبنة بينهما متشابهة وشبه موحدة، إلا أنها كانت خاصة بكل دير منفصل، وبحسب الأب هاني باخوم، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية، فكانت الرهبنة قبل عام ٤٥١م معتمدة على شروط ونظام رئيس كل الدير وكل دير كان له شروطه الخاصة في كل كنيسة. قانون الرهبنة الأرثوذكسييقول البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: «إن الرهبنة القبطية عرفها العالم من الكنيسة المصرية، وظهرت منذ القرن الثالث الميلادي لتمتد إلى العالم كله، وفلسفة الرهبنة هي «الموت عن العالم»، ولذا تم تسميتها بـ«رهبنة الكفن»، وبعد رغبة الإنسان المتقدم باختياره ومحض إرادته للدير، وبعد اختباره وإرشاده سنوات يقبل في شركة الدير الذي يصلي علية صلاة جنائزية بعد أن يغطي بستر يعتبر بمثابة «كفن»، ويعيش بعد ذلك بالنذور الرهبانية التي تشمل الانعزال عن العالم والفقر الاختياري وحياة الطاعة والتبتل الطوعي لكي ما تكون حياته نقية». وطبقًا للقانون الكنسي، فإن «الرهبنة» هي الموت عن محبة العالم، وأن الرهبان هم «ملائكة أرضيون» أو «بشر سمائيون»، وأن الرهبنة حياة ملائكية وطريق للكمال المسيحي قوامها «البتولية»، وهي عدم الزواج والاكتفاء بالمسيح عريسا لهم، ويقدمون بتوليتهم ذبيحة حب على مذبح الطهارة، والطاعة وهي الحرص على سماع من يرشده لطريق الله حتى الموت والخضوع لكل ما يحدث لهم مما يتعارض مع رغباتهم، والفقر الاختيارى، وهو أن يترك المتقدم للرهبنة جميع أمواله ومقتنياته ووظيفته ومستقبله العالمى، لا قصرًا أو جبرًا وإنما طاعة واختيارًا.ولا يزيد سن المتردد على ٣٠ سنة، ولا يقل عن ٢٣ سنة، ولايقل مؤهله عن التعليم الجامعي أو اتمام دراسة الإكليريكية.ولمدة عام، تكون مرحلة طالب الرهبنة والتلمذة داخل الدير، لتجربة الحياة الرهبانية بعد مطابقته للشروط، ويكون الطالب تحت الاختبار والإرشاد الروحي من الأب مشرف شئون طلاب الرهبنة وتحت إرشاد أب اعتراف.ومن خلال تقارير المشرف على طالب الرهبنة وأب اعترافه يتم النظر في قرار سيامته راهبًا بحد أقصى ٣ سنوات من تاريخ التحاقه بالدير وألا تقل عن سنتين.ميثاق الشرفوينص ميثاق شرف الرهبنة على ١٠ نقاط أساسية، من بينها ألا يكون للراهب أي ملكية شخصية، وأن الخروج من الدير واستخدام التقنيات الحديثة يكون بإذن أو بتكليف بتصريح من رئيس الدير، وأن يتمسك بهدف الرهبنة ونذورها (الفقر الاختياري-الطاعة-البتولية) جوهرًا وعملًا وليس شكلًا فقط، والالتزام بقانون الرهبنة والقرارات المجمعية الخاصة بالرهبنة وما يستحدث منها.محاسبة الراهب المخطئحدد القانون ٣ خطوات لمحاسبة الراهب، وهي «الإنذار» عبر أب الاعتراف ورئيس الدير، ويتم ذلك حتى ٣ مرات، مع وضع قوانين روحية له تساعده على العودة إلى الفكرة والحياة الرهبانية. ويأتى بعد ذلك «العرض» على لجنة الانضباط الرهباني داخل الدير، وإذا لم يستجب للإنذار يعرض على اللجنة لدراسة حالته ومعرفة أسباب الخطأ للإنذار والمساءلة مع العلاج.«وآخر المراحل هي «لجنة الانضباط الرهباني» التابعة للمجمع المقدس للكنيسة، فإذا لم يستجب الراهب للخطوتين السابقتين يتم عرضه على لجنة الانضباط الرهباني بلجنة الرهبنة المجمعية لتقرر ما تراه مناسبًا.الرهبنة الكاثوليكية أما في الكنيسة الكاثوليكية، فنجد «الحالة الرهبانية هـي طـريـقـة حيـاة مشـتركة ثابتة في إحدى المؤسسات التي تعتمدها الكنيسة، يتبع فيها المؤمنون عن كثب السيد المسيح المعلّم ومثال القداسة، بدافع من الروح القدس، فيُكـرِّسون أنفسهم بصفة جديدة خاصّة بنذور علنيّة، أى الطاعة والعفّة والفقر، ويحافظون عليها وفقًا للائحة الداخليّة، تحت رعاية رئيس شرعى، زاهدين فى العالم وناذرين أنفسهم كلّيًا للبلوغ إلى كمال المحبّة في خدمة ملكوت الله، لبناء الكنيسة وخلاص العالم، كآيات تـُنبئ بالمجد السماوي.والرهبان، جماعات وأفرادًا، مُلزَمون بالواجبات التي يفرضها الشرع العامّ على الإكليروس، ما لم يستدرك الشرع أو يتّضح من طبيعة الأمر غير ذلك، فلا يجـوز أن يُـمنح الرهبان ألقابا فخريّة بحتة لرتب أو وظائف، ما لم يسمح بذلك دستور الدير أو اللائحة الداخليّة، بالنسبة إلى ألقاب وظائف رؤساء كبار سبق ومارسها الرهبان.وعن شروط قبول شخص في دير المتوحّدين المستقلّ، يجب أن يكون مدفـوعا بنيّة حسنة وجديرا باعتناق حياة المتوحّدين ولا يمنعه أيّ مانع قرّره الشرع.. فيّقيـم في ديـر المتوحّدين مدّة محدّدة في دستور الدير، تحت رعاية خاصّة من قِبَل راهب ذي اعتبار.

مشاركة :