لم يعد نادي أتلتيكو مدريد الإسباني هو ذلك النادي الذي لا يستطيع الوقوف أمام كبار الأندية في إسبانيا أو القارة الأوروبية في القيمة السوقية للاعبيه، فقد تلاشت تلك السمة إلى غير رجعة بعد أن رفع الفريق قيمته بشكل كبير؛ من خلال الصفقات الجديدة التي أبرمها في سوق الانتقالات الصيفية. ويعد الفريق الكروي الحالي لأتلتيكو مدريد، بقيادة المدير الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني هو الأغلى في تاريخ النادي، فلم يعد هناك معنى لتصريح مدربه الشهير الذي قال فيه: "يجب أن تتم مقارنتنا بإشبيلية وبلنسية"، فقد تجاوزت قيمة الفريق ما يساويه جاره ريال مدريد وذلك للمرة الأولى في التاريخ. ويلتقي الجاران اللدودان مساء اليوم في بطولة كأس السوبر الأوروبية بالعاصمة الإستونية تالين. وتتحدث الأرقام والقيمات السوقية لأتلتيكو مدريد في السنوات الماضية عن نفسها، فعندما خاض نهائي دوري أبطال أوروبا في مايو 2014، كانت قيمته المالية الإجمالية 288.9 مليون يورو، في الوقت الذي بلغت نفس القيمة في ريال مدريد 519.8 مليون يورو، أي أكبر بمقدار الضعف. وحافظ الناديان على الفارق بينهما حتى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا 2016 بمدينة ميلانو الإيطالية، حيث بلغت قيمة أتلتيكو مدريد 352.2 مليون يورو، فيما كانت قيمة ريال مدريد 761.6 مليون يورو. إلا أن هذا الوضع تبدل جذريًا هذا الموسم، فقد نجح أتلتيكو مدريد في مضاعفة قيمته السوقية حتى وصلت إلى 858 مليون يورو، بمتوسط 39 مليون يورو لكل لاعب. على الجانب الآخر، تراجعت القيمة السوقية لريال مدريد هذا الصيف بعد رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن صفوفه؛ لتصبح 775.7 مليون يورو مقابل 941.8 مليون يورو في الموسم الماضي، ليصل متوسط سعر كل لاعب عنده إلى 35.3 مليون يورو. وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تتفوق فيها القيمة السوقية لأتلتيكو مدريد على القيمة السوقية للنادي الملكي، وهو ما انعكس بالطبع على متوسط أسعار اللاعبين في الفريقين. وقد يتغير هذا المشهد إذا تعاقد ريال مدريد مع لاعب قادر على تعويض رحيل نجمه السابق صاحب القميص رقم 7، لتصبح القيمة السوقية للناديين متماثلة تقريبًا.
مشاركة :