أيام مضت قليلة على حادثة صغيرة تحدث كثيراً من دون الوقوف عندها تناولتها الأجهزة الإعلامية بهذا الشكل المزعج كان يمكن أن تؤدي إلى قطيعة وما يليها من خصومات في حال استمرار بعض كتابات وأقوال من صارت متعتهم وأجمل هواياتهم الصيد والسباحة في ما تعكر من مياه ليزداد تعكيراً ومحاولة تنمية وتضخيم مثل هذه الأمور الصغيرة وتسخير أقلامهم ومنابرهم ربما لتحقيق أهداف ومصالح من يدفعون بهم للكتابة نيابة عنهم. تضاربت الأنباء - وما زالت - حول طائرة على متنها الرئيس السوداني المشير البشير كانت في طريقها للعاصمة الإيرانية طهران تم منعها بحسب القانون الدولي من عبور الأجواء السعودية وهو ما يكفله القانون لكل الدول في منع الطائرات أن تعبر الدولة ذات السيادة من دون إجراءات مسبقة تخص هيئات الطيران المدني تسمح بالعبور، لا ندري تفصيلاً ما حصل، ولكن بحسب المتاح من معلومات يشير إلى خطأ بين هيئتي الطيران في الدولتين يتحملان بموجبه وزر ما قد حدث ولا داعي للخوض في تفاصيل مغلوطة لا جدوى من ورائها. هناك من يسعى للنيل من هذه العلاقة المميزة العميقة التي تربط بين بلدينا التى لم تتأثر يوماً ولم يمسسها سوء يُذكر على كثرة الأنظمة الحاكمة في السودان واختلاف بعضها الأيديولوجي والفكري مع منهج الحكم في المملكة ولم يعكر صفاء هذه العلاقة مع جميع من تعاقبوا على حكم المملكة السعودية من ملوك بل ظلت علاقة راسخة تسودها المودة والأخوة طوال هذه القرون وكيف لا تستمر وهى قبلتنا التي أرادها الله لنا وفيها هبط الوحي حاملاً رسالة السلام والإسلام من ربنا السلام إلى رسول السلام النبي محمد - صلى الله عليه وسلم-، علاقة هذا حالها لا مجال للسياسة وأهلها ومن شايعهم من النيل منها، وستظل عصية عليهم ما دامت الدنيا. ولم نسمع يوماً أن أوصدت السعودية أبوابها يوماً في وجه الرئيس البشير من قبل ومن بعد قرارات المحكمة الجنائية الجائرة للقبض عليه وقد زارها الرئيس كثيراً في زيارات معلنة لم تعترض المملكة عليها بل بالغت في الترحيب به وأحسنت استقباله كأحسن ما يكون، وكيف والسعودية ما زالت تستقبل ملايين الضيوف سنوياً من كل بقاع العالم للحج والعمرة من دون كلل أو ملل ويشهد الكل بكرم الضيافة وسعة الصدر في مقابلة ضيوف تتباين سلوكهم وأشكالهم وطباعهم يخرج الكل داعياً للسعودية وخادم الحرمين وأهلها والقائمين على الأمر بالتوفيق في خدمة ضيوف الرحمن. لم توصد أبوابها كذلك بل ظلت مشرعة أمام أكثر من مليون شخص من أبناء السودان يدخلون من أي باب شاؤوا عملوا فيها وما زالوا في مختلف المهن يقيمون بصحبة أسرهم إقامة دامت سنوات طويلة آثروا فيها البقاء يتمتعون بما يتمتع به المواطن مع المتعة الروحية الدينية التي يصبو ويتوق قلب كل سوداني لها دون حجر أو تقييد لحرياتهم وفقاً للقانون الداخلي للمملكة ما دام لم يخالفوا قواعده، بل منهم من تمنى الموت فيها، هكذا المملكة في قلوب كل أهل السودان وستظل. كاتب وباحث علاقات دولية. Zahir95@live.com
مشاركة :