تجبر كثير من بائعات السمك حول بحيرة فيكتوريا بكينيا على ممارسة الجنس مع الصيادين مقابل الحصول على السمك، لكن ذلك لا يعني إعفائهن من الدفع النقدي. فكيف تتم عملية "المقايضة" تحت غطاء "الصداقة" والتي قد تكون نتائجها مميتة؟ يعتبر السمك في بحيرة فيكتوريا للمواطنين المقيمين حولها من أهم مصادر الدخل، إن لم يكن المصدر الوحيد. وتضطر الكثير من بائعات السمك هناك لدفع ثمن باهظ مقابل الحصول على السمك إضافة إلى الثمن النقدي. هذا الثمن ليس شيئا آخر غير ممارسة الجنس مع الصيادين. "نضطر لبيع أجسادنا"، هكذا تلخص بيريز أنجانجو العملية. وتضيف أنجانجو، التي تقدر عمرها بحوالي 55 عاماً: "لا يمكن الحصول على سمك بدون صداقة مع الصيادين". وتوضح أنجانجو، وهي أم لثلاثة أطفال، أنه عندما تصبح بائعة ما "صديقة" خاصة لصياد، فربما يمكنها أن تحصل على شيء أزيد من نظيراتها، أو تكون أول من يحصل على السمك الطازج الذي تكون فرص بيعه أفضل في الأسواق. تطلق معظم النساء اسم "صداقة" على هذا النوع من تبادل المصلحة. أما رسميا فيطلق عليها "الجابويا"، ويقصد بها ممارسة بائعة السمك للجنس مع الصيادين لتأمين حصولها على السمك. غير أن ممارسة بائعات السمك للجنس مع الصيادين لا تعني إعفائهن من دفع ثمن السمك نقدا، حيث تقول كارولين أليما، التي تبيع السمك منذ سنوات طويلة مثل أنجانجو: "لا بد من ممارسة الجنس مع صياد، ثم دفع أموال له أيضا بعد الجنس... أي أننا نمارس الجنس تقريبا دون مقابل". لكن ممارسة "الجابويا" لا تخلو من عواقب مميتة. وتشرح البائعة أنجانجو ذلك بالقول "الكثير من النساء أصبن بأمراض. بعضهن توفين بسبب هذا العمل". وبحسب بيانات وزارة الصحة الكينية، يعيش في كينيا نحو 1،5 مليون شخص حاملين لفيروس العوز المناعي البشري (إتش آي في)، وحوالي 5،9 بالمئة منهم فوق 15 عاما. وتعد مشكلة "الجابويا" من بين أحد العوامل الرئيسية في ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس في المنطقة المحيطة بالبحيرة". ويقر مدير السلطات المحلية لشاطئ سيندو، كولينس أوشينج، بأن "بعض النساء" في شاطئه يمارسن الجنس مع صيادين. يقول أوشينج إن الأمر يحدث سرا، مشيرا إلى أن الكثير من البائعات فقيرات للغاية وأرامل، وأضاف: "النساء يحاولن الحصول على السمك بأي وسيلة"، موضحا أن المشكلة تزداد سوءا بازدياد النمو السكاني. وبالنسبة للخبيرة لدى منظمة الرؤية العالمية للإغاثة والتنمية، إرينا أوجوك، فمن بين أسباب هذه الظاهرة كون المنافسة على السمك أصبحت كبيرة وفرص العمل باتت محدودة. من هنا فكر الصيادون فيما يمكنهم الحصول عليه من البائعات. تقول أوجوك: "أي أن النساء أصبحن ضحية هذه الظروف". ورغم أن مكافحة مشكلة "الجابويا" ليست بالأمر الهين، إلا أن منظمات إنسانية مثل "رؤية العالم" تنجح على نحو متزايد في تحرير نساء من هذا الأمر عن طريق مساعدتهن في العمل في مهن أخرى. وبفضل هذه المنظمة بدأت أنجانجو وزوجها في تربية الأسماك الخاصة بهما. ع.ع/ع.ج.م (د ب أ)
مشاركة :