منذ فترة طويلة، كان القراصنة والمستكشفون والبحارة يعانون من مرض غامض جعلهم يعانون من موت بطيء ومؤلم، وقد عاد هذا المرض الآن في مناطق لا يمكن توقعها. وازدهر المرض الذي شهد انتشارا كبيرا في القرن الثامن عشر، مرة أخرى في السنوات الأخيرة، ويشير الخبراء إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى اتباع نظام غذائي غير صحي. ويعرف “الأسقربوط” بأنه “عوز فيتامين سي” بمعنى أنه ينتج عن نقص الفيتامين “سي” الذي يوجد أساسا في الفواكه والخضراوات. وتشمل الأعراض المبكرة للمرض، التعب الشديد والغثيان والضعف ويمكن أن يسبب في وقت لاحق تورم اللثة، والتي قد ينتج عنها تساقط الأسنان أحيانا، والشعر التالف ووجود كدمات على الجلد حيث تلاحظ بقع حمراء أو زرقاء على الجلد وعادة ما تكون في منطقة السيقان. وتشمل الأعراض الأخرى الشعور بالإحباط والحزن طوال الوقت، أو الشعور بألم شديد في المفاصل أو الساقين، ويمكن أن يؤثر المرض على العظام لدى الأطفال ما يسبب وقف النمو، وفي أسوأ الحالات يمكن أن يؤدي “الأسقربوط” إلى الموت بسبب حدوث مضاعفات مثل النزيف الداخلي. وكان الأطباء يعتقدون أن المرض أصبح غير موجود منذ فترة طويلة، ولكن الطبيب، إيريك تشرشل، من سبرينغفيلد بولاية ماساشوسيتس قال لموقع ساينس ألرت: “لقد قمنا بتشخيص الحالة الأولى للإصابة بالمرض منذ حوالي خمس إلى ست سنوات، حيث جاءت الحالة إلى المستشفى وكانت درامية للغاية، إذ كان الشخص يعاني من مشكلة عقلية تدفعه لأكل الخبز والجبن فقط”. وفيما بعد، تم تشخيص ما بين 20 إلى 30 حالة مصابة بمرض الأسقربوط، وفقا لتشرشل. وشهدت أستراليا حالات متزايدة للإصابة بالمرض مع تشخيص 12 شخصا خلال السنوات الأخيرة، وارتفعت حالات الإصابة بالمرض في المملكة المتحدة إلى 27% موخرا. ويشرح تشرشل عودة المرض في العالم الغربي بأن الأطعمة الصحية ليست في متناول الجميع، وأوضح من خلال فيلم تسجيلي جديد حول المرض، أن “كثيرا من الناس الذين يجدون صعوبة في تناول الطعام يميلون إلى الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية العالية، وإذا كان لديك ميزانية غذائية محدودة فهذه هي الوجبات التي سترضيك أكثر من تناول الفواكه والخضروات”. وأكد تشرشل أن الذين تم تشخيصهم بالمرض، لديهم موارد قليلة جدا لدرجة أنهم في بعض الأحيان لا يستطيعون حتى تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، وأوضح أن “الفقر في جميع أنحاء العالم يضر الناس بطرق مختلفة، من التعرض للعنف إلى محدودية الوصول إلى الغذاء الصحي والرعاية الصحية”. ولحسن الحظ أن الأسقربوط يمكن علاجه بسهولة وذلك فقط عن طريق زيادة كمية فيتامين سي في النظام الغذائي اليومي.
مشاركة :