حياة سكان فيصل بلا مياه: بنشرب على القد والحموم بحساب

  • 8/17/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جلست أم معاذ ربة منزل عشرينية في حيرة، تحكي معاناتها بعد انقطاع المياه عن منطقة فيصل الذي تسكن فيه رفقة زوجها وابنها الرضيع. منذ شهر لا تعرف المياه طريق شقتها في الطابق العاشر بمنطقة كفر طهرمس في فيصل إلا في الساعات المتأخرة من الليل.ورغم إعلان شركة المياه والشرب عن انقطاع المياه عن أكثر من 13 حيا بفيصل ومنهم كفر طهرمس، بسبب تسرب المياه في خط 1000 المغذي لمنطقتي الهرم وفيصل وأن هذه المشكلة في طريقها الحل، إلا أن السيدة العشرينية تؤكد أن انقطاع المياه عنهم كان مفاجئًا ولم يتواصل معهم مسؤول لحل المشكلة التي استمرت لنحو شهر "والعيد على الأبواب"، وفق قولها.داخل شقتها تبدو الأشياء مرتكبة وغير منظمة، أطباق الطعام مرصوصة على حوض المطبخ "انقطاع الميه خلى كل حاجة مكركبة"، تقول أم معاذ لصدى البلد. ويزيد من صعوبة استمرار انقطاع المياه اقتراب عيد الأضحى " العيد قرب ومش عارفه اعمل أي حاجة سواء كان غسيل ستائر أو سجاجيد".أكوام من الغسيل ملاقاة على الغسالة " مش عارفه اغسل". تضطر السيدة العشرينية إلى القيام في ساعة متأخرة من الليل لغسيل الملابس " المكومة". أسرة مكونة من ثلاثة أفراد يبدو أن تأثير المياه عليها ليس كبيرًا، لكن "معاذ" الطفل الرضيع زاد من أكوام الملابس الملقاه "ابني طفل بيرضع ومحتاج يغير ويستحمى أكثر من مرتين في الحر ده".تأثر الرضيع معاذ هو الآخر من انقطاع المياه مع حرارة جو أغسطس الملتهبة " لأول مرة ابني يتعرض لالتهابات بسبب إني مش عارفه احميه كل يوم". تقول إنها بعد انقطاع المياه أصبح رضيعها يستحم مرة واحدة في اليوم وأيام أخرى لا يستحم " الميه بتيجي وهو نايم، وده مينفعش مع طفل صغير".انقطاع المياه مع دخول العيد جعل أم معاذ تقوم بالأعمال الضرورية فقط" أنا بعمل الحاجات الأساسية زي الأكل والشرب وبس". تلجأ أم معاذ إلى تخزين المياه في زجاجات فارغة عند عودة المياه بعد منتصف الليل، لكن هذه المياه لا تكفي الشرب والطبخ الذي لا تفضل أن يُطهى بالمياه المخزنة " بتكون ريحة الميه وحشه ومتنفعش للأكل، فبنضطر نشتري ميه معدنية للشرب والطبخ".أزمة انقطاع المياه في فيصل وصلت إلى أم نورا. هي الأخرى تعاني من استمرار انقطاع المياه " مش عارفين نغسل ولا نعمل الأكل كويس". تعتمد أم نورا السيدة الخمسينية على تخزين المياه في الثلاجة كل ليلة في زجاجات، واضطرت إلى عمل "خزان مياه" خاص بها وبأفراد أسرتها تسحب منه المياه عند الحاجة.تقول "الخزان بنستخدمه في الأكل والاستحمام بس، وفي الغسيل بضطر اشغل الغسالة في أوقات معينة". عند مجيء المياه بعد منتصف الليل تسرع أم نورا إلى إنجاز أي شيء من أعمال البيت المعطلة " بحاول أغسل أو أعمل أي حاجة قبل الميه ما تقطع تاني". ورغم محاولة أم نورا لإنجاز مهام بيتها في أسرع وقت إلا أنها ترى أن انقطاع المياه "بتخليني أحس إن الدنيا مش نظيفة وتؤثر في نفسيتي".محمد حسين- اسم مستعار لشاب ثلاثيني، عامل في ورشة زجاج يقول " مبقتش عارف استحمى بسبب انقطاع الميه". يقول محمد إن المياه تأتي لمدة ساعة أو ساعتين في اليوم الواحد " بنفرح لما الميه تيجي". طوال وقت تواجد محمد في الورشة التي يعمل بها خارج فيصل يستعين محمد بـ"خرطوم ماء" قرب الورشة لصب الماء على جسده " معندناش ميه في البيت هاعمل ايه لازم استحمى".هذه الأزمة دفعت سكان فيصل لتقديم شكوى جماعية لحل مشكلة المياه. صفحة "فيصل الآن" أحد الصفحات النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، بها نحو نصف مليون عضو، طالبت السكان بتقديم شكوى جماعية من خلال الاتصال على الخط الساخن لمجلس الوزراء وإرسال شكاوى على موقع مجلس الوزراء الخاص بتلقي شكاوى المواطنين.بدورها، كانت شركة المياه والشرب أعلنت أن أزمة انقطاع المياه في فيصل في طريقها إلى الحل. وذكرت في بيان رسمي أن إعادة ضخ المياه سيتم بعد الانتهاء من أعمال الإصلاح في أقرب وقت ممكن، مع توفير سيارات مياه صالحة للشرب، وفي حالة طلبها يرجى الاتصال بالخط الساخن 125 من التليفون الأرضي.

مشاركة :