عودة الحياة الكرويّة

  • 8/17/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عادت كرة القدم تتدحرج وتتغنّج من جديد إلى أكثر ملاعب العالم من خلال مسابقاتها التنافسية المحلية، بعد توقف لالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب الأوراق وتأثيث الأندية الكروية، فعودة الكرة المستديرة، بمثابة عودة الحياة إلى الملاعب وإلى الأنصار وأصحاب الميول والمحايدين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في فوز هذا وخسارة ذاك، ورغم أنّ المنافسة الكروية الأكبر في الدنيا ممثلة في كأس العالم التي أقيمت في روسيا، وكان عريسها منتخب الديوك الفرنسية، هذا المونديال رغم الضعف الذي ظهر به حسب وصف الكثيرين، إلا أنّ خبراء الخبراء لهم رأي آخر، لأنهم يلتقطون أشياء من زوايا مختلفة لا يعرفها المدّعون، ومن يتتأتؤون كلما دار الحديث حول المستديرة المجنونة. نقول بأنّ المونديال الرّوسي جاء وسدّ جزءا من الفراغ الذي تركه توقف منافسات الكرة في المسابقات والدوريات المشهورة، والتي لها نصيب الأسد من المتابعات والاتفاق والاختلاف والزّعيق والفرجة، فهناك نسبة كبيرة من المشاهدين والمتابعين لا يعطون أنفسهم فترة لالتقاط الأنفاس، فما أن تنتهي المسابقات الكروية حتى تجدهم ينتظرون على أحر من الجمر عودة صخبها من جديد، وهكذا دواليك. لا يختلف اثنان على أنّ كرة القدم على وجه التحديد لجنونها قد استقطبت إليها مختلف أطياف البشر من الجاهل الأميّ حتى المفكّر الفيلسوف وما بينهما، ونحن مع النظرية الشعبية التي تقول: كل شيء زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه، ولا نتكلم هنا عمّن يعيش الهوس الكروي، فيفطر ويتغذى ويتعشى وينام ويصحى على الكرة، ولكن يعنينا من ينظر إلى الرياضة بصفة عامة كأسلوب حياة، ومتابعة كرة القدم أو أي لعبة أخرى تستهويه كجزء من هذا الأسلوب، لأنّ الرياضة المعتدلة ممارسة ومتابعة تنعش صاحبها، وتعيد شحن بطاريته كي يقدر على مجابهة تقلبات الحياة، فمنافسات كرة القدم قد بدأت، ونتمنى أن تقضوا معها أحلى الأوقات بعيدا عن أيّ منغّصات.

مشاركة :