«بنك أوف أمريكا» يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى 120 دولارا بفعل عقوبات إيران

  • 8/17/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

توقع "بنك أوف أمريكا ميريل لينش" انخفاض صادرات الخام الإيراني بصورة ملحوظة خلال هذا الشهر الحالي والمقبل، وأن يتراجع معدل التسارع فى الهبوط مع سعي الولايات المتحدة إلى جعل عملاء إيران الحاليين يخفضون واردات النفط الإيراني إلى مستوى "صفر". ووفقًا لتقرير حديث للبنك الأمريكي، فإن إجمالي خفض الصادرات الإيرانية من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار إلى ما فوق 120 دولارا للبرميل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تسببت فى تموز (يوليو) بخفض نحو 500 ألف برميل من النفط الإيراني في السوق. وأشار التقرير إلى تكثيف جهود الإدارة الأمريكية لإقناع أكبر عدد ممكن من البلدان بإسقاط واردات الخام الإيراني على مدار الشهر الماضي والشهور المقبلة، لافتا إلى تقديرات لعديد من المحللين الآن تقول إن هناك مليون برميل يوميا في طريقها للخفض، وهو تقييم أكثر واقعية مقارنة بالتقديرات الأولية البالغة نحو 500 ألف برميل يوميا. وأوضح التقرير أنه بالرغم من أن الحروب التجارية تشكل خطرا رئيسيا على الطلب على النفط إلا أن السوق تظل "أكثر قلقا" بشأن العقوبات المفروضة على إيران، مؤكدا أنه في مقابل كل خفض بنحو مليون برميل يوميا من المعروض العالمي نرى تأثيرا وتحفيزا على نمو سعر خام برنت بنحو 17 دولارا في سعر البرميل. من جانبه، توقع تقرير لشركة "وود ماكينزي" الدولية لاستشارات الطاقة أن تلعب البتروكيماويات دورا أكبر فى تلبية احتياجات المستهلكين من الطاقة على مدى العقدين المقبلين، مشيرا إلى أنه يمكن للبتروكيماويات أن تمثل الجزء الأكبر من نمو الطلب على النفط حتى عام 2035 وستشكل البتروكيماويات "كل النمو تقريبا" بحلول نفس العام، لافتا إلى ارتفاع إنتاج واستهلاك البتروكيماويات بشكل كبير خاصة البلاستيك. إلى ذلك، قال لـ"الاقتصادية"، تورستين أندربو الأمين العام الفخري للاتحاد الدولي للغاز، إن فرض العقوبات الأمريكية مجددا على إيران هو الحدث الأبرز والأكثر تأثيرا وبشكل ممتد على أسواق النفط، لافتا إلى توقع قطاع كبير من المحللين استمرار صعود الأسعار خلال الشهور المتبقية من العام الجاري وعلى امتداد العام المقبل بتأثير من تلك العقوبات. وأضاف أندربو أن العقوبات قد تخصم أكثر من مليون برميل يوميا من المعروض النفطي العالمي ولكن التأثير الحقيقي في السوق يتجاوز ذلك، حيث ستؤدى جهود كبار المنتجين لتعويض هذا النقص إلى استنزاف جزء كبير من الطاقة الاحتياطية للنفط الخام وهو ما يعزز بقوة فرص تسجيل الأسعار لمستويات قياسية فى الارتفاع بما يزيد المخاوف على الطلب. ومن جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية"، أندريه جروس مدير قطاع آسيا الوسطى في شركة "إم إم إيه سي" الألمانية للطاقة، أن الفترة الحالية تشهد توقعات واسعة للمحللين والمضاربين بارتفاع أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية بحلول تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل وهو موعد تطبيق العقوبات على قطاع النفط الخام. وأشار جروس إلى أنه بالرغم من ذلك، لا يستطيع أحد تحديد بدقة عدد البراميل الإيرانية التي ستخرج من السوق خاصة في ضوء تكهنات عن احتمال أن تقدم الولايات المتحدة على منح استثناءات أو فترات سماح لبعض الدول التي تعتمد بشكل رئيسي على الواردات النفطية من إيران. ومن ناحيته، يقول لـ"الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" النمساوية لأبحاث النفط والغاز، إن الطلب على النفط الخام سيتجه إلى مسار صعودي حاد بفعل النمو المتسارع في الاقتصاديات الناشئة، خاصة الصين والهند وزيادة الاعتماد على البتروكيماويات بشكل كبير، مشيرا إلى أن هذا الطلب يجب أن يواكبه استثمارات مكثفة في مشروعات المنبع والمصب لتأمين احتياجات الطاقة المطلوبة في السنوات المقبلة. وأكد كروج أن النفط الخام سيظل يلعب الدور الرئيسي في قطاعات حيوية مثل النقل حتى عام 2030 على أقل تقدير لافتا إلى أنه لا يمكن تحديد موعد لذروة الطلب على النفط ولكن على المدى الطويل قد يتراجع هذا الطلب، خاصة في ظل التوسع المستمر في الاعتماد على السيارة الكهربائية وإحلالها تدريجيا محل السيارة التقليدية. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، عوضت أسواق النفط أمس بعض خسائر الجلسة السابقة بعد أن قالت بكين إنها سترسل وفدا إلى واشنطن لمحاولة حل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، الذي يثير قلق الأسواق العالمية. لكن الرهان في السوق ما زال على انخفاض الأسعار في ظل النزاع والمخاوف من تباطؤ اقتصادي في الأسواق الناشئة. وبحسب "رويترز"، فقد لامست العقود الآجلة لخام برنت عند 71.11 دولار للبرميل مرتفعة 0.35 في المائة بما يعادل 0.5 في المائة عن إغلاقها السابق. وزادت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 15 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 65.17 دولار للبرميل، حيث كبحها بعض الشيء ارتفاع مستويات إنتاج الخام الأمريكي والمخزونات. وفقد كلا الخامين القياسيين أكثر من 2 في المائة في تداولات اليوم السابق، وقال المتعاملون إن الأسواق ارتفعت أمس بفضل أنباء أن وفدا صينيا برئاسة نائب وزير التجارة سيعقد محادثات مع ممثلين أمريكيين بقيادة وكيل وزارة الخزانة للشؤون الدولية في وقت لاحق من آب (أغسطس). وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بأن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة قفزت على غير المتوقع الأسبوع الماضي على الرغم من معدلات تشغيل قياسية مرتفعة لمصافي التكرير، بينما تراجعت مخزونات البنزين وزادت مخزونات نواتج التقطير. وأظهرت بيانات من إدارة المعلومات أن مخزونات الخام التجارية زادت بمقدار 6.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من آب (أغسطس) في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 2.5 مليون برميل. وارتفعت مخزونات الخام في مركز تسليم عقود الخام الأمريكي في كاشينج بولاية أوكلاهوما 1.64 مليون برميل، وأظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة أن استهلاك مصافي التكرير من النفط الخام زاد بمقدار 383 ألف برميل يوميا ليصل إلى 17.98 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى مسجل. وارتفعت معدلات تشغيل مصافي التكرير بمقدار 1.5 نقطة مئوية إلى 98.1 في المائة وهي الأعلى منذ 1999، وأظهرت البيانات أن مخزونات البنزين الأمريكية تراجعت بمقدار 740 ألف برميل الأسبوع الماضي في حين توقع أن محللين شملهم استطلاع كانوا قد توقعوا انخفاضا قدره 583 ألف برميل. وبحسب البيانات، فإن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، زادت بمقدار 3.6 مليون برميل الأسبوع الماضي في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى ارتفاع قدره مليون برميل.

مشاركة :