تدخل بطولة إسبانيا في كرة القدم التي تنطلق اليوم، حقبة جديدة بعد رحيل النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو وأندريس إنيستا، وسط توقعات بتهديد أتلتيكو مدريد لهيمنة العملاقين برشلونة وريال مدريد. وانتقل رونالدو هذا الصيف من الريال إلى يوفنتوس الإيطالي، بينما اختار إنيستا وضع حد لمسيرة امتدت 22 عاما مع النادي الكاتالوني، وانتقل إلى فيسل كوبي الياباني، تاركا شارة قيادة فريقه السابق في عهدة الأرجنتيني ليونيل ميسي. هيمنت كرة القدم الإسبانية على المسرح القاري الموسم الماضي، إذ توج الريال بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة تواليا والثالثة عشرة في تاريخه (رقم قياسي)، بينما أحرز جاره أتلتيكو لقب الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ». رونالدو خسارة للدوري الإسباني وأنيستا أبرز الراحلين عن البرشا والتقى الفريقان على الكأس السوبر الأوروبية ليل الأربعاء، وكان التفوق للنادي الثاني في العاصمة بفوز 4-2 بعد التمديد. إلا أن أمورا عدة تغيرات منذ تتويج الفريقين في مايو الماضي، إذ رحل رونالدو إلى يوفنتوس تاركا خلفه 450 هدفا في سجلات النادي الذي «خسر» أيضا مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، وعين بدلا منه الإسباني جولن لوبيتيغي. في المقابل، توجه انيستا إلى اليابان بعدما أحرز مع برشلونة كل الألقاب الممكنة، في مسيرة بدأها كناشئ قبل 22 عاما. وإذا كان عملاقا الكرة الإسبانية سيطرا على اللقب في المواسم الخمسة الأخيرة، فإنهما لم يظهرا بالمستوى المعهود في الآونة الأخيرة. لوبيتيغي تحت الضغط ويتعين على المدرب الجديد لريال لوبيتيغي الذي أدى اختياره بدلا من زيدان إلى إقالته من تدريب المنتخب الإسباني عشية انطلاق نهائيات كأس العالم، إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة لا سيما في الدوري المحلي حيث لم يحرز فريقه اللقب سوى مرتين في العقد الأخير، في حين لن تكون مهمته سهلة أيضا قاريا حيث يتعين عليه الدفاع عن اللقب في دوري الأبطال. وتلقى لوبيتيغي أول صفعة بسقوطه أمام أتلتيكو مدريد 2-4 في مباراة الكأس السوبر الأوروبية. وأقر المدرب أن فوز أتلتيكو في مباراة الأمس كان «مستحقا»، مشيرا إلى أن فريقه تخطاها والاستعداد «جيدا» للمباراة الأولى في الدوري المحلي عندما يستضيف خيتافي الأحد. وسيكون ريال تحت المجهر هذا الموسم لتبيان قدرته على تعويض غياب رونالدو، لاسيما وأن الفريق لم يعوضه بلاعب من مستوى كبير بعد في فترة الانتقالات الصيفية التي تستمر في إسبانيا حتى آخر أغسطس. واعتبر قائد الفريق سيرخيو راموس أن فريقه يستطيع تخطي التأقلم مع رحيل الدولي البرتغالي بقوله «على مر التاريخ، جاء نجوم ورحل آخرون وبقي ريال مدريد يحرز الألقاب. اتخذ القرار لدخول حقبة جديدة وآمل في أن تسير الأمور بخير بالنسبة إلينا وإليه». ميسي القائد الجديد أما حامل اللقب برشلونة الفائز بالدوري 7 مرات في آخر 10 مواسم، فيدخل أيضا حقبة ما بعد إنيستا، معولا على قائده الجديد ميسي وزميله البرازيلي فيليبي كوتينيو، إضافة إلى لاعبين جدد. وبدأ برشلونة «الموسم» الإسباني بإحراز لقب الكأس السوبر بفوزه على إشبيلية (2-1). وعزز الفريق الكاتالوني صفوفه بلاعبين بارزين كصانع الألعاب البرازيلي أرتور ميلو ومواطنه الجناح مالكولم، بالإضافة إلى قدوم الفرنسي كليمان لانغليه في خط الدفاع ولاعب الوسط التشيلي المخضرم أرتورو فيدال. ويأمل الفريق أن يكون لاعباه كوتينيو والفرنسي عثمان ديمبيلي قد تأقلما مع أجواء الفريق لا سيما بعد انتقالهما إلى صفوفه منتصف الموسم الماضي. وتعهد ميسي قبيل الفوز 3-صفر في المباراة الودية ضد بوكا جونيورز الأرجنتيني على كأس جوان غامبر، بالسعي لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، للمرة الأولى منذ العام 2015. وقال: «هذه السنة أعتقد أن لدينا تشكيلة جديدة تسمح لنا بأن نحلم. اللاعبون الجدد سيساعدوننا لنكون أفضل من قبل (...) الموسم الماضي كان جيدا جدا لأننا أحرزنا لقب الكأس (المحلية) والليغا، الا أن دوري الأبطال لا يزال حسرة في قلبنا لاسيما بسبب الطريقة التي خرجنا بها». وأقصي النادي الكاتالوني من الدور ربع النهائي في الموسم الماضي على يد روما الإيطالي التي تفوق بفارق الأهداف المسجلة خارج أرضه (فاز برشلونة 4-1 ذهابا في إسبانيا، وفاز روما 3-صفر إيابا على ملعبه). أما أتلتيكو مدريد الفائز بالدوري المحلي للمرة الأخيرة العام 2014، فيريد المنافسة بقوة على اللقب المحلي في الموسم الجديد.في المقابل، أظهر أتلتيكو بقيادة مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني، والذي حل ثانيا الموسم الماضي بفارق 14 نقطة عن برشلونة، أنه قادر على المنافسة جديا على اللقب، ونجح أتلتيكو في الاحتفاظ بهدافه الفرنسي أنطوان غريزمان المتوج مع فرنسا بلقب المونديال (سجل أربعة أهداف)، وتاليا بالثنائي الخطر في خط الهجوم الذي يشكله مع الإسباني دييغو كوستا. ولم يتردد الفريق في إنفاق 72 مليون يورو للحصول على خدمات لاعب وسط موناكو ومنتخب فرنسا توما ليمار، في حين احتفظ بكامل خط دفاعه بقيادة الأوروغوياني المخضرم دييغو غودين. ويملك أتلتيكو مدريد حافزا إضافيا في دوري أبطال أوروبا في الموسم الجديد لأن ملعبه واندا متروبوليتانو سيحتضن المباراة النهائية.وبنى سيميوني على مر الأعوام الماضية فريقا صلبا بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين (2014 و2016) وتوج بالدوري الأوروبي في الموسم الماضي وموسم 2011-2012. وتوج الأربعاء بكأس السوبر الأوروبية للمرة الثالثة. وأكد سيميوني بعد الكأس الأوروبية أنه سيبدأ من الخميس «التفكير بانطلاق الليغا، وبموسم يبدو أنه سيكون قاسيا جدا». وكان المدرب الأرجنتيني قد قال في تصريحات سابقة «يتعين علينا أن نطور ما قمنا به الموسم الماضي. بطبيعة الحال، التطلعات عالية ويتعين علينا أن نعمل مع اللاعبين الجدد لنصل إلى الهدف». وإضافة إلى ثلاثي المقدمة، عزز فالنسيا صفوفه بعد عودته للمشاركة في دوري الأبطال الأوروبي، حيث تعاقد مع المهاجمين الفرنسي المخضرم كيفن غاميرو والبلجيكي ميتشي باتشواي. وستنضم بطولة إسبانيا، مثلها مثل فرنسا، هذا الموسم إلى البطولات الأوروبية التي تعتمد تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم «في ايه آر».
مشاركة :