قام طلاب قسم الإعلام في جامعة قطر بعمل دراسة مفصّلة، تناقش مدى ثقة المواطنين والمقيمين في قطر بالإعلام الوطني التقليدي والقنوات الإعلامية الرسمية بدولة قطر ودول الخليج أثناء حصار قطر، ضمن ملف الحصار لمقرر العلاقات العامة والإعلام الجديد، تحت إشراف الدكتورة دلال الدوسري أستاذ الاتصال الاستراتيجي بقسم الإعلام في جامعة قطر.تهدف الدراسة -التي تنفرد «العرب» بنشرها، والتي قام بها كل من الطلاب عبدالعزيز فهد آل ثاني، وطلال علي حسين، وأحمد عبدالحميد العبدالله، ومحمد عبدالله شاهين- إلى عدة أهداف رئيسية، تشمل: التعرف على دور وسائل الإعلام المحلية والرسمية بدولة قطر ودول الخليج العربي في الحصار، والتعرف على دور قناة «تلفزيون قطر»، وقناة «العربية» الإخبارية، في التأثير على الرأي العام بدولة قطر ودول الخليج العربي أثناء فترة الحصار. وأكدت الدراسة أن القنوات الوطنية القطرية اتسمت بالمصداقية في التعاطي مع ملف أزمة الحصار، بينما تعمّدت فضائيات الدول المشاركة فيه -ومنها قناة «العربية» الإخبارية- إلى تبرير سياسات هذه الدول ووصفها بـ «المقاطعة» وليس «الحصار». كما تشمل الدراسة قياس مدى مصداقية قناة «تلفزيون قطر»، وقناة «العربية» الإخبارية، في نقل الأخبار التي يجري بثّها وإذاعتها في فترة الحصار، بالإضافة إلى الكشف عن مدى تأثير القنوات المحلية والرسمية -المتمثلة في قناة «تلفزيون قطر» و«العربية» الإخبارية- في التأثير على الرأي العام العربي في فترة الحصار، فضلاً عن التعرف على مدى ثقة المواطن القطري والمقيم بقطر في القنوات الوطنية والرسمية. أهمية الدراسة وتأتي أهمية هذه الدراسة من كونها تسلّط الضوء على أحد الموضوعات المهمة والفاصلة في مجال الإعلام، خاصة بعد انتشار الكثير من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الإلكتروني، التي أدت إلى وجود تراجع كبير في مستوى مشاهدة القنوات المحلية القطرية وغيرها من القنوات العربية. وتم خلال هذه الدراسة قياس مدى تقبّل وثقة الأفراد في المجتمع القطري للقنوات المحلية المختلفة، وهل ما زالت هذه الثقة قائمة -خاصة في وقت الحصار- أم أنها قد تراجعت. كما تُعنى الدراسة بإظهار مدى تأثير القنوات الوطنية والرسمية بدول الخليج العربي في تشكيل الرأي العام ووجهات النظر المختلفة حول قضية فرض الحصار على دولة قطر. وتعمل الدراسة على فتح مزيد من الآفاق للباحثين في مجال القنوات المحلية، وتأثيراتها في المجتمع، ومدى تقبّل أفراد المجتمع هذه القنوات، فتتناول هذه الدراسة بعضاً من القنوات المحلية التي لها دور في التأثير على الرأي العام. عينة الدراسة تم اختيار عينة الدراسة من بعض الأفراد القطريين وغير القطريين المقيمين في دولة قطر، وذلك بشكل عشوائي، من أجل الحكم على مدى ثقة أفراد العينة في القنوات الوطنية والرسمية بقطر، وغيرها من دول الخليج العربي في فترة الحصار. وقد تكونت عينة الدراسة من 102 فرد من القطريين وغير القطريين العاملين في قطر، ممن تراوحت أعمارهم بين 18 عاماً فما فوق. وقام الطلاب باستخدام الاستبيان باعتباره أداة لجمع المعلومات في هذه الدراسة، كما اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، الذي يتم من خلاله دراسة الظاهرة موضوع الدراسة، ومن ثَمّ العمل على تحليل الآراء والمواقف المختلفة من أجل الوصول إلى الاستنتاجات، واستخدمت كلاً من نظرية تكامل المعلومات، ونظرية الطلقة السحرية. نتائج الدراسة أكدت الدراسة أن وسائل الإعلام تُعتبر من الأدوات الفعالة التي يتم الاعتماد عليها في الوقت الحالي من أجل التأثير على الرأي العام، وكذلك التأثير على اتجاهات الأفراد نحو موضوع من الموضوعات أو قضية من القضايا. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن فترة الحصار التي مرّ بها المجتمع القطري تعدّ من الفترات الصعبة، وقد عملت الكثير من وسائل الإعلام على تناول قضية الحصار من العديد من الزوايا، فحرصت الكثير من القنوات المحلية، وكذلك الفضائية، على تناول هذه القضية من أجل تشكيل الرأي العام حول هذه القضية. كما أوضحت النتائج أن قناة «تلفزيون قطر» كانت من القنوات القطرية التي حرصت على نقل الأخبار المتعلقة بالحصار منذ بداية فرض الحصار على قطر، مشيرة إلى أن برنامج «الحقيقة» من البرامج التي عملت على نقل الكثير من الأخبار بمصداقية وحيادية كبيرة؛ حيث قامت القناة بنقل خطابات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ومضمون هذه الخطابات التي استنكر بها ما قامت به دول الحصار من أفعال غير قانونية وغير أخلاقية، وطلب من خلال هذه الخطابات عدم التكاسل والاتكالية. ولفتت الدراسة إلى حرص قناة «تلفزيون قطر» -كذلك- على عرض جميع التأثيرات التي نتجت عن الحصار، كما عرضت الاتهامات كافة التي نُسبت إلى الشعب القطري، والتي أتت بها دول الحصار من أجل تبرير موقفها. وقد اعتمدت القناة على سياسة عرض الأدلة، من خلال عرض الصور الحية التي تؤكد بطلان هذه الادعاءات. وأشارت النتائج إلى أن قناة «العربية» الإخبارية -التابعة للملكة العربية السعودية- كانت من القنوات التي حرصت على نقل الأخبار حول الحصار، إلا أن هذه القناة قد اتبعت سياسة قائمة على تبرير موقف دول الحصار من حيث فرضها للحصار، وأكدت هذه القناة على أن دولة قطر تكرر مراراً وتكراراً أن ما وقع عليها إنما هو حصار، في حين أن دول الحصار تؤكد على أن ما حدث مع قطر ليس إلا مقاطعة. كما قامت القناة ذاتها بعرض الأخبار التي تشير إلى تأثيرات سلبية كثيرة على دولة قطر، في حين أن هذه الأخبار لم تكن إلا أخباراً باطلة. وأكدت نتائج الاستبيان الذي تم تطبيقه على عينة من الأفراد القطريين والمقيمين في قطر، أن هناك ثقة كبيرة في ما تقوم القنوات المحلية القطرية بتقديمه من معلومات خلال فترة الحصار، وذلك لأن هذه القنوات قد اعتمدت على المصداقية والحيادية، وكذلك النزاهة في عرض الأخبار. في حين أكدت نتائج الاستبيان على عدم وجود الثقة في قنوات دول الحصار التي قامت بعرض القضايا وقت الحصار، وذلك نتيجة تغيّر سياسات هذه القناة قبل الحصار وبعده.;
مشاركة :