معالي الرئيس العام يلقي محاضرة لحجاج إفريقيا بعنوان : ( دور الحرمين الشريفين في وحدة المسلمين وجمع صفوفهم )

  • 8/17/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بحضور صاحب السمو رئيس لجنة الدعوة بإفريقيا الأمير / بندر بن سلمان آل سعود , وضمن المؤتمر العام الثاني لإتحاد علماء إفريقيا , استقبل معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس – حجاج لجنة الدعوة بإفريقيا . ثم ألقى معاليه محاضرة عليهم بعنوان: ( دور الحرمين الشريفين في وحدة المسلمين وجمع صفوفهم ) . حيث بدأ معاليه : بحمد لله والثناء عليه والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. قائلاً: فإنَّ مِنْ فضل الله علينا أن هدانا لخير الأديان، ومَنَّ علينا باتباع الوحي من السنة والقرآن ؛ وليس يخفَى على أُولي النُّهى والألباب، وما شهِدَت به الحضاراتُ عريقةُ الأسباب: أن شريعتنا الإسلامية الغرَّاء غيَّرَت بنور عدلِها ورحمتها قاتِمَ معالمِها، فطمَسَت جورَها و مظالمِها ، وانتزَعت دون شحنائِها وبغضائِها مُرهفَ صوار شمِها، وغرسَت في البريَّة رحماتها ومكارمَها . مبيناً: إنَّ عز الأمة الإسلامية هو في وحدة المسلمين، وجمع صفوفهم، فبهما تنال الأمة مجدها، وتصل إلى مبتغاها، وتعيش حياة آمنة مطمئنة، وتكون الأمة مهابة الجانب، مهيبة الحمى، عزيزة السلطان. ولهذا كان من أهم خصائص هذه الأمة أنها أمة واحدة، قال الله -عز وجل: (وَإِنَّ هَـذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاتَّقُون) المؤمنون:51-موضحاً: أن أكبر المصائب التي ابتليت بها هذه الأمة وفتكت في سواعد قواها، وأطاحت برايات مجدها، الاختلاف والتفرق. مستطرداً : أن الأمة الإسلامية بحاجة ماسة لوحدة المسلمين، وجمع صفوفهم؛ لأن واقع المسلمين اليوم، يشهد شهادة لا ريب فيها، أنهم بحاجة إلى معرفة حكمها، والدعوة إلى تطبيقها، والسعي إلى تحقيقها، والموفق مَنْ وفَّقه الله لإدراك أهميتها، فعمل من أجلها وجاهد في سبيل تحقيقها . ثم ذكر تمهيد موجز عن دور الحرمين الشريفين في وحدة المسلمين وجمع صفوفهم موضحاً ما كان للحرمين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي دور كبير ملموس، وجهد واضح محسوس في وحدة المسلمين وجمع صفوفهم . ثم تطرق إلى :أساليب القرآن والسنة في الدعوة إلى وحدة المسلمين، وجمع صفوفهم , وكيف تنوعت أساليب القرآن والسنة في الدلالة على وجوب الوحدة، فتارة تأمر بالوحدة أمرًا صريحًا ؛ وتارة تأمر بتحصيل أمور لا يمكن أن تحصل إلا بالوحدة؛ قال الله -عز وجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون َ) الحجرات:10، وقال -جل وعلا : ( فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ ) . ثم بين حكم وحدة المسلمين وجمع صفوفهم ذاكراً أهميتها ولولا أن وحدة المسلمين وجمع صفوفهم لها منافع عديدة، وفوائد كثيرة، لم يوجبه الله -عز وجل-، ولهذا فإن وجوب الوحدة بين المسلمين يستدل عليها بالعقل الصحيح مع النقل الصريح الصحيح . وعليه فإننا نقول: إن وجوب تحقيق الوحدة بين المسلمين ثابت بنصوص الكتاب والسنة المتضافرة المتآزرة، وهذا الوجوب ثابت أيضًا بالعقل والنظر الصحيح . وقد تحدث معاليه عن ضوابط وحدة المسلمين، وجمع صفوفهم , بعد بيان وجوب الوحدة بين المسلمين، وأنه لا بد لنا من بيان طبيعة الوحدة التي ندعو إليها، ونكشف الغطاء عن حقيقتها، فنقول: هذه الوحدة لا بد لها من ضوابط وفندها على النحو التالي :- الضابط الأول : لا بد أن تتمحور هذه الوحدة حول كتاب الله –عز وجل- وسنة نبيه -صلى الله عليه . الضابط الثاني : إن السعي من أجل تحقيق الوحدة لا يجوز بحال من الأحوال أن يكون على حساب أصولنا الإسلامية . • دور بلاد الحرمين الشريفين في وحدة المسلمين، وجمع كلمتهم. ثم ختم معاليه بدعوة جميع المسلمين إلى وحدة الصف ونبذ التفرقة والتقسيمات، وتفهّم آداب الخلافات في المسائل الفقهية والشرعية ومواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي أجمع . ذاكراً وجوب مد جسور التواصل بين الأمّة الواحدة فيما يخدم الرسالة السامية للإسلام، والاستفادة من مكتسبات العصر وتقنياته الحديثة في بث رسالة الإسلام السمحة واستغلالها في أوجه الخير . منبهاً الدعاة إلى العناية بالوسطية، وأن يكونوا دعاة حق لتجلية الصورة الحقيقية للإسلام، وعدم الانقياد وراء الاختلافات في المسائل الفقهية والشرعية، التي تقود إلى التفرقة بين صفوف المسلمين . ثم أوضح أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تفتح أبوابها للكل وتهتم بكل المقترحات وحريصة كل الحرص على مد جسور التعاون مع جميع المسلمين في أصقاع الأرض المعمورة بما يخدم الإسلام والمسلمين في كل مكان وفق توجيهات سديدة ورعاية كريمة من لدن ولاة الأمر بهذه البلاد وفقهم الله . ثم كرم معاليه سمو رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا الأمير الدكتور بندر بن سلمان آل سعود بهدية تذكارية ودرع الرئاسة .

مشاركة :