قدرات رونالدو وميسي تفوق {الليغا} الإسبانية والمنافسون عاجزون عن ملاحقة الريـال وبرشلونة

  • 12/23/2014
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

بعد انتهاء 16 جولة من الليغا الإسبانية ودخول بطولة الدوري الإسباني في عطلة للاحتفالات بأعياد الميلاد والعام الجديد، ما زال كل من البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريـال مدريد وهدافه والأرجنتيني ليونيل ميسي ساحر برشلونة هما المسيطران على المشهد من خلال تفوقهما اللافت وسباقهما على التألق الذي بات أكثر حدة عن المنافسة بين فرق الدوري على حسب المراقبون الإسبان. والتساؤل الذي يفرض نفسه في إسبانيا: هل استسلمت الكثير من أندية الدوري (لا ليغا) للاحتكار الذي يمارسه الثنائي رونالدو وميسي؟ وهل ترى هذه الأندية في هذا الاحتكار محنة يتعذر على إسبانيا تجنبها؟ وقد بلغت الأرقام درجة من الضخامة تدفع المرء للتساؤل حول ما إذا كان المدافعون ينظرون الآن إلى هدافي «ريـال مدريد» و«برشلونة» باعتبارهما شخصين من المحرم المساس بهما. وتتسم الإحصاءات المرتبطة باللاعبين بالإثارة. وقد حطمت الأهداف الـ3 التي سددها رونالدو في مرمى «سيلتا فيغو» قبل سفر الفريق إلى المغرب للمشاركة في بطولة العالم للأندية رقما قياسيا جديدا. الآن، أحرز رونالدو 3 أهداف أو أكثر 23 مرة خلال مباريات الدوري الممتاز، مما جعله يتفوق على الـ22 مرة المسجلة باسم كل من ألفريدو دي ستيفانو وتيلمو زارا، اللذين كسر ميسي رقمهما القياسي خلال الدوري الممتاز في بداية ديسمبر (كانون الأول). اللافت أن رونالدو اللاعب رقم 1 عالميا، تبعا لتصنيف «الفيفا» بحصده جائزة الكرة الذهبية الأخيرة، لم يتمكن من هزيمة خصمه في كتالونيا، حيث تمكن ميسي من تجاوز الرقم القياسي الذي أحرزه راؤول في تاريخ دوري أبطال أوروبا، بجانب التفوق على زارا داخل «لا ليغا». وقد خلق ميسي لنفسه مكانة فريدة في تاريخ برشلونة بتسجيله 3 أهداف خلال 4 مباريات، وسينهي عام 2014 وفي سجله 50 هدفا، وهي المرة الرابعة في 5 أعوام ينهي فيها النجم الأرجنتيني العام برصيد 50 هدفا أو أكثر. وحسب إحصاءات برشلونة، فقد أحرز ميسي 258 هدفا خلال «لا ليغا» و29 هدفا في بطولة كأس إسبانيا و75 هدفا في دوري أبطال أوروبا، بجانب هدف واحد ببطولة كأس السوبر الأوروبية، و4 خلال بطولة كأس العالم للأندية و29 خلال مباريات ودية. وعند إمعان النظر في هذه الأرقام نجد أنها تعيد تعريف كرة القدم. ولا شك أن الفترة الكروية الراهنة ذهبية لأولئك الذين يقدرون المهارات الساحرة والكاريزما الرياضية وتحطيم الأرقام القياسية باستمرار حيث بات هناك روتين أسبوعي لحمى الأرقام القياسية التي تصاحب التقارير الرياضية الأسبوعية في إسبانيا، خاصة أن كل هدف يحمل معه السعادة للجماهير. لكن هل وجد كل من رونالدو الذي سينهي عام 2014 وهو في صدارة هدافي الدوري برصيد 25 هدفا، ومنافسه ميسي الذي سجل 15 هدفا في الجولات الـ16 الماضية البطولة بهذه السهولة؟.. المراقبون يرون أن المفترض أن لا يكون إحراز الأهداف بهذه السهولة، وهذه الأرقام تشير لحالة من الاستسلام التام خارج معسكر النجمين الكبيرين، إضافة لتركز المواهب بصورة مكثفة داخل صفوف «ريـال مدريد» و«برشلونة». إن مدرب ناد إسباني صغير قد يقضي أسبوعا كاملا في صياغة استراتيجية دفاعية للتصدي لرونالدو. وحتى إذا نجحت الاستراتيجية، وهو أمر غير محتمل، فإن تحويل الموارد قد يفتح الباب أمام كريم بنزيمة وغاريث بيل وإيساكو وجيمس رودريغيز وغيرهم للتسجيل. والملاحظ أن ميسي، المدعوم حاليا من جانب لويس سواريز، بمقدوره بدء هجمات من مسافات بعيدة للغاية وتغيير أسلوب لعبه حسب مقتضيات الظروف. لذا، فإن المشكلة لا تتعلق ببساطة بمجرد وقف موهبة متدفقة، حيث يبقى انعدام التوازن على صعيد كرة القدم الإسبانية مثيرا للسخرية، حتى مع بذل «أتلتيكو مدريد» لأقصى جهد ممكن لكسر احتكار القطبين الكبيرين. في السباق كان ينظر إلى الفرنسي تيري هنري (في آرسنال) ورونالدو (في (مانشستر يونايتد) وسواريز (في ليفربول) بأنهم لاعبون لا يمكن التصدي لمهاراتهم في الدوري الإنجليزي خاصة من جانب لاعبي الفرق الأصغر. وكثيرا ما تسبب هؤلاء اللاعبون في إذلال خطوط دفاع الفرق الأخرى، لكن مع ذلك، لم تشهد البطولة الإنجليزية هذا السيل الأسبوعي للأهداف، وهذا التبادل في تحطيم الأرقام القياسية بين اثنين من اللاعبين، علاوة على أن القدرة المالية للناديين اللذين ينتميان إليهما جعلت مهمة المدافعين العاديين في الفرق المنافسة شبه مستحيلة. بالطبع يجلب رونالدو وميسي المتعة للجماهير، لكن القائمين على الدوري الإسباني ينظرون بعيون قلقة على مستقبل البطولة التي تقتضي ظهور قوة موازنة في مواجهتهما، حيث الواقع يثبت أن أندية الليغا بعيدا عن الريـال وبرشلونة ما زالت تفتقر إلى مثل هذه القوة. من جهة أخرى اختتم أتلتيكو مدريد حامل اللقب منافسات المرحلة الـ16 للدوري بانتصار كبير على مضيفه اتلتيك بلباو 4 - 1. وبفضل ثلاثية من مهاجمه الفرنسي أنطوان غريزمان. على ملعب «سان ماميس»، دخل أتلتيكو إلى مباراته مع مضيفه الباسكي وهو يبحث عن تناسي الهزيمة التي مني بها في المرحلة السابقة على أرضه أمام فيا ريـال (صفر - 1) وتوديع 2014 بأفضل طريقة ممكنة لكن فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني استهل مهمته بشكل مخيب إذ وجد نفسه متخلفا منذ الدقيقة 17 بهدف سجله ميكيل ريكو مورينو. لكن غريزمان البالغ من العمر 23 عاما والقادم من ماكون بوسط فرنسا سجل هدف التعادل مع بداية الشوط الثاني، ثم تقدم نادي العاصمة من ركلة جزاء انتزعها البرازيلي تياغو ونفذها راؤول غارسيا في الدقيقة 53. ليعود غريزمان ليسجل هدفا مميزا عقب انطلاقة قوية في الدقيقة 73، وأكمل ثلاثيته بتسجيله من مدى قريب قبل 10 دقائق على نهاية زمن اللقاء ليحسم الفوز لفريقه بنتيجة 4 - 1. وكان غريزمان قد احتاج بعض الوقت للتأقلم مع بقية تشكيلة أتلتيكو مدريد إلا أن ثلاثيته الرائعة مثلت دليلا واضحا على أنه بات لاعبا أساسيا ضمن صفوف حامل اللقب هذا الموسم. ويعد غريزمان واحدا من الوجوه الجديدة في أتلتيكو الذين يسعى المدرب دييغو سيميوني لإدماجهم في الفريق الساعي للدفاع عن لقب الدوري الذي فاز به الموسم الماضي لأول مرة خلال 18 عاما. ورفع أتلتيكو رصيده إلى 35 نقطة في المركز الثالث قبل بدء العطلة الشتوية التي ستمتد لأسبوعين، حيث يتراجع بفارق 4 نقاط وراء ريـال مدريد المتصدر والذي يملك مباراة مؤجلة بعد تتويجه بلقب كأس العالم للأندية في المغرب يوم السبت. كما يتراجع أتلتيكو بفارق 3 نقاط خلف برشلونة صاحب المركز الثاني. وأشاد سيميوني بغريزمان عقب اللقاء وقال: «لقد قدم أداء رائعا في الشوط الثاني.. لدينا الكثير من الثقة في مهاراته ونحن بحاجة إليه». وهو ما يوضح السبب في دفع أتلتيكو 4.‏26 مليون يورو (4.‏32 مليون دولار) لضمه من ريـال سوسيداد. وأضاف سيميوني: «ستكون هذه المباراة نقطة انطلاقة مهمة له وستزيد من ثقته بنفسه وقدرته على العمل. عمل بشكل قوي لفترة وعندما سنحت له الفرصة للعب قدم أداء جيدا». وقال غريزمان: «كافة المباريات تمثل حافزا بالنسبة لي ويجب أن أحقق أقصى استفادة من الوقت الذي يمنحني إياه المدرب لأقدم كل ما لدي». وانضم غريزمان إلى سوسيداد وهو في سن 13 عاما. وبعد أن شق طريقه إلى الفريق الأول ساعد أعير لبلباو ليساعده على الصعود إلى دوري الأضواء. وستستأنف منافسات الدوري الإسباني لكرة القدم في الثالث من يناير (كانون الثاني) المقبل، بعد انتهاء عطلة احتفالات أعياد الميلاد والعام الجديد.

مشاركة :