بالأمس كتبت مقالا عن تأخرنا المريع في الجوانب الصناعية والاستثمارية وبينما أنا أجهز لكتابة مقالة اليوم عثرت على معلومات تؤكد أننا نحتل المراكز الأولى عالميا في بعض الأمراض منها السكري والسمنة ويضاف إلى ذلك احتلالنا للمركز الثالث عالميا في قلة الحركة والكسل ولا يسبق في هذه الميزة إلا مالطا والسودان. بينما وصلت نسبة السمنة إلى 40 % تتسبب مضاعفاتها في إحداث 20 ألف حالة وفاة سنويا. وكانت الأخبار قد حملت لنا خبر وفاة الشاب ماجد الدوسري (26 سنة) رحمه الله وألهم ذويه الصبر، إذ كان يعاني من سمنة مفرطة بلغ وزنه 380 كيلو جراما، تلك السمنة تسببت في نشوء عدة أمراض ومشاكل في التنفس والقلب. وفي الأيام الماضية تابعنا حالة نقل الشاب خالد الشاعري، إذ قام فريق من الشؤون الصحية بمشاركة فرق أخرى من الدفاع المدني والهلال الأحمر وآليات عديدة لنقل المريض خالد من منزله لمدينة الرياض لعلاجه من سمنة مفرطة وغير عادية منعته من الحركة بعدما بلغ وزنه 610 كيلو جرامات. وقد غدت السمنة المفرطة في المملكة تمثل خطرا داهما وحقيقيا ولغياب وتضارب المعلومة وتعدد الدراسات فإن نسبة السمنة تضاربت من دراسة إلى أخرى وفق المكان الجغرافي والنوع لكنها انحصرت مابين 30 و40 % وهي نسبة عالية بكل المقايس وإن صدقت الأرقام نكون بحاجة ماسة إلى خطة طوارئ أو إنقاذ للجيل الشاب، إذ تركزت السمنة في الفئات العمرية الصغيرة وعزت تلك الدراسات الأسباب في هذه الزيادة بأنها (نتاج لسلوكيات غير صحية منها قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة اليومية، بالإضافة إلى الغذاء غير الصحي المشبع بالدهون والسكر، كذلك الجلوس فترات طويلة ومشاهدة التلفزيون أو الحاسب الآلي وتناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، وعدم الاهتمام بتناول الفواكه والخضار الطازجة بمعدل 3 - 5 ثمرات يوميا). والسمنة لها مخاطر عديدة قد يكون أهمها ارتفاع معدلات الوفاة وارتفاع تكاليف العلاج أيضا يقابل ذلك تندني الإنتاجية في المجتمع. ونسمع ونلاحظ أن الكثيرين من هؤلاء المرضى يقدم على الدخول في تجارب عديدة من أجل إنقاص الوزن وللأسف تكون معظم تلك التجارب معتمدة على العشوائية ومن غير إشراف طبي. ولعدم توفر ذلك الإشراف نسمع أن الكثيرين أسلموا أجسادهم لعمليات شفط الدهون في عيادات غير متخصصة مما ينتج كثير من الأضرار على المريض. ولا يعرف أذى وخطورة المرض إلا من مر بتلك التجربة وجميعنا يذكر كتاب الصديق تركي الدخيل (ذكريات سمين سابق). ذلك الكتاب الذي روى فيه تركي معاناة (البدناء) بأسلوب ساخر ورشيق، إذ جاء الاهداء هكذا: إلى الميزان.. بأنواعه.. الإلكتروني منه، وذي المؤشر الأحمر! أيها الصامد أمام أوزان البشر.. يا من تتحمل البدين منهم والنحيف.. يا من تصبر على ثقل دمهم قبل ثقل أجسادهم.. إلى الذي طالما أبكاني وأفرحني.. يا من أحسن رسم البسمة على محياي.. يا من انتزع مني تكشيرة، أو غرسها في وجهي.. إليه وقد أصبح جزءا لا يتجزأ من يومي، ويوم الملايين من البشر.. شكرا لك على تحملي يوم كان ينوء بحملي العصبة أولي القوة.. هكذا كانت فرحة التخلص من السمنة عند تركي الدخيل والرائع والجميل أننا جميعا نعلم ونعرف حقيقة أن السمان يمتلكون (دم شربات) لكن خطر السمنة بحاجة إلى ميزان وزارة الصحة لأن تعدل كفة المجتمع قبل أن يتحول أطفالنا إلى مرضى لا يقدرون على الحركة بينما ضحكاتهم تملأ أسماعنا.!!. Abdookhal2@yahoo.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :