لاحظت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الجيش الصيني وسّع عملياته التي تشمل استخدام قاذفات قنابل، مرجّحة تنفيذها تدريبات لتنفيذ ضربات تطاول أهدافاً للولايات المتحدة وحلفائها في المحيط الهادئ. ويوضح التقرير السنوي الذي أصدرته الوزارة، وعرضته على الكونغرس، تنامي القوة العسكرية والاقتصادية والديبلوماسية للصين، وكيف تستغلّ ذلك من أجل امتلاك نفوذ دولي والتأسيس لهيمنة إقليمية. وكان البنتاغون أدرج مطلع السنة مواجهة بكين، إلى جانب موسكو، في قلب استراتيجية جديدة للدفاع الوطني. وتعرّضت العلاقات العسكرية بين بكين وواشنطن لاختبارات في الشهور الماضية، إذ سحب البنتاغون في أيار (مايو) الماضي دعوة وجّهها إلى الصين للمشاركة في تدريبات بحرية تشارك فيها دول أخرى. لكن جيمس ماتيس بات في حزيران (يونيو) الماضي، أول وزير دفاع أميركي يزور بكين منذ عام 2014. وفي آب (أغسطس) 2017، حلّقت 6 قاذفات صينية فوق مضيق مياكو جنوب شرقي الجزر اليابانية، ثم اتجهت شرقاً للمرة الأولى، لتحلّق شرق أوكيناوا حيث يتمركز 47 ألف جندي أميركي. وتنفذ الصين برنامجاً يمتد لعقود، لتحديث قواتها المسلحة التي كانت متخلّفة، وحدّد قادتها العسكريون هدفاً يتمثل في امتلاك جيش على مستوى عالمي، بحلول العام 2050. وأمر الرئيس الصيني شي جينبينغ العام الماضي الجيش بتعزيز جهوده، معتبراً أن بلاده تحتاج جيشاً يكون جاهزاً لـ «القتال والفوز» في الحروب. وأثارت هذه الدعوة قلق دول مجاورة للصين، لا سيّما تلك التي تخوض نزاعات حدودية معها. وعندما أصدر البنتاغون تقريره السنوي العام الماضي، اعتبرته بكين «غير مسؤول»، إذ تكهنّ بأنها ستوسّع وجودها العسكري دولياً، عبر تشييد قواعد خارجية، في بلدان مثل باكستان. وفي تقريره الصادر الخميس، يجدد البنتاغون تأكيده أن الصين ستسعى إلى تشييد قواعد جديدة، في دول مثل باكستان. كما رجّح إعداد «الجيش الصيني خطة طوارئ من أجل توحيد تايوان والصين بالقوة»، لافتاً إلى أنه «يرفض أو يمنع أو يؤخر تدخل أي طرف ثالث باسم تايوان». وتابع: «إذا اضطرت الولايات المتحدة إلى التدخل، ستحاول الصين تأخير تدخل فاعل والسعي إلى تحقيق نصر في حرب مكثفة جداً ومحدودة ووجيزة». وأضاف التقرير أن بكين «واصلت تشييد بنى تحتية في ثلاثة مواقع متقدّمة» في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وأنزلت هذا العام قاذفات على جزر وشعاب في البحر. ورجّح تجاوز موازنتها الدفاعية 190 بليون دولار عام 2017، وأن تتجاوز 240 بليوناً عام 2028. ولفت البنتاغون الى أن «الجيش الصيني يواصل تعزيز قدراته العسكرية في الفضاء، على رغم موقفه المعلن المناهض لعسكرة الفضاء». وتابع: «في السنوات الثلاث الماضية، وسّع الجيش الصيني بسرعة مناطق عمليات القاذفات فوق المياه مكتسباً خبرة في مناطق بحرية حساسة، ومتدرباً على الأرجح على ضرب قوات أميركية وقوات حليفة لها، وقواعد عسكرية في غرب المحيط الهادئ، بينها غوام». واستدرك أنه لم تتضح الرسالة التي تسعى بكين إلى توجيهها، بتنفيذها هذه الطلعات، «سوى مع إظهار تحسّن قدراتها».
مشاركة :