مستشار الحريري: مبادرة العودة الروسية تتطلب تمويلاً وضمانات

  • 8/18/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر مستشار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري لشؤون النازحين نديم المنلا أن «روسيا متمسكة بمبادرتها لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم وتقوم بعملية مسح للأضرار في الداخل السوري تمهيداً للعودة، إلا أن عودة اللاجئين بأعداد كبيرة لن تتأمن ما لم يتوافر التمويل الدولي والضمانات الأمنية». ولفت المنلا في حديث إلى «المركزية» إلى أن لقاء مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بحث هاتين المسألتين، وأن بوغدانوف كشف أنه بعد تبلغ بلاده من الأميركيين أنهم غير مستعدين لتمويل العودة، بدأت موسكو العمل الجدّي للبحث عن مسار تمويل بديلة من الصين والدول العربية وغيرها من البلدان المتعاونة، وتتطلع إلى اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين، لافتاً إلى أن «موسكو تعمل على الفصل بين العودة وإعادة الإعمار، نظراً إلى الكلفة المنخفضة للأولى مقابل كلفة باهظة للثانية، والعمل جار على تأمين الضمانات السياسية والأمنية اللازمة التي لا تزال غير كافية إلى الآن». وعن موقف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ​بأنّها «لا تسهل عودة النازحين إلى سورية إلى أن تصبح الظروف ناضجة لذلك»، قال المنلا: «المفوضية كانت ممثلة في اجتماع سوتشي الأخير، وهناك تنسيق بينها وبين الروس في شأن آلية ومستلزمات وضمانات العودة، ولكن الأمور لا تحصل بكبسة زر، خصوصاً في ظل شد الحبال الأميركي- الروسي، فأميركا تعتبر أن أي تطبيع مع النظام يجب أن يأخذ طريقه بعد تسوية سياسية، وذلك ضمن إطار الكباش السياسي الحاصل على الأرض السورية، والأمر سيان بالنسبة إلى الأوروبيين الذين يطالبون بمعطيات ملموسة في شأن المسار السياسي». واعتبر المنلا أن «روسيا كانت متفائلة بعض الشيء بالفترة الزمنية التي طرحتها، (عودة 900 ألف نازح من لبنان خلال سنة أي ما يعادل 3000 نازح يومياً)، واعتقدت أن أوروبا يمكن أن تكون أكثر تساهلاً، ولكن الواقع مخالف لذلك والأمور تتطلب بعض الوقت لتنضج في شكل كامل». وعن مصير اللجنة المطلوب من لبنان تشكيلها للتنسيق مع الجانب الروسي، قال: «اللجنة عبارة عن فريق لوجستي- أمني- تقني، ولبنان كلف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم هذه المهمة، وستتشكل اللجنة من الأمن العام والجيش اللبناني من دون وجود ممثلين سياسيين أو إداريين فيها، وعندما تنطلق عملية العودة في شكل جدي ستتوسع اللجنة حكماً، وسيصار إلى تشكيل لجان متفرعة لمواكبة وتيرة العمل، ولكن الآن الأمور محصورة في شكل أساس باللواء إبراهيم». واستبعد المنلا توقع «نتائج إضافية في ملف العودة من الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل لموسكو غداً الأحد». وقال: «لا خلاف حول هذا الموضوع، ونرحب بكل من يستطيع أن يحرز تقدماً في الملف»، مشيراً إلى أن «زيارة شعبان مقررة مسبقاً في إطار جهود الحريري المتواصلة لمواكبة المبادرة الروسية ولا علاقة لها بزيارة باسيل». ورأى وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال ​غازي زعيتر أن «هناك حاجة اليوم للاتصال بالجانب السوري من أجل تسهيل فتح طريق معبر نصيب الحدودي السوري مع الأردن أمام اللبنانيين». وأعلن أنه سيزور سورية لحضور ​معرض دمشق الدولي​ وأرسل «برقية إلى ​رئاسة الحكومة​ اللبنانية ووزارة الخارجية لأخذ العلم والموافقة». النزوح بين الراعي و اللواء ابراهيم دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد لقائه المدير العام للأمن العام​ ​اللواء عباس ابراهيم،​ إلى «وضع آلية عملية تطبق في شكل سريع لتأمين عودة ​النازحين السوريين​ الى بلادهم، ليعيشوا بكرامة في أرضهم ووطنهم الأصيل وللتخفيف من ثقل العبء الذي يرزح تحته ​لبنان​ نتيجة تداعيات هذا ​النزوح​«. وشدد على «ضرورة الإسراع في ​تشكيل الحكومة​ لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تضرب لبنان، والتي باتت تشكل تهديداً واقعياً للمواطنين فيه على المستويات كافة». وأثنى الراعي على عمل اللواء إبراهيم، متمنياً له «التوفيق في كل المهمات الوطنية التي تسند إليه»، ومنوهاً بعمل جهاز الأمن العام بكل مكوناته «نظراً إلى الجهود التي يبذلها في الحفاظ على استقرار البلد وأمنه».

مشاركة :