سينما عيد الأضحى تراهن على التشويق للحصول على موسم ناجح

  • 8/18/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

يأتي موسم عيد الأضحى السينمائي هذا العام مختلفا عن السنوات السابقة، في محاولة جديدة لإنعاش صناعة السينما ومساعدتها لوقف التراجع الذي يعتريها، وتقدم أفلام الموسم أنماطا جديدة عن الأعمال المصرية التي قدمت من قبل، بعد أن غابت الوجوه السينمائية المعتادة، وغيّر الكثير من المنتجين دفة أعمالهم من الطابع الكوميدي إلى نوعية أخرى تميل إلى زيادة جرعات التشويق والإثارة. القاهرة- يحمل الموسم السينمائي المنتظر خلال عيد الأضحى بعد أيام قليلة، دلالات عديدة على تغيرات في طبيعة السينما المصرية المهددة بفقدان عرشها، بعد أن انخفضت الإيرادات وغاب عنها العديد من المنتجين والممثلين والكُتاب، وتقدم الصفوف فريق آخر لديه رؤية وأفكار وتطلعات مختلفة. ربّ ضارة نافعة عكست الأفلام المعلن عن عرضها تغيرا كبيرا في نوعية الأعمال المقدمة، على مستوى الأبطال ومضمون العمل ذاته، وبدا من الواضح حدوث تراجع في الأعمال الكوميدية أمام أفلام التشويق والإثارة، واختفاء مجموعة من النجوم اعتادوا المشاركة في المواسم السينمائية. تأكد غياب الكثير من نجوم الصف الأول خلال الموسم السينمائي لعيد الأضحى، وتعثروا في أعمالهم بسبب صعوبة التحضيرات، ما يعكس التخبط في الإنتاج وتواري كُتاب السينما الذين يجيدون الكتابة الكوميدية وبرعوا فيها أثناء السنوات الماضية. ويرى البعض من النقاد أن السلبية التي أحاطت بصناعة السينما مؤخرا ينطبق عليها المثل القائل “رب ضارة نافعة”، فمن الممكن أن تفرز جيلا جديدا وتقدم وجوها أكثر موهبة، وتعيد اكتشاف فنانين وفنانات جرى حصرهم في أدوار معينة. ويعتقد هؤلاء أن غياب النجوم الكبار يصبّ في مصلحة ظهور جيل ظلت أدواره محصورة في شريحة الصف الثاني، ومنهم من غابوا عن السينما سنوات طويلة، وفقدوا جمهورهم السينمائي. مع أن الموسم السينمائي لعيد الأضحى يبدو أفضل نسبيا من موسم عيد الفطر، من ناحية عدد الأفلام أو جودة الأعمال، لكنها ما زالت تعكس الأزمة المادية الكبيرة التي تواجهها السينما وفي مقدمة الممثلين العائدين إلى السينما، الفنان يوسف الشريف الذي تألق في تقديم أعمال غلفها طابع الغموض والإثارة، ويعود إلى جمهوره من خلال فيلم “بني آدم”، ويواصل من خلال مشروعه الجديد تقديم تركيبة شديدة الخصوصية تمزج بين الحركة والغموض والتشويق مع نفس فريق عمله المعتاد، وأبرزهم السيناريست عمرو سمير عاطف والمخرج أحمد نادر جلال. ويأتي فيلم “بني آدم” بعد غياب تسع سنوات منذ تقديم الشريف فيلمه “العالمي”، ولم يحقق النجاح المرجو في حينه، لكنه يراهن على النجاح هذه المرة، معتقدا أن الفكرة يمكن أن تلعب دورا مهما في لفت انتباه قطاع كبير من الجمهور، اشتاق إلى رؤيته في عمل سينمائي يعزّز به جدارته الفنية. ورغم السرية التي تحيط بأحداث فيلم “بني آدم” الذي يدور في قالب بوليسي، إلاّ أن الحالة المزاجية التي كوّنها الشريف مع الشباب تجعله مرشحا بقوة ليكون الحصان الرابح لموسم عيد الأضحى في مصر. ويعود الثنائي الكاتب الروائي أحمد مراد والمخرج مروان حامد في ثالث تجاربهما السينمائية معا بتقديم فيلم “تراب الماس”، ويلعب بطولته الفنان آسر يس ومنة شلبي وإياد نصار وماجد الكدواني، والعمل مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم، تدور أحداثها حول مندوب لشركة عقاقير طبية ترتبط حياته بجريمة غامضة يكتشف خلالها العديد من الأسرار. ويقدم صناع فيلم الرعب “122” تجربة فريدة وجديدة على السينما المصرية بتقنية 4D التي تمنح فرصة معايشة أكبر مع المؤثرات الخاصة بالفيلم، ويقوم العمل على التشويق والإثارة من خلال إعلانه الدعائي الذي حقق رواجا كبيرا قبل طرح الفيلم. ويستأنف به الفنان طارق لطفي نشاطه على الساحة السينمائية بعد غياب تسع سنوات منذ تقديمه لفيلم “أزمة شرف”، وهو التحدي الذي يخوضه لطفي الذي يضع بصمته في أول بطولة مطلقة له في السينما، وقد يدشن بها كنجم ينافس أحمد عز وأحمد السقا. منافسة شرسة اختفاء نجوم السينما المعتادين وانخفاض الأعمال الكوميدية أمام "الأكشن" يشيان بتحولات جديدة في موسم عيد الأضحى اختفاء نجوم السينما المعتادين وانخفاض الأعمال الكوميدية أمام "الأكشن" يشيان بتحولات جديدة في موسم عيد الأضحى من بين الأفلام المشاركة في هذا الموسم “الديزل” للفنان محمد رمضان وياسمين صبري، وتأليف أمين جمال ومحمود حمدان وإخراج كريم السبكي، وتدور أحداثه حول ممثل تتعرض خطيبته للقتل ويقرر الانتقام لها، ورغم الجماهيرية الكبيرة التي يتمتع بها رمضان، إلاّ أن أفلامه الأخيرة مثل “جواب اعتقال” و”آخر ديك في مصر” لم تحقق النجاح المتوقع. ورغم محاولات محمد رمضان في أفلامه الأخيرة التمرد على شخصية البلطجي والعشوائي، إلاّ أن الجمهور لم يبد حماسا تجاهه لاعتياده القالب الذي قدمه الفنان لسنوات، وحقّق به أعلى الإيرادات في السينما المصرية. ويزداد مأزق محمد رمضان هذه المرة بصورة أكبر بسبب الهجوم الضاري الذي تعرض له عقب طرحه أغنيتين، “نمبر وان” و”أنا الملك”، وطالهما نقدا كبيرا وهجوما لاذعا، لأن الأغاني كشفت عن نرجسية متجذرة وغرور متعمد من جانب رمضان لم يقبله الكثير من محبيه. وينضم محمد رجب إلى قائمة نجوم الصف الثاني الباحثين عن مكان لأنفسهم في الموسم السينمائي، ويشارك رجب بفيلم “بيكيا”، من تأليف محمد سمير مبروك وإخراج محمد حمدي، وتدور أحداثه حول باحث أكاديمي في الأدوية المعالجة للسرطان والإيدز، يتعرض لمحاولات خطف من قبل إحدى المنظمات الدولية. وينافس محمد رجب، الفنان عمرو عبدالجليل بفيلمه “سوق الجمعة”، من تأليف محمد عادل سلطان وقصة محمد الطحاوي وإخراج سامح عبدالعزيز، لأن الفيلمين يتناول كل منهما الواقع الشعبي على طريقته، وتشارك في بطولته ريهام عبدالغفور ودلال عبدالعزيز ويستعرض حياة المواطنين الفقراء الذين يترددون على هذا السوق كل أسبوع. وتبقى الأفلام الكوميدية هذا الموسم محصورة بين الفنانين تامر حسني وأحمد فهمي، وهما يمتلكان مرتبة متباينة في المنافسة الجماهيرية على الصعيد السينمائي، لكن ربما يكون تامر صاحب فرصة أوفر مع طرح ألبوم جديد له منذ أيام، نال استحسان قطاع كبير من الجمهور. الثنائي الكاتب الروائي أحمد مراد والمخرج مروان حامد يعود في ثالث تجاربهما السينمائية معا بتقديم فيلم "تراب الماس" ويشارك تامر حسني بفيلم “البدلة” مع الممثل الكوميدي أكرم حسني الشهير بشخصية “أبوحفيظة” والفنانة أمينة خليل، وتدور أحداثه حول شخص يتنكر في زي ضابط شرطة ما يسبب له أزمة ومفارقات، والفيلم كتبه أيمن بهجت قمر وأخرجه ماندو العدل. أما أحمد فهمي، المنفصل عن الثنائي الشهير هشام ماجد وشيكو، يبدو أمام منافسة صعبة تجعله تحت الأنظار بصورة أكبر وسط مقارنات حتمية بين أعماله وشريكيه السابقين هشام وشيكو اللذين قدما فيلم “قلب أمه” في موسم أفلام عيد الفطر الماضي. ويحمل فيلم فهمي عنوان “الكويسيين”، ويشاركه البطولة حسين فهمي وشيرين رضا وأسماء أبواليزيد، وهو من تأليف أيمن وتار وإخراج أحمد الجندي، وتدور أحداثه حول عائلة تحمل لقب “الكويس” تجمع بين أفرادها مجموعة من المواقف الكوميدية. ومع أن الموسم السينمائي لعيد الأضحى يبدو أفضل نسبيا من موسم عيد الفطر، من ناحية عدد الأفلام أو جودة الأعمال، لكنها ما زالت تعكس الأزمة المادية الكبيرة التي تواجهها السينما والتي أجبرت العديد من النجوم الكبار الذين اعتادوا البروز بأفلامهم في تلك الأوقات، مثل أحمد السقا وأحمد حلمي وأحمد عز ومحمد سعد، على ترك الساحة لوجوه جديدة قد تحقق ما يتمناه المنتجون، ومحاولة استعادة السينما لجزء من عرشها.

مشاركة :