أثار قبول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة وزيرة الخارجية النمسوية كارين كنايسل لحضور حفلة زفافها اليوم، ردود فعل شاجبة في البلاد التي تتولى الرئاسة الدولية للاتحاد الأوروبي. وتساءل زعيم الحزب الاشتراكي المعارض أندرياس شيدر: «كيف يمكن الرئاسة النمسوية للاتحاد أن تؤدي دور وسيط نزيه تدّعيه (بين موسكو ودول الاتحاد)، إذا كانت وزيرة الخارجية والمستشار اختارا معسكرهما بوضوح؟». ووصفت النائب الأوروبية عن الحزب الاشتراكي إيفلين ريغر، الأمر بأنه «استفزاز ومعيب» لصورة النمسا. ودعا حزب الخضر المعارض إلى استقالة الوزيرة، معتبراً أن «بوتين هو الخصم اللدود للاتحاد الأوروبي في السياسة الخارجية». في المقابل، أكدت وزارة الخارجية النمسوية أن زيارة بوتين لا تغير شيئاً في «موقف النمسا في السياسة الخارجية». لكن صحيفة «كرونين تسايتونغ» أوردت أن بوتين «لا يأتي لأنه صديق لوزيرة الخارجية، بل لحسابات سياسية» هدفها إضعاف الاتحاد. معلوم أن كنايسل خبيرة في لغات الشرق الأوسط، واختارها حزب «الحرية» اليميني المتطرف المقرّبة منه لمنصب وزيرة الخارجية، عندما انضمّ إلى تحالف مع «المحافظين» بزعامة المستشار النمسوي سيباستيان كورتز السنة الماضية، وتتزوج اليوم رجل الأعمال فولفغانغ ميلنغر. وفي خطوة نادرة، أكد الكرملين قبول بوتين الدعوة إلى حفلة الزفاف، مستدركاً أن للزيارة طابعاً «شخصياً»، قبل أن تعيد وزارة الخارجية النمسوية تصنيفها بأنها «زيارة عمل». وذكر يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية، أن الوزيرة النمسوية دعت بوتين الى حضور حفلة زفافها أثناء زيارته الأخيرة لفيينا. وفي العادة يتكتم بوتين على نشاطاته الشخصية، ونادراً ما يظهر في مناسبات عامة مع قادة أجانب. وكان آخر ظهور علني له مع زعيم أجنبي قبل 4 سنوات، مع رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلوسكوني، بحكم صداقة تجمعهما. وكانت كييف اعترضت على عقد حزب «الحرية» النمسوي عام 2016 اتفاق تعاون مع حزب «روسيا الموحدة» بزعامة بوتين، ورأت أن هذا التطور يعني أن النمسا لم تعد جزءاً من عملية «مينسك» لإقرار السلام في أوكرانيا. كما أيّد اليمين المتطرف النمسوي ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم، وإلغاء عقوبات اقتصادية مفروضة عليها، نتيجة النزاع الأوكراني.
مشاركة :