أعرب مسؤولون في واشنطن عن مخاوفهم لاحتمال موافقة الرئيس دونالد ترامب على اقتراح استبدال جنود أمريكيين في أفغانستان، بمرتزقة من عناصر الشركة العسكرية الأمريكية الخاصة "بلاك ووتر". وذكرت قناة "إن. بي. سي" الأمريكية نقلا عن مسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأمريكية، أن الرئيس يشعر بخيبة أمل لغياب أي تقدم ملحوظ في تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان. ولم يستبعد المسؤولون أن ذلك قد يدفع بترامب لقبول الاقتراح الذي تقدم به صاحب "بلاك ووتر" أريك برينس، والذي يدعو فيه لنشر نحو 5.5 ألف عنصر من الشركة المدعومين بـ90 طائرة حربية خاصة في أفغانستان، ليحلوا محل وحدات الجيش الأمريكي. وفي حديث لشبكة "إن. بي. سي"، قال نرينس إنه يعتقد أن مستشاري ترامب الذين يعارضون خطته، يرسمون للرئيس "صورة وردية بقدر ما يستطيعون" عن الوضع على الأرض، ويدعون أن "السلام بات قاب قوسين أو أدنى" مع الجهود الأمريكية الأخيرة من أجل إجراء محادثات السلام مع طالبان، والتي وصفها أنها مبالغ في تقدير أهميتها. وحسب المقترح، فإن مرتزقة "بلاك ووتر" ببعض الدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وقوات العمليات الخاصة للبنتاغون، سيتحملون عبء مساعدة الجيش الأفغاني في محاربة الإرهابيين، وأن كل هذه الوحدات ستخضع للمندوب الأمريكي في أفغانستان، الذي سيقدم تقارير دورية مباشرة للرئيس الأمريكي حول أدائهم. ووفقا للقناة، فإن ترامب يأخذ فكرة برينس على محمل الجد، كونها تقلص من تعرض الجنود الأمريكيين للخطر وتخفض النفقات الحربية، حيث يؤكد برينس أن خطته ستوفر أكثر من 50 مليار دولار للخزانة الأمريكية. ونفى المسؤولون أن يكون مقترح برينس قد طرح للبحث رسميا في مجلس الأمن القومي أو البنتاغون، لكنهم أكدوا أن الكثير من أعضاء مجلس الأمن عارضوا تلك الخطة، كما أعرب كل من وزيري الدفاع جيمس ماتيس، والخارجية مايك بومبيو عن معارضتهما لها، مشيرين إلى أن الأضرار المحتملة الناجمة عنها ستزيد بكثير عن قيمة الأموال التي قد يتم توفيرها. لكن المسؤولين لا يستبعدون أن يضغط ترامب من أجل بحث وتبني هذه الخطة في حال استمرار تعثر الاستراتيجية الأمريكية الحالية في أفغانستان. بدوره، قال برينس الذي يعتبر من أنصار ترامب القدامى وتبرع بنحو 250 ألف دولار لحملته الانتخابية، إنه لن يلتقي الرئيس شخصيا لإطلاعه على مبادرته، لكنه يعتزم إطلاق حملة دعائية واسعة النطاق في وسائل الإعلام لترويج خطته بهدف استمالة ترامب إلى جانبه. ويثير استخدام الشركات العسكرية الخاصة في مناطق النزاعات المسلحة جدلا واسعا، وخاصة بعد مقتل 17 مدنيا عراقيا على أيدي عناصر من "بلاك ووتر" في حادث إطلاق للنار في بغداد سبتمبر 2007. وحسب بعض التقديرات، يتواجد حاليا في أفغانستان نحو 15 ألفا من العسكريين الأمريكيين، إضافة إلى نحو 7.5 ألف جندي من دول حلف الناتو ودول أخرى. المصدر: وكالات
مشاركة :