توفي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان، عن عمر يناهز 80 عاماً، بعد فترة قصيرة من إصابته بالمرض، بحسب ما أعلنت المؤسسة التي تحمل اسمه أمس السبت. وبحسب وكالة الأنباء السويسرية، توفي عنان، في مستشفى في الكانتون الناطق بالألمانية في سويسرا.وكوفي عنان أول أمين عام للمنظمة الدولية من إفريقيا. وقاد الأمم المتحدة خلال فترة حرب العراق، التي اتسمت باضطراب كبير، واتهامات بالفساد في فضيحة «النفط مقابل الغذاء»، لكن لجنة التحقيق برأت ساحته من أي مخالفة.وعقب إعلان الوفاة، توالت البرقيات من مختلف قادة العالم، للإشادة بالأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الحائز جائزة نوبل.وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، عن ألمه للنبأ الحزين ووصف عنان بأنه «قوة محركة للخير». وأضاف: «لقد كان كوفي عنان، بطرق كثيرة، الأمم المتحدة. لقد ارتقى في المراتب لقيادة المنظمة إلى الألفية الجديدة، باعتزاز وتصميم لا يضاهى. مثل كثيرين، كنت أعتز به صديقي ومعلمي».وعبر المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين عن بالغ حزنه، وقال إن «كوفي كان مثالاً للإنسانية والكرامة والنبل. وفي عالم مملوء الآن بقادة ليسوا من ذلك في شيء، تصبح خسارتنا وخسارة العالم أكثر إيلاماً». وأضاف أن عنان «كان صديقاً للآلاف وقائداً للملايين. هناك أناس لا بديل منهم، بشر قل مثيلهم. كوفي عنان بين الأرفع شأناً من بينهم. وداعاً يا صديقي العزيز... وداعاً كوفي».وأعلن رئيس غانا نانا اكوفو ادو، الحداد لأسبوع وتنكيس الأعلام الوطنية في غانا، والبعثات الدبلوماسية في الخارج تكريماً «لأحد مواطنينا الأعظم شأناً».وقال إنه «أعلى من شأن بلدنا من خلال ذلك المنصب، ومن خلال سلوكه على الساحة الدولية. كان مؤمناً متحمساً بقدرة أبناء وبنات غانا، على رسم مسارهم على طريق التقدم والازدهار».وكتبت سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة نيكي هايلي، على تويتر: «كوفي عنان كرّس حياته لجعل العالم مكاناً أكثر أماناً بتعاطفه وتفانيه في العمل». وتابعت: «عمل من دون كلل لتوحيدنا، ولم يستسلم مطلقاً في الدفاع عن كرامة كل شخص».بدوره أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أن عنان «جسّد مهمة الأمم المتحدة بشكل قل نظيره». وتابع أوباما: «نزاهته وعزيمته وتفاؤله وحسّه بإنسانيتنا المشتركة، لطالما طبعت تواصله» مع المجتمع الدولي. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، إن «التكريم الأمثل الذي نقدمه لكوفي عنان، هو الحفاظ على إرثه وروحه متقدين. لقد كرس حياته من أجل عالم ينعم بمزيد من السلام والوحدة. كافح من أجل إنهاء المعاناة والظلم عبر العالم، وساعد في إعادة بناء الجسور، حيث دُمرت».وقال الرئيس فلاديمير بوتين، إنه يشعر بأنه «محظوظ»؛ لأنه كان على معرفة شخصية بكوفي عنان، عندما كان على رأس الأمم المتحدة. وقال: «لقد أعجبت بكل صراحة بحكمته وشجاعته وقدرته على اتخاذ قرارات مستنيرة، حتى في الظروف الأكثر تعقيداً وحرجاً. ستظل ذكراه حية إلى الأبد في قلوب أبناء روسيا». وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على تويتر: «لن ننسى هدوءه ونهجه الحازم، ولا روح القتال القوية التي تحلى بها».وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، على تويتر: «الأمم المتحدة والعالم فقدا أحد عمالقتهما. لا ينبغي أبداً أن ننظر إلى تعاطفه على أنه ضعف. لقد أظهر عنان أن الإنسان يمكن أن يكون إنسانياً عظيماً وقائداً قوياً في الوقت نفسه».وأشادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على تويتر، ب«القائد والإصلاحي الكبير الذي عرفته الأمم المتحدة، لقد كانت له مساهمة فذة في جعل العالم الذي غادره مكاناً أفضل من الذي ولد فيه».وقال رئيس كينيا السابق مواي كيباكي، إن عنان «سيذكر على أنه توسط من أجل إعادة السلام إلى كينيا»، وحيا قائد المعارضة رايلا أودينغا، ما «أصبح يعرف باسم عقيدة عنان التي أوضح فيها أن الحاجة إلى احترام السيادة لا يمكن أن تستخدمها الحكومات ستاراً لترهيب سكانها، وأن للمجتمع الدولي الحق في التدخل».كما حيا الرئيس سيريل رامافوزا، في عنان «قائداً فذاً ودبلوماسياً استثنائياً»، عمل على «إعلاء شأن القضايا الإفريقية في أجندة الأمم المتحدة»، و«رفع راية السلام خفاقة» في مختلف أنحاء العالم. (أ ف ب)
مشاركة :