أنهت السعودية استعداداتها لموسم الحج وخدمة حجاج بيت الله الحرام، الذين اكتمل وصولهم من خارج وداخل المملكة، استعداداً للصعود إلى منى اليوم الأحد، لقضاء يوم التروية، ومن ثم التوجه إلى عرفة غداً الاثنين، للوقوف بها وأداء ركن الحج الأعظم.ويتوافد ضيوف الرحمن اليوم الأحد (الثامن من شهر ذي الحجة)، إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، مُحرمين على اختلاف نسكهم، متمتعين وقارنين ومفردين. واقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، يستحب التوجه إلى منى قبل الزوال؛ أي قبل الظهر، فيصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً للصلاة الرباعية، وبدون جمع، ولا فرق في ذلك بين أهل مكة المكرمة وغيرهم. والسنة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية، وعندما يصلي فجر التاسع من ذي الحجة، ينتظر حتى طلوع الشمس فيتجه صوب عرفات بهدوء وسكينة، ملبّياً ومكبراً وذاكراً لله تعالى.أعدت الحكومة السعودية منظومة متكاملة من الخدمات والإمكانات، التي عملت عليها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج، حتى يتمكن الحجاج من أداء مناسكهم وشعائرهم بكل يسر وسهولة، وفي جو مفعم بالأمن والإيمان.وأعدت قيادة أمن الحج، خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى، ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان، وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج، من مكة المكرمة إلى منى، إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى، وجندت جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن، لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى.وحظرت قيادة أمن الحج دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر، وأتاحت الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات، وشركات النقل، لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر.ورفعت الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج، بمكة المكرمة، جاهزيتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام، حيث تقدم وزارة الصحة جميع الخدمات الصحية، خلال هذه الأيام المباركة، وفق منظومة متكاملة تشمل الخدمات الوقائية والإسعافية والعلاجية المتطورة، وتدعيم جميع منشآتها بقوى عاملة إشرافية وطبية وفنية، من ذوي الكفاءات العالية والمتميزة.وخصصت هيئة الهلال الأحمر السعودي 127 مركزاً إسعافياً دائماً ومؤقتاً، و361 سيارة إسعاف، و20 دراجة، وأكثر من 1861 شخصاً للفرق الإسعافية والقوى العاملة في نطاقات مكة المكرمة والمشاعر، لتقديم الخدمات الإسعافية والطبية لكافة ضيوف الرحمن.وتوزعت المراكز الإسعافية الدائمة والمؤقتة، في نطاق مكة ومشعر منى، ومشعر عرفات والمزدلفة، فضلاً عن نطاق الإسناد، حيث تضم مكة 22 مركزاً إسعافياً دائماً، و15 مركزاً إسعافياً مؤقتاً، مدعوماً ب 87 سيارة إسعاف مجهزة، و653 شخصاً من الفرق الإسعافية والقوى العاملة.وتوزعت النقاط والمواقع الإسعافية في الحرم، بمركز باب السلام، ومركز الشبيكة، ومركز القشاشية، ومركز التوسعة السعودية الثالثة، ومركز باب الملك عبدالعزيز الأرضي، ومركز باب الملك فهد الأرضي.وتقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بتشغيل وصيانة جميع الأجهزة والأنظمة الفنية، من الإنارة والتكييف والتهوية، وأنظمة الصوت والتحكم والكاميرات، وأجهزة الاتصال والسلالم الكهربائية والمباني، واستعداد المكتبات في الحرمين الشريفين للباحثين وطلاب العلم من قاصدي الحرمين الشريفين.كما ستتم الاستفادة من التوسعة السعودية الثالثة (التوسعة الشمالية)، بكامل طاقتها الاستيعابية، حيث ستكون جميعها مصليات واستغلال الساحات المحيطة حول الحرمين بنسبة 100 في المئة. وأعلنت قيادات قوات أمن الحج، جاهزيتها لتحقيق أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، خلال الموسم ليتمكن ضيوف الرحمن من أداء الفريضة في أجواء إيمانية كاملة، محفوفة بالأمن والأمان والراحة والاستقرار، حيث تتكامل جميع الخطط الأمنية والمرورية والتنظيمية للموسم.وتقوم القيادة العامة لطيران الأمن العام، بمساندة جميع الأجهزة الأمنية والقطاعات الحكومية المختلفة، حيث تتمركز المرحلة الأولى من الخطة في المواقع المحددة لها في مكة المكرمة، قادمة من قواعدها المختلفة لتقوم بتنفيذ المهام المسندة لها، ومن أبرزها مراقبة الحالة الأمنية والحركة المرورية، وتقديم الدعم الأمني واللوجستي للقطاعات الأمنية والخدمات الإنسانية، ورصد الحجاج غير النظاميين.وتعمل الرئاسة على الترجمة الفورية لخطب الجمعة في الحرمين الشريفين، إلى 10 لغات، لتصل الرسالة السامية لهذا الدين لمختلف الحجاج بلغاتهم المتنوعة، وإطلاق البرامج والمسابقات العلمية والحوافز التشجيعية لضيوف الرحمن، ومقرأة الحرمين للقرآن الكريم، ومقرأة الحديث النبوي الشريف، واستفادة رواد الحرمين منهما.وهيأت الرئاسة جميع الأبواب والسلالم خلال موسم الحج، والبالغ عددها 210 أبواب بالمسجد الحرام، و28 سلّماً كهربائياً بالمسجد الحرام.وحشدت الوزارة إمكاناتها البشرية والآلية، لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم في بيئة آمنة وصحية، من خلال توظيف أكثر من 26 ألف فرد، و 717 آلية، لتنفيذ خطة النظافة العامة بمكة المكرمة والمشاعر، إضافة إلى فرق ميدانية متخصصة لرقابة 33069 منشأة غذائية صحياً في مكة المكرمة. (وام)
مشاركة :