حزن ووعود في وداع ضحايا انهيار الجسر في جنوى

  • 8/19/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ودعت إيطاليا السبت ضحايا حادث انهيار الجسر في جنازة وطنية في جنوى قاطعتها نصف عائلات الضحايا، فيما وعدت الشركة المشغّلة للجسر بتقديم نصف مليار يورو لمساعدة الضحايا وإعادة بناء الجسر.وارتفعت حصيلة الكارثة إلى أربعين قتيلا تم التثبت من هوياتهم مع وفاة جريح روماني والعثور على جثة عامل من جنوى بين الأنقاض، إضافة إلى ثلاث قتلى محتملين هم زوجان من تورينو وابنتهما البالغة من العمر تسع سنوات، عثر على سيارتهم عند الفجر وقد سحقتها كتلة من الأسمنت سقطت عليها.ولم يعد هناك مفقودون تم الإبلاغ عنهم للسلطات، لكن فرق الإطفاء أكدت أنها ستواصل عمليات البحث وسط ركام الأسمنت والحديد.وأقيم قداس كاثوليكي استغرق ما يزيد على ساعة في القاعة الكبرى من مركز المعارض في جنوى، بحضور كبار مسئولي الدولة والآلاف من سكان هذه المدينة الساحلية الواقعة في شمال إيطاليا.وصفق الحضور طويلا عند تلاوة أسماء القتلى الـ38 الذين كان تم التعرف إليهم في ذلك الحين، وذكر آخر الضحايا الذين لم يتم التعرف عليهم بعد.ونكست الأعلام في جميع أنحاء إيطاليا وستطفأ أضواء العديد من النصب من بينها الكوليسيوم في روما في المساء.وعند بدء مباريات الدوري الإيطالي لكرة القدم التي تنطلق السبت، لزم اللاعبون الذين وضعوا عصبات سوداء على أذرعهم دقيقة صمت. وأرجئت مباريات فريقي المدينة "جنوى" و"سمبدوريا" وقدم لاعبو الناديين وقادتهما معا لحضور الجنازة.وأحاطت العائلات بالنعوش الـ19 المصفوفة في القاعة تعلوها باقات زهور ضخمة، ويتقدمها النعش الأبيض الصغير للطفل سامويلي (8 سنوات) الذي قتل مع والديه فيما كانت العائلة متوجهة للصعود في عبارة إلى سردينيا لقضاء عطلة.وقال نونزيو أنغوني وهو من سكان المنطقة دخل القاعة من الباب المخصص لأقارب الضحايا "خسرت صديقا، لكنني جئت من أجل كل الضحايا".وخلال المراسم، أدى إمام صلاة الغائب عن نفس ألبانيين مسلمين قضيا في الحادث.وحضر جميع المسئولين الكبار في الدولة وكذلك مدراء "أوتوسترادي بير ليطاليا" المشغلة للجسر.وقال الرئيس سيرجيو ماتاريلا متحدثا عبر التليفزيون في ختام الجنازة "إنها مأساة غير مقبولة" متعهدا مرة جديدة إجراء "تحقيقات سريعة وصارمة تقود إلى إدانات".غير أن عددا من عائلات الضحايا رفضت المشاركة في المراسم وفضل بعضها إقامة جنازات خاصة صغيرة في مدنها، فيما أعلن البعض الآخر بوضوح مقاطعة الجنازة الوطنية.وردد والد أحد أربعة شبان من توري ديل غريكو قرب نابولي قضوا في الكارثة "ابني تعرض للقتل"، مشيرا عبر جميع الإذاعات إلى مسئولية الدولة.وقال رئيس أساقفة نابولي كريتشنزيو سيبي في تأبينه للشبان الأربعة خلال جنازتهم التي جرت الجمعة كما للعديد من الضحايا الآخرين في أنحاء إيطاليا "لا يجوز أن يموت الواحد جراء الإهمال وسوء الإداة وقلة المسئولية والسطحية والبيروقراطية".وسعى رئيس أساقفة جنوى أنجيلو بانياسكو لمواساة عائلات الضحايا فقال "جنوى لا تستسلم. روح شعبها تضج في هذه الأيام بألف فكرة وألف إحساس، لكنها ستبقى صامدة".وتصدرت صور الضحايا وسيرهم الصحف الإيطالية، وبينهم بطل سابق في مباريات الدراجات النارية، وطبيب وممرضة كانا على وشك الزواج، وشبان فرنسيون قدموا لقضاء بعطلة، وثلاثة تشيليين استقروا في إيطاليا، وسائق شاحنات من نابولي كان عائدا بعد تسليم حمولة في فرنسا، وزوجان عائدان من شهر عسل.نصف مليار يور في مواجهة مشاعر الحزن والغضب هاجمت الحكومة شركة "أوتوسترادي بير ليطاليا"، وعائلة بينيتون التي تملكها، وعدم كفاءة الحكومات السابقة، ولو أن حزب الرابطة كان على الدوام حليفا لسيلفيو برلوسكوني في الحكم، وكذلك الاتحاد الأوروبي.وبعث وزير البنى التحتية برسالة رسمية الجمعة إلى شركة "أوتوسترادي" لإلغاء الامتياز الذي تحظى به على الجزء المعني من الجسر، مع إمهال الشركة 15 يوما للرد.وفي مؤتمر صحفي عقدوه عصرا في جنوى، لم يشأ قادة الشركة التعليق على هذا القرار، لكنهم وعدوا بـ"نصف مليار يورو تكون متوافرة منذ الإثنين" لمساعدة المدينة والضحايا.ويشمل هذا المبلغ "ملايين اليوروات" لأقرباء الضحايا، فضلا عن صندوق بـ"عشرات ملايين اليوروات" تديره جنوى ويخصص لإيجاد مساكن جديدة للسكان الذين هدمت منازلهم.كما يتضمن هذا الصندوق مشروعا لهدم ما تبقى من الجسر وإعادة بناء جسر آخر من الفولاذ "خلال ثمانية أشهر" اعتبارا من تاريخ الحصول على الضوء الأخضر من السلطات.كما تعهد رؤساء الشركة مساعدة القضاء على إلقاء الضوء كاملا على أسباب الحادث، في وقت ليس لديهم أي فرضية لكيفية وقوع الكارثة.وقال رئيس الشركة جيوفاني كاستيلوتشي "كان جسرا خاصا للغاية، لكنه كان يعتبر آمنا بنظر جميع الذين كشفوا عليه. حصل شيء ما، ويعود للقضاء أن يحدد ما هو".

مشاركة :