قوافل الحجاج تتدفق على مشعر منى لقضاء أيام التروية

  • 8/19/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يتدفق جموع حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة غداً (الأحد)، على مشعر منى، لقضاء يوم التروية فيها، رافعين أصواتهم بالتلبية: «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، متجهين إلى الله قلباً وقالباً، تلهج ألسنتهم على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الخالق. فيما بدأت طلائع حجاج بيت الله الحرام في الوصول إلى المشعر منذ ظهر اليوم (السبت). منى مشعر له مكانة تاريخية ودينية، ففيه رمى نبي الله إبراهيم (عليه السلام) الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ونزلت فيه سورة «النصر» أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم. ويقع المشعر بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، على بُعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، ويقع داخل حدود الحرم، وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، وتبلغ مساحته في حدوده الشرعية 16.8 كيلومتر مربع. ولا يُسكَن المشعر إلا خلال أيام الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن مزدلفة وادي محسر. وتؤوي منى سنوياً ما يزيد عن مليونين من الحجاج، فضلاً عن غيرهم من العاملين ومقدمي الخدمات، وذلك ابتداءً من يوم التروية حتى نهاية أيام التشريق في 13 ذي الحجة، عدا يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة)، بمجموع خمسة أيام للمتأخر، أو أربعة أيام للمتعجل. وتعرف منى بأنها موضع أداء شعائر الحج ومبيت الحجاج في يومي التروية وعيد الأضحى وأيام التشريق، إذ أن فيها موقع رمي الجمرات التي تتم بين شروق وغروب الشمس في تلك الأيام، ويُذبح فيها الهدي. وأعدت قيادة أمن الحج خطة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى منى، ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة في جميع الطرق التي يسلكوها من مكة، إضافة إلى تنظيم حركة المشاة. وجندت القيادة جميع الطاقات الآلية والبشرية لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى، لتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام القوافل وتوفير الأمن والسلامة لهم. وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل، لإيصال الحجاج من المشاعر المقدسة وإليها. وتتم رحلة الحجاج في مرحلتها الأولى صباح غد بالتصعيد من مكة المكرمة إلى منى وسط أجواء روحانية، وسط خدمات وبنى تحتية، وأبرزها شبكة الطرق السريعة، بما تحويه من أنفاق وجسور وقطارات. وتسهم القطاعات العسكرية والأمنية في تعزيز جهود رجال المرور، بتنظيم حركة التصعيد، وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ في أمنهم وسلامتهم. ورصدت «الحياة» في منى تكامل الخدمات والتسهيلات المقدمة إلى ضيوف الرحمن، إذ أقيمت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية، ومراكز الاتصالات التي تربط الحاج في أهله وذويه في مختلف أنحاء العالم عبر الاتصالات الهاتفية والجوال والمكاتب البريدية، وكذلك تتوافر الخدمات التموينية والصحية والإرشادية على مختلف الطرق المؤدية إلى منى، إضافة إلى جميع المرافق والخدمات وفق ما هو مخطط له في مشعر منى، ومنها عشرات المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية التي تقدمها كل من الحرس الوطني، والقوات المسلحة، وقوى الأمن الداخلي، والهلال الأحمر السعودي، وكذلك المستوصفات والمراكز الصحية ومراكز ضربات الشمس والإرهاق الحراري. وتسهم وسائل النقل الحديثة المزودة في توفير الراحة للحجاج، فضلاً عن سلامة المعلومات الإرشادية وتعاون الجهات المعنية كافة في تقديمها إلى الحجاج، بما يحقق راحته وخدمته على الوجه المطلوب، ويسرت الطرق المخصصة للمشاة بعد توسعتها وتغطيتها وتظليلها لحمايتهم من أشعة الشمس، وكذلك الأنفاق المخصصة لهم.

مشاركة :