تونس أ ف ب تعهد الرئيس التونسي المنتخب الباجي قائد السبسي بضمان عدم رجوع الاستبداد إلى تونس وبالحفاظ على حرية الصحافة الوليدة في البلاد التي تأمل استكمال مسارها نحو ديمقراطية كاملة. وأشادت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات التونسية، أمس، بعملية الاقتراع التي جرت الأحد وبـ «الهيئة العليا المستقلة للانتخابات» التي نظمتها. وقالت البعثة في بيان «تونس تنتخب رئيسها لأول مرة خلال انتخابات شفافة وذات مصداقية وتختتم طوراً انتخابياً مطابقاً للمعايير الانتخابية». وفاز قائد السبسي (88 عاماً) مؤسس ورئيس حزب «نداء تونس» المعارض للإسلاميين، بالدورة الثانية للانتخابات على منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي (69 عاماً). وفي أول تصريح له إثر إعلان فوزه بالانتخابات، قال قائد السبسي في مقابلة بثها التليفزيون الرسمي في ساعة متأخرة الإثنين «لا رجوع إلى هذا (الاستبداد) هذا لن يعود، بل أنا مع طيِّ صفحة الماضي تماماً». وتولى الباجي قائد السبسي عدة وزارات مهمة كالداخلية والدفاع والخارجية في عهد بورقيبة. كما تولى رئاسة البرلمان بين 1990 و1991 في عهد بن علي. وتعهد قائد السبسي في مقابلته مع التليفزيون التونسي بالحفاظ على حرية الصحافة التي قال إنها «مكسب من مكاسب الثورة ولا رجوع عنها». كما تعهد بعدم رفع أي قضية ضد أي صحافي قائلاً «هذا عندي فيه التزام كتابي». وقال السبسي للتليفزيون التونسي «عندي توصية للصحافيين بأن يكونوا حرفيين، يعني الصحافة حرة لكن لا (يجب أن) تسمح لنفسها بكل شيء، هناك ضوابط، نحن نحترم الصحافة التي تحترم نفسها». ونفى قائد السبسي عن نفسه اتهامات بأنه كان جزءاً من منظومة الاستبداد في عهديْ بورقيبة وبن علي. وقال «خرجت من الحكم عندما كنت في أوج المسؤولية، كنت سفيراً في باريس واستقلت لأني مع التمشِّي (النهج) الديمقراطي. وقد طردت من حزبي (الحزب الحاكم في عهد بورقيبة) لأني قدَّمت جملة تقول إن الحزب الذي لا يطبق الديمقراطية داخل صفوفه ليس له مصداقية إذا ادعى أنه سوف يطبقها في مستوى البلاد». وأضاف قائد السبسي أنه عمل رئيساً للبرلمان «لمدة سنة واحدة في عهد زين العابدين بن علي ثم غادر (منصبه) عن طيب خاطر بسبب إخلال بن علي بتعهد مكتوب بإحلال الديمقراطية نشره يوم وصوله إلى الحكم في 7 نوفمبر 1987». وأضاف قائد السبسي أن «هياكل» حزبه الذي يملك أكثرية المقاعد في البرلمان (86 مقعداً من إجمالي 217) سوف تجتمع «خلال يومين» لبحث تشكيل الحكومة الجديدة. وقال قائد السبسي إن رئيس الحكومة المنتظرة «لا يمكن أن يكون وزيراً من وزراء بن علي السابقين» كما ذهبت إليه، في وقت سابق، وسائل إعلام محلية. وأضاف أنه سوف يستقيل من رئاسة حزب نداء تونس لكنه «لا ينسحب» من الحزب.
مشاركة :