اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أنّ الانقلاب العسكري الذي أسقط حكومة محمد مصدق الوطنية عام 1953، كان مكرا أمريكيا وبريطانيا لإدخال إيران في عتمة الدكتاتورية. وخلال كلمة ألقاها في الاجتماع المفتوح لمجلس الشورى، قال لاریجاني: إنّ الانقلاب العسكري الذي أسقط الحكومة الوطنية في 19 أغسطس 1953 كان مكرا لعبت فيه أمريكا وبريطانيا دورا مصيريا وحاسما، وكان الهدف منه الإطاحة بحكومة محمد مصدق الوطنية، لإدخال إيران في عتمة دكتاتورية استمرت لعقود. وأضاف أنّ هاتين الدولتين عندما قامتا بهذا العمل الإجرامي واللاإنساني، تذرعتا بوجود محاولات شيوعية للسيطرة على إيران من قبل الاتحاد السوفيتي. وعزا لاریجاني انتصار هذا الانقلاب العسكري على الحكومة الوطنية إلى عدم تواجد الشعب في الساحة، والأهم من ذلك وقف عمل البرلمان، ما أتاح الفرصة لواشنطن ولندن في النجاح بتنفيذ هذا الانقلاب والإمساك بزمام الأمور في البلاد. وأشار السياسي الإيراني البارز في كلمته إلى الحظر الأمريكي المفروض اليوم ضد الشعب الإيراني وقال: إنّ الأمريكيين ينادون بالحرية وحقوق الإنسان والأمن العالمي والإقليمي بكل وقاحة، حتى وهم يفرضون حظرا اقتصاديا على الدول. وتوجه لمسؤولي البيت الأبيض قائلا: إنكم بفعلتكم تلك التي قمتم من خلالها بإسقاط حكومة وطنية في 19 أغسطس 1953، واستبدلتموها بحكومة دكتاتورية تابعة لكم، كيف تسمحون لأنفسكم بالحديث عن حرية الشعب الإيراني، والحديث عن الأمن الإقليمي والعالمي في حين أنكم أنتم من أوجد الجماعات الإرهابية في المنطقة ومدّها بالسلاح. ورأى لاريجاني أن الهدف الأمريكي من فرض الحظر الاقتصادي يتمثل في السيطرة الاقتصادية على الدول، مذكّرا بأنّ هذا الحظر الاقتصادي كشف الهدف الأمريكي الرامي إلى إشاعة الخوف من إيران لنهب ثروات بعض الدول التي للأسف بضعفها وهشاشتها الفكرية وتبعيتها وفرّت الأرضية الخصبة لهذا النهب والابتزاز الأمريكيين. وختم بالقول: الأمريكيون يتصورون أن العالم اليوم غافل عن الأحداث كما كان سابقا، في حين أن الإعلام خلق اليوم لدى الناس وعيا ثقافيا وزوّدهم بما يكفي من المعلومات بحيث لا يمكن تغيير توجّه الرأي العام عبر مناورات إعلامية حمقاء وماكرة. المصدر: وكالة إرنا الإيرانية
مشاركة :