ثَبَتَ في مرويات السنة المهطرة، أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الوقوف بوادي عرنة في يوم عرفة؛ لأنه جغرافيا ليس من صعيد عرفات، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ، وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ، وَشِعَابُ مِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ». ويحذر النهي النبوي الحجيج من أن من وقف منهم في وادي عرنة فلا حج له، على اعتبار أن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم للحج، فأين يقع وادي عرنة؟ وما حدوده التي يشترك بها مع صعيد عرفة؟ توضح "ويكيبيديا" أن وادي عرنة هو أحد أودية مكة المكرمة, وهو من الأودية الكبيرة حيث يخترق أرض وادي المغمس، فيمر بطرف عرفة من جهة الغرب عند مسجد نمرة، ثم يجتمع مع وادي نعمان. ويمر وادي عرنة جنوب مكة على حدود الحرم، ويتجه غرباً حتى يفيض في البحر جنوب مدينة جدة على قرابة 30 كيلومترا منها، ويعتبر وادي عرنة من الأودية الفحول ذات السيول الجارفة أما الزراعة فيه فهي قليلة. ويقع بالقرب من وادي عرنة مسجد نمرة وهو من أهم المعالم في مشعر عرفات، وبه يصلي عشرات الآلاف من ضيوف الرحمن صلاتي الظهر والعصر في يوم عرفة جمعاً وقصراً اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم. وبني المسجد في الموضع الذي خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع في أول عهد الخلافة العباسية، في منتصف القرن الثاني الهجري، وهو يقع إلى الغرب من المشعر وجزء من غرب المسجد في وادي عرنة.
مشاركة :