نقلت صحيفة واشنطن بوست عن ثلاثة من المسؤولين البارزين في الإدارة الأمريكية قولهم أمس إن قرار الرئيس باراك أوباما بالحصول على موافقة الكونغرس على توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، قد أحدث إرباكا شديدا بين صفوف مساعديه في فريق الأمن القومي، إذ لم يكن أحد يتوقعه ولا على علم به. وأوضحت البوست أن المسؤولين، الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم، ذكروا أن أوباما كان أبلغ بعض كبار مستشاريه،خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، نهاية الأسبوع الماضي، أنه يميل إلى فكرة توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولكنه لم يتخذ القرار النهائي بهذا الشأن، علما أن مساعديه نصحوه بعدم السعي للحصول على موافقة الكونجرس على ذلك. غير أن أوباما، عندما جمع كبار مستشاريه ليل الجمعة الماضي لإبلاغهم بأنه اتخذ القرار بالقيام بعملية عسكرية محدودة ضد سوريا، أبلغهم أيضا بقرار أثار استغرابهم وهو أنه سيطلب من الكونجرس الموافقة المسبقة على العملية. وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الثلاثة شددوا على أن الرئيس الأمريكي بدل رأيه، دون أن يطلب منه ذلك أي من أعضاء الكونجرس البارزين. كما امتنعوا عن التكهن بما قد يفعله أوباما إذا رفض الكونجرس الموافقة على استخدام القوة. من جهتها، ذكرت صحيفة لوس أنجلس تايمز أن الإدارة الأمريكية تبدو واثقة من قدرتها على إقناع الكونجرس بالموافقة على قرار ضرب سوريا، في الوقت الذي يرى المراقبون أن هذا الانطباع الرسمي لاينطبق على أرض الواقع حيث إن أعضاء الكونجرس يتحدثون عن تزايد الصعوبات أمام الإدارة «لتسويق» هذا التوجه، خصوصا إذا صدر تقرير الأمم المتحدة وجاء مناقضا لما أعلنته الإدارة في مناسبات مختلفة. وعلى صعيد آخر قالت صحيفة غارديان إن أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، طلب من مفتشي الأسلحة الكيماوية أمس الإسراع في تحقيقاتهم، بسبب "النتائج المرعبة" التي خلفها الهجوم الكيماوي على مناطق الغوطة الدمشقية. وذكرت الغارديان أن إرادة بان كي مون في تسريع هذه العملية قد تكون انعكاسا لرغبته في تحسين موقع المنظمة الدولية حيث من المتوقع أن يبقى الموضوع السوري على رأس لائحة أولويات قمة الـ20 التي ستنعقد الخميس في روسيا على مدى يومين.
مشاركة :