الجراثيم المعوية... هل تُسبِّب أمراضاً في القلب؟

  • 8/20/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ورد في بعض الأبحاث أن الجراثيم في الأمعاء قد تُسبب أمراضاً في القلب. كيف يمكن أن تكون هذه المعلومة صحيحة؟ من الطبيعي أن يشكك كثيرون بهذه المعلومة. طوال قرنين تقريباً، كنا نعرف أن كل إنسان يحمل ميكروبات متنوعة (جراثيم، وفيروسات، وكائنات دقيقة أخرى) على جسمه وفي داخله. لكن لطالما اعتبرنا تلك الكائنات استغلالية، بمعنى أنها تستفيد من دفء الجسم ومغذياته من دون أن تؤثر في صحتنا. لكن في آخر 10 سنوات، طرحت الأبحاث مفاجأتين كبيرتين. يحمل كل ميكروب جيناته الخاصة. تعلقت المفاجأة الأولى باحتواء الميكروبات التي تعيش على جسمنا أو في داخله على جينات خاصة تفوق الجينات البشرية بأكثر من مئة مرة. تُسمّى تلك الجينات جماعياً «البيئة الميكروبية». يقضي عمل كل جينة بتصنيع بروتين محدد. تعلقت المفاجأة الكبرى الثانية باكتشافٍ مفاده أن عدداً كبيراً من البروتينات التي تُصنّعها البيئة الميكروبية في أجسامنا يشبه البروتينات التي تنتجها جيناتنا. تصل تلك البروتينات التي تنتجها البيئة الميكروبية إلى مجرى الدم وتتنقل في أنحاء الجسم وتنعكس على صحتنا. بعبارة أخرى، يسهل أن نتخيّل فجأةً أن الجراثيم (أو الميكروبات الأخرى) التي تعيش في أمعائنا قد تؤثر في أعضاء أخرى من جسمنا، بما في ذلك القلب. عوامل الخطر في المقام الأول، يبدو أن الجراثيم المعوية قد تؤثر في عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب. على سبيل المثال، تؤثر البيئة الميكروبية في الأمعاء على الأرجح باحتمال البدانة أو الإصابة بالنوع الثاني من السكري. حتى أنها تنعكس على مستويات الكولسترول السيئ في الدم وعلى ضغط الدم. لذا يبقى البدينون ومرضى السكري والمصابون بارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل الكولسترول السيئ أكثر عرضة لأمراض القلب. كذلك، تؤثر الجراثيم في أمعائنا مباشرةً في الصفائح المتصلّبة في شرايين القلب: إنه أبرز سبب لأمراض القلب. يقع معظم النوبات القلبية حين تتمزق صفيحة من الشرايين المتصلّبة، ما يؤدي إلى نشوء جلطة وتضيّق الشريان وإعاقة تدفق الدم وضمور جزء من عضلة القلب. تزيد البيئة الميكروبية المعوية ميل الصفائح إلى التمزق وتُضعِف قدرة الشريان على التوسع وترفع احتمال تجلّط الدم: إنه خليط غير صحي بأي شكل. لذا قد تكون الجراثيم المعوية على الأرجح جزءاً من عوامل الخطر المُسببة لأمراض القلب. لكن لا يزال فهمنا لهذا الرابط غير كافٍ لابتكار علاجات تحمينا من أمراض القلب ومن المستبعد أن تتطور هذه المعارف قريباً. لكن لما كان تأثير البيئة الميكروبية في الصحة عميقاً، فيمكن أن تتّسم العلاجات المستقبلية المبنية على هذه البيئة بفاعلية كبرى.

مشاركة :