عمال النظافة يهزمون محترفي التسول في الإشارات

  • 12/24/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أشياء كثيرة تميز مكة المكرمة عن بقية المدن.. لكن في الجانب الآخر امتازت المدينة عن غيرها بكثافة المتسولين في كافة المواسم، فالمتسولون يستغلون طبيعة ام القرى وسماحة اهلها وزائريها وحجاجها ومعتمريها في ممارسة مهنتهم في استعطاف الناس ومضايقتهم فازدحمت شوارعها بكافة المتسولين من كل الاجناس حيث فرضوا تواجدهم المستمر على مدار الساعة في الميادين والمواقع العامة الأمر الذي حرك عدة تساؤلات عن كيفية تواجدهم وحضورهم المنتظم ومن يقف وراء تشغيلهم وتوزيعهم صباحا ومساء. سوار ومعصم تاريخ ظاهرة التسول ارتبط بمكة المكرمة ارتباط السوار بالمعصم فإشارات المرور والميادين تعج بالجنسيات الأفريقية والآسيوية والعربية ممن أتقنوا أساليب وفن الاستجداء وتحريك عاطفة المحسنين بشتى الوسائل.. أما بالعاهات الخلقية أو باستخدام أطفال دون سن المدرسة تظهر عليهم علامات البؤس والشقاء. ودخل عمال النظافة طرفا في السباق المحموم بالتظاهر بالفقر والحاجة والجوع والزعم بأن رواتبهم المتأخرة لا تكفي حاجتهم فتتحرك بذلك عواطف العابرين. هذه الظواهر تستوقف سكان مكة المكرمة وزوارها واتفقوا على رفضها واستهجانها.. ورصدت «عكاظ» بالقلم والعدسة مواقع وتجمعات الشحاذين. مجموعة من المتسولات تجمعن في ميدان شارع عبدالله عريف في تقاطع أم القرى الذي يعد من أهم ميادين العاصمة المقدسة وأكثرها كثافة حيث تتزاحم فيه مظاهر التسول خصوصا للقادمين من جدة حيث تستقبلهم جماعات التسول الافريقية.. مشهد يومي امراة تردف طفلها خلف ظهرها لتحاول استعطاف المارة والمركبات في الاشارات الضوئية لحين اشتعال اللون الاخضر ثم تعيد الكرة والرجوع عند بداية الاشارة وبداية جولة جديدة وفي الأثناء تحاول المتسولة جمع اكبر قدر من الريالات وسط غياب واضح لفرق المكافحة. في موقع اخر عند إشارة شارع الضيافة تقاطع طريق الحمراء يتوزع عمال النظافة على أطراف الرصيف يتحسسون بنظراتهم كافة السيارات المتوقفة عند الإشارة للكشف عمن يتوسمون فيه العاطفة وحب الخير ليظفروا بما تجود به ايادي الخيرين.. هؤلاء العمال تركوا مهامهم في التنظيف وتفرغوا لتنظيف جيوب البسطاء بعدما تركوا تلال النفايات تغرق الحاويات ومحيطها. خاص للعاهات إشارة تقاطع شارع الحج على طريق المدينة المنورة مخصصة لذوي العاهات من الرجال والنساء والاطفال، ولا تكاد تخلو من أصحاب الاعتلالات النفسية بصورة تعين للأذهان مهارة الترتيب والنظام الدقيق للمتسولين في التوزيع والتقسيم ورسم الادوار. ويقول المواطن حبيب السلمي (30 عاما) أشعر بالاسف وأنا أشاهد عشرات المتسولين يتحركون بين السيارات يستعطفون الحجاج وكأنك أمام محفل يومي يجتمع فيه أصحاب العاهات المختلفة والظروف الصحية لطلب المساعدة. أضاف السلمي: تنتاب أبنائي موجة من البكاء والخوف الهستيري وهم يشاهدون أيادي مشوهة أو أذرعا أصابها البتر أو وجوها مشوهة بسبب آثار حريق ويزيد الموقف توترا تدافع المتسولين على ضحاياهم قبل اضاءة اللون الاخضر في الاشارة دهشة الزوار المرشد السياحي عماد الحسان (44 عاما) ألمح إلى أن بعض المحسنين والراغبين في نيل الأجر والمثوبة زادوا من انتشار الظاهرة وتزايد عدد المتسولين يوما بعد يوم خاصة في موسمي الحج والعمرة والتي تعتبر مصدر دخل للمتسولين يعدون له قبل حلول الموسم بفترة طويلة. ويضيف الحسان أن غياب الجهات الرقابية عن مكافحتهم أدى إلى استمرارهم ومنحهم الحق في تمددهم بالميادين العامة والأسواق. وأبان أنه كمرشد سياحي يشعر بالاسف الشديد عند رؤية المتسولين يملأون المواقع الاثرية.. كما يرى علامات الاستفهام في عيون الزوار من كل الجنسيات.

مشاركة :