قال وزير الخارجية الباكستاني يوم الاثنين إن رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي دعا إلى حوار مع إسلام اباد في رسالة بعث بها إلى الزعيم الباكستاني المنتخب حديثا.وأضاف أن باكستان ترى أيضا أن المحادثات مع خصمتها القديمة هي "السبيل الوحيد للمضي قدما".ولوح رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان بغصن الزيتون لنيودلهي بعد فوزه في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، مقترحا إجراء محادثات لحل خلاف قديم بشأن إقليم كشمير. وتحدث الزعيمان هاتفيا الشهر الماضي.وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي للصحفيين في العاصمة إسلام اباد "رئيس الوزراء الهندي بعث خطابا هنأ فيها عمران خان و... برسالة لبدء محادثات".وأكد مسؤول بوزارة الخارجية الهندية أن مودي بعث رسالة إلى خان يوم السبت و"عبر عن التزام الهند ببناء علاقات جوار طيبة بين الهند وباكستان ودعا إلى تعاون حقيقي وبناء من أجل صالح شعب المنطقة".وخاضت الجارتان النوويتان ثلاث حروب منذ انتهاء الاستعمار البريطاني في 1947 منهم اثنتان بسبب الصراع على إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة الذي يقع في جبال الهمالايا حيث يتواجه جيشا البلدين ويتبادلان إطلاق النار من حين لآخر.وتتهم الهند منذ زمن بعيد باكستان بتشجيع الانفصاليين المسلمين الذين يحاربون ضد حكم نيودلهي في الجزء الهندي من كشمير. ويشن المسلحون هجمات دموية من حين لآخر في بلدات ومدن هندية.كما اتهمت أفغانستان وعلى مدى أعوام طوال باكستان بدعم مسلحي حركة طالبان الذين يقاتلون الحكومة المدعومة من الهند والغرب.وتنفي باكستان مساعدة الجماعات المتمردة في كل من كشمير وأفغانستان.وعندما مد يده بالسلام إلى الهند الشهر الماضي قال خان إن باكستان مستعدة للتفاعل الإيجابي مع أي جهود للحوار.وقال خان الذي كان يميل لمعادة الهند أثناء حملته الانتخابية الشهر الماضي "إذا خطت الهند نحونا خطوة فسنخطو نحوها خطوتين".وكرر قريشي الدعوة إلى استئناف المحادثات التي لم تحقق الكثير من التقدم في السنوات القليلة الماضية.وقال "نحتاج إلى حوار مستمر وغير متقطع. هذا هو سبيلنا الوحيد للمضي قدما".لكن سياسة باكستان الأمنية تحكمها بشكل كبير القوى العسكرية وليست الحكومات المدنية.وسعت الحكومة المدنية السابقة في باكستان برئاسة نواز شريف إلى علاقات أفضل مع الهند.وتزايدت الآمال عقب زيارة مفاجئة من مودي إلى شريف في مدينة لاهور بشرق باكستان في ديسمبر 2015 والتي كانت الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس وزراء هندي خلال أكثر من عشر سنوات.لكن الآمال تبددت بعد أسابيع عندما هاجم مسلحون قاعدة للجيش الهندي في الجزء الخاضع لسيطرة الهند في كشمير.وأنحت نيودلهي باللائمة على باكستان في الهجوم. ونفت إسلام اباد ذلك.واعتبرت جهود شريف لتحسين العلاقات مع الهند على أنها تقويض لعلاقاته مع جيشه.وقال قريشي الذي شغل من قبل منصب وزير الخارجية في حكومات مدنية سابقة من 2008 إلى 2011 إن وزارته ستكون مسؤولة عن السياسة الخارجية لكنها ستأخذ المشورة من "مؤسسات الأمن القومي" في مقارنة مع الطريقة التي تقدم بها المخابرات المركزية الأمريكية النصح للحكومة الأمريكية.وقال إنه سيزور أفغانستان قريبا حاملا رسالة صداقة و"بدايات جديدة".
مشاركة :