لبنان: تأليف الحكومة في إجازة

  • 8/20/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت- انديرا مطر | في ما يشبه تقاطر السياسيين إلى عنجر خلال فترة الاحتلال السوري للبنان، يتقاطر المسؤولون اللبنانيون تباعا الى روسيا، هذه المرة، لبحث ملفات يفترض ان تكون سيادية، على رأسها ملف الحكومة والنازحين السوريين إلى لبنان. «هذه الزيارات المتكررة تؤكد متانة العلاقة الشخصية بيننا وبين بلدينا»، هكذا وصفها وزير الخارجية جبران باسيل خلال زيارته أمس إلى موسكو تلبية لدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف، اذ حلّ باسيل ضيفاً على مائدة لافروف فيما كان ملف النازحين السوريين في لبنان وسبل عودتهم إلى سوريا الطبق الرئيس على طاولة المناقشات. واثر اجتماعهما، أكدّ باسيل أن «موقف لبنان» هو مع العودة السريعة المتدرجة الآمنة المستدامة للنازحين السوريين بلا أي ربط بالحل السياسي، مضيفاً ان الظروف في سوريا اختلفت وباتت هناك مناطق آمنة يمكن ان يعود اليها النازحون». كما أعلن باسيل تأييده للمبادرة الروسية بالكامل، مشيرا الى ان المناقشات مع لافروف تطرقت الى فتح تواصل مباشر بين وزارتي الخارجية اللبنانية والروسية ومؤسسات البلدين لتحويل مبادرة العودة الى الناحية التنفيذية، لافتا إلى ان لديه أفكارا عملية للتشجيع على العودة، وايضا إلى ان لبنان يجب أن يكون منصة لإعادة إعمار سوريا. من جانبه، شدد لافروف على أن روسيا تنظر إلى استقـرار لبنان كأساس للتوازن في المنطقة، داعيا اللبنانيين الى ايجاد الحلول الداخلية من خلال الحوار ومن دون تدخل خارجي. موضحا ان لبنان يجب الا يكون رهينة لمشكلة النازحين. هدنة الأضحى على صعيد آخر، غادر رئيس حكومة تصريف الاعمال لبنان الى جدة لقضاء عطلة عيد الاضحى المبارك مع عائلته. فيما توجهت الغالبية من الوزراء والنواب الى دول اوروبية لقضاء اجازة العيد. مصادر سياسية مستقلة أعربت لـ القبس عن أملها بأن تشكل العطلة فرصة لإعادة التهدئة بين الجبهات المشتعلة التي تجاوزت حملاتها الاعلامية على خلفية الاستحقاق الحكومي المتعثر كل الاسقف المعتادة، سواء بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، او بين «التيار» والحزب التقدمي الاشتراكي، من دون اغفال التوتر القائم وان بشكل غير صارخ في مسار العلاقات بين الرئيس سعد الحريري من جهة وفريق رئيس الجمهورية من جهة أخرى. وتلفت المصادر الى امتعاض عبر عنه مقربون من تيار المستقبل لناحية اعتبار زيارة جبران باسيل الى روسيا ولقائه وزير خارجيتها قد تمت من دون مناقشة رئيس الحكومة، وبأن بعض الوزراء في حكومة تصريف الاعمال يتصرفون حكومياً، وكأنه لا وجود لرئيس حكومة. ولا تستبعد هذه المصادر ان تستولد هذه الزيارة خلافا آخر يضاف الى ازمة تشكيل الحكومة بعقدها المحلية وتعقيداتها الخارجية من انحراف بعض الاطراف عن مبدأ النأي بالنفس، واستقبال وفود للحوثي او المناداة بعودة التواصل مع النظام السوري، وهو ما بات يشكل تهديدا للتسوية السياسية التي حكمت البلد منذ عامين تقريبا. 31 اغسطس مهلة! وكان اللافت تصريح وزير العدل سليم جريصاتي الذي كشف عن بدء التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية اعداد العدة للدخول جديا على خط التدخل في تشكيل الحكومة، وهي الخلاصة المتأتية من حديث أدلى به جريصاتي الذي حدد 31 اغسطس الجاري «مهلة لحسم الخيارات». وبينما وصف جريصاتي تغريدته في انها حث للرئيس المكلف، لم تسقط مصادر في التيار العوني من حساباتها احتمال تدخل الرئيس عون شخصيا في ملف التأليف، «تحت سقف الدستور وما يتيحه له من اجراءات»، على حد قولها. حكومة بأقرب فرصة وقبيل توجهه الى السعودية، أعرب الحريري عن أمله بأن تتكلل الجهود والمساعي المبذولة لتشكيل حكومة جديدة بالنجاح بأقرب فرصة ممكنة. في وقت أكد رئيس حزب القوات اللبنانية أن البعض يضع كل جهد ممكن من أجل تخفيض حصة «القوّات» قدر الإمكان من أجل كبح جموح تقدمها الشعبي. مؤكدا ان القوات ستحصل على حصة وازنة في الحكومة وسيكون لها إمكانية اكبر للتأثير في مجريات الأحداث رغم ان «تنين الشر» سيقاوم حتى آخر رمق، على حد وصفه. وخلال لقائه وفداً من الاغتراب، جدد جعجع تمسكه بـ«اتفاق معراب» الذي «لا يمكن أن يلغى إلا بإرادة طرفيه»، موضحا ان الاتفاق هو من أربع صفحات في السياسة والصفحة الأخيرة فقط تتناول موضوع تشكيل الحكومة، وقد اتفق فيها على أن أي حكومة تتشكل من 30 وزيراً يكون للرئيس 3 وزراء فيها فيما البقية تنقسم على التيار وحلفائه من جهة و«القوّات» وحلفائه من جهة أخرى»

مشاركة :