رفضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب محاولة من تركيا لربط الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون بوقف التحقيق مع بنك تركي كبير سيواجه غرامات أمريكية بمليارات الدولارات، لمخالفته العقوبات على طهران، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال». ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي حديثه عن قضايا أخرى «خارج الطاولة» طرحت ضمن العرض التركي لم يحددها. وأثار سجن برانسون في العام 2016 أسوأ أزمة بين البلدين منذ عقود، وساعدت أزمته من تعميق الخلافات بين أنقرة وواشنطن مما دفع برفع الرسوم الأمريكية على الواردات التركية من الحديد والألمنيوم، وساعد على انهيار العملة التركية إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة. ويأتي رفض صفقة الإفراج محرجا جدا لتركيا، باعتباره مقدمة تمهد الطريق أمام الولايات المتحدة لفرض جولة أخرى من العقوبات ضد أنقرة في هذا الأسبوع. وتقدر الغرامات المحتملة على البنك التركي بأكثر من 37 مليار دولار. تريد الإدارة التركية أن تفرج عن برانسون ومواطنين أمريكيين آخرين تحتجزهم بتهم أمنية، فضلاً عن 3 مواطنين أتراك يعملون لحساب الحكومة الأمريكية. وطلبت تركيا، التي تبحث عن لفتة في المقابل، من الولايات المتحدة إسقاط التحقيق في قضية خلق بنك الذي يواجه غرامات محتملة لادعاءات مخالفة العقوبات الأمريكية على إيران. وقال مسؤول البيت الأبيض للصحيفة إن الولايات المتحدة أوضحت لتركيا أن مناطق الخلاف بين الدولتين، بما فيها الغرامات التي يواجهها خلق بنك لن تتم مناقشتها حتى يتم الإفراج عن القس برانسون. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض: «لم يكن حليفًا حقيقيًا في الناتو من اعتقل برانسون في البداية»، في إشارة إلى عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي. وفرضت إدارة ترمب عقوبات على اثنين من كبار المسؤولين الأتراك في وقت سابق من هذا الشهر، وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين إن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطوات أكثر صرامة. وكان ترمب، قال الجمعة الماضية، إن قضية القس الأمريكي المحتجز في تركيا لن تمر مرور الكرام، وإن تركيا تمثل مشكلة منذ وقت طويل. وقال ترمب إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء احتجاز القس أندروا برانسون وأن تركيا تمادت في الإساءة بشكل كبير. وصرح ترمب قائلاً «لقد شكلت تركيا مشكلة منذ وقت طويل. لم تتصرف أبدا كصديق، سوف نرى ماذا سيحدث، ما زالوا يحتجزون القس برانسون، إنه رجل رائع لفقوا له تهمة الجاسوسية وهي تهمة زائفة، هو الآن يخضع للمحاكمة إذا اعتبرنا أنها محاكمة». وأردف ترمب «كان ينبغي على تركيا أن تعيده منذ فترة طويلة، وفي رأيي أساءت تركيا التصرف بشكل كبير، الأمر لم ينته بعد ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء احتجاز مواطنينا لذلك سترى ما سيحدث».
مشاركة :