الدوحة - الراية : رغم الحصار الجائر المفروض على قطر منذ أكثر من عام يستقبل أهل قطر عيد الأضحى المبارك بالفرح والأمنيات بدوام العز والخير والأمن والاستقرار. وتعمل العائلات على التجهيز للعيد مبكرا وتشهد فيه الأسواق والمراكز والمجمعات التجارية رواجا كبيرا لشراء مقتنيات العيد مثل الملابس والحلويات والبخور والعطور. وتتلألأ دولة قطر بمدنها وربوعها المختلفة بالفعاليات الثقافية والترفيهية المتنوعة خلال أيام عيد الأضحى المبارك والذي يعتبر مناسبة ليفرح المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بفضل الله ورحمته. ورغم أن الاستعدادات للعيد في البلاد الإسلامية متشابهة إلا أن في قطر لها مظاهر خاصة حيث تفتح المحلات في الدوحة حتى ساعات متأخرة من الليل وتكون الحركة في الأسواق نشطة جداً خاصة في سوق واقف الذي يشهد إقبالاً كبيراً من الزبائن نظراً لما يحتويه من بضاعة تلبي متطلبات الأسر القطرية. الملابس الجديدة ويجهز الرجال في قطر أنفسهم قبل العيد بوقت كاف من خلال التوجه إلى محلات الخياطة لتفصيل ثوب العيد ويركزون على التوجه إلى المتاجر لاقتناء الغترة والعقال.. ومنهم من يفضل ارتداء البشت وهو البردة التي تلبس فوق الثوب في المناسبات الخاصة والمهمة. وكذلك فإن النساء يحرصن على شراء الملابس الجديدة لهن ولأبنائهن حيث يشترين الملابس العصرية أو الجلاليب المطرزة إلى جانب الفساتين للصغيرات. كما أن الحلويات تحظى بأهمية خاصة في العيد.. وتسمى في قطر الحلويات التي تقدم للضيوف يوم العيد بـ"الفالة" وتحتوي على حلويات شعبية مثل العصيدة واللقيمات والبلاليط والخبيص وحاليا تضم أيضا بعض الحلويات الشرقية كالكنافة والبسبوسة فضلا عن الفاكهة المتعددة التي تقدم للضيوف. العود والبخور ومن بين المواد الأساسية التي يحرص القطريون على اقتنائها أيضا قبل أيام العيد وتشهد رواجا كبيراً هي "العود والبخور" اللذان يعتبران من سمات البيت الخليجي نظرا لأنهما يمثلان علامة على كرم الضيافة. وتزدهر تجارة العود والبخور في موسم العيد ويكثر الطلب عليهما إلى جانب العطور الأخرى حيث يستخدم العود الرجال والنساء على حد سواء.. ويوضع العود على الفحم في مدخن لتنتشر رائحته العطرة ويتم تبخير الضيوف به أثناء تبادل الزيارات لتقديم التهاني بالعيد لتعلق رائعة العود الزكية بالثياب والغتر لمدة طويلة. تبخير المهنئين ويتم تبخير المهنئين بالعيد عند انتهاء الزيارة ويقدم حينها العود بعد أن تناول الضيوف بعض الحلويات واحتسوا القهوة العربية حيث يقول المثل الشعبي في قطر (ما عقب العود قعود) وهنا دليل على أن العود يقدم بعد أن يهم الضيوف بالمغادرة. ويحتل العود الهندي المرتبة الأولى من حيث الجودة والرائحة العطرة ومن حيث السعر أيضا يليه في المرتبة الثانية العود الكمبودي والماليزي الذي يمتاز برائحته العطرة وثقله ومتانته وعود لاوس يمتاز أيضا بقوة الرائحة وطول مدة بقائه في الملابس. وتتفاوت أسعار العود حسب درجته ونوعيته ويوزن العود بالكيلوجرام.. والتولة وهي وحدة وزن هندية تستعمل في وزن العطور والأشياء الثمينة. وإلى جانب العود فإن العائلات في قطر تحرص قبل العيد أيضا على شراء دهن العود وهو من مشتقات العود ويستخرج على هيئة سائل يميل لونه إلى اللون الأسود ويتميز برائحته القوية التي تميزه عن سائر أنواع العطور وهو من الأطياب الشخصية للفرد ويستعمل بشكل دائم بصرف النظر عن نوع المناسبة. صناعة البخور وكذلك البخور يدخل ضمن قائمة المشتريات التي يركز البيت القطري وخاصة النساء على اقتنائها واستعمالها في العيد وهو لا يقدم للضيوف بل يكون استخدامه شخصيا لتبخير الملابس والمنزل كذلك. وقديما كانت تتم عملية صناعة البخور في المنزل حيث تقوم النساء بدق وطحن أعواد وفتات خشب العود ومزجها معا. ويهتم القطريون أيضا في مناسبة العيد بإقامة وليمة يدعى إليها الأقارب والأصدقاء وهي تسمى "الذبيحة" التي اعتاد أهل قطر عليها حيث تقام في بيت كبير العائلة أول أيام العيد. الشوارع والحدائق وقد تزينت الشوارع والحدائق والفرجان والمجمعات التجارية والمتاحف لمواكبة الاحتفالات طيلة أيام العيد، حيث يستمتع الزائرون بأجواء تثقيفية وترفيهية رائعة.
مشاركة :